|
ثقافة
والكتاب مساهمة بسيطة لي كدبلوماسي أمثل بلدي، ورسالة شكر لكل من ساهم في صمود وبقاء سورية في وجه الحرب العدوانية. ولتسليط الضوء على ماجاء في الكتاب أقامت الهيئة العامة السورية للكتاب بالتعاون مع مديرية ثقافة دمشق ندوة بإدرارة د. ثائر زين الدين في مركز ثقافي»أبو رمانة» وأكد بدوره أن الكتاب على درجة كبيرة من الأهمية، يتناول فيه الكاتب المأساة بأبعادها كافة راجعا فيه إلى بنية المجتمع العربي الإسلامي منذ بدايات تشكله، دون أن يغفل المؤامرات الخارجية التي تحاك على المنطقة كلها، مستعرضا كل ذلك بعمق ومتكئا على المراجع الأجنبية المهمة. ويبين الباحث هامس زريق أن كتاب «رواية جديدة عن الحرب القذرة على سورية، السياسات التدخلية والدفاع المزعوم عن حقوق الإنسان» لمؤلفه د.غسان عباس يقع في 290 صفحة ومن إصدارات الهيئة العامة السورية للكتاب، تتوزع على سبعة فصول وثلاث مقدمات، والدكتور عباس خريج كلية الحقوق ويحمل شهادتي الماجستير والدكتوراه في القانون الدولي، دخل السلك الدبلوماسي وتدرج في المناصب حتى وصل لمنصب السفير. وينطلق المؤلف من مقاربته للحديث عن الحرب على سورية من الموقع الاستراتيجي لهذا البلد ويكشف كيف تم توريط السوريين بهذه الحرب عبر نظرية الحرب اللامتناظرة وباستخدام إرهاب مايسمى الدولة الإسلامية وجبهة النصرة. ويوضح بدوره أن د.عباس بين في مقدمته أن هذا الكتاب أعد باللغة الإسبانية بهدف شرح تفاصيل الحرب السورية للجمهور المتحدث بالإسبانية نظرا لضعف ما نشر حول ذلك باللغة الإسبانية، وهو يستعرض فيه صفحات من تاريخ سورية القديم، موضحا أن سورية كانت منذ فجر التاريخ أرضا للمعارك والنزاعات بين الامبراطوريات. وخصص الفصل الثاني للحديث عن الإسلام والإسلام السياسي وابتعاد ممارسات الإسلام السياسي عن مبادىء الدين الإسلامي الحقيقية، ويصل إلى الباب الثالث المعنون»الرمال المتحركة في الشرق الأوسط في القرنين التاسع عشر والعشرين»، شارحا التطورات التي عصفت بالمنطقة والحرب الأميركية على العراق. ويوضح في الفصل الرابع»الربيع العربي، الفوضى الخلاقة أم الحرب القذرة» طبيعة مايسمى الربيع العربي الذي يجسد مخططا غربيا للسيطرة على الشرق الأوسط، منتقلا بعد ذلك للفصل الخامس»استراتيجية استخدام المجموعات الإرهابية الدولة الإسلامية في العراق وسورية» داعش» وأخواتها للحديث عن أصلها ومشروع الخلافة المزعوم. ويركز في الفصل السادس» الثورة السورية المزعومة» على العوامل الإقليمية والدولية والدعم الخارجية الذي تلقته هذه الثورة، ليصل إلى الفصل الثالث»خطوات نحو إنهاء النزاع في سورية» ويوثق فيها د.عباس قرارات مجلس الأمن التي تتعلق بمكافحة الإرهاب، ليصل إلى نتيجة مفادها أن سورية في طريقها إلى الانتصار بدعم روسيا وإيران والصين والكثير من الشعوب والبلدان الأخرى. وفي قراءة معمقة يرى الباحث عقيل سعيد محفوض تحت عنوان»تفكيك الحرب ويقين الانتصار» يرى في الكتاب فرصة نادرة للنظر والتلقي ولتقصي سردية عن مداخل الحرب وأسبابها وتطوراتها ورهاناتها، جاءت من كاتب دبلوماسي سوري وهي مخصصة للقارىء غير السوري، وهذا مايفسر اهتمامها بالجذور والمقدمات والمداخل العميقة لظاهرة الحرب على سورية. ويتتبع الكاتب المصادر التاريخية والجغرافية والموضوعية للحرب، ويرى أن سورية في طريقها إلى الانتصار، وسيكون لهذا الانتصار أثره على السوريين وعلى النظام العالمي أيضا باعتبار أن الأمر سيشهد ولادة نظام متعدد الأقطاب جديد لمصلحة جميع الشعوب والإنسانية. ويرى بدوره أن المؤلف بذل جهدا كبيرا في تفكيك ظاهرة الحرب والأسلمة والإرهاب، ودور إسرائيل وقراءتها لظاهرة الحرب، وأيضا التواطؤ العربي والتركي في الحرب، ولم ينس دور الحلفاء وهو إذ يربط بين دورهم وتحقيق الانتصار، فهو يعطيهم حقهم، واستطاع أن يتناول موضوعه بفرادة وتميز واضحين، فالقصة معقدة تناولها باختصار ووضوح وبلغة مفهومة وقريبة من القارىء على اختلاف سوياته. |
|