|
فضاءات ثقافية تُسجل دور المزادات في لندن ونيويورك أرقاماً قياسية للوحات ومنحوتات فنية، أما ألمانيا فتعرف هدوءاً تاماً. فمن الذي يحدد استمرارية هذا التطور نحو الأعلى، هل هو المجتمع أم سوق المضاربة؟ حقيقة أن الأثرياء في ألمانيا لا يُقدمون على المزايدة في أكبر المزادات الدولية إذا عُرضت أعمال فنية قيمتها الملايين من الدولارات، أمر له ربما علاقة بالتواضع الذي يسود في أوساط الأثرياء الألمان. غالوس بيزندورفر الذي يعمل في أكبر فروع دار سوذبيز للمزادات الأمريكية في ألمانيا على دراية كبيرة بذلك، ويقول النمساوي الذي يشغل منصب نائب مدير فرع دار المزادات في مدينة كولونيا الألمانية في هذا الصدد: «في بعض البلدان هناك عدد كبير من أغنيائها ينفقون أموال طائلة على أعمال فنية» حوالي 142 مليون دولار أمريكي هي قيمة لوحة الفنان الأيرلندي فرانسيس بيكن المكونة من ثلاثة أجزاء، و58 مليون هي قيمة الكلب البالوني الضخم للفنان الأمريكي المعاصر جيف كونز، كذلك حققت أحد أعمال فنان البوب آندي وارهول رقماً قياسياً وصل إلى 105 مليون دولار أمريكي. فعلى ما يبدو فإن قيمة الأعمال الفنية في ارتفاع متزايد وتلقى رغم الارتفاع المستمر إقبالاً عند زبائن عدة من مختلف أنحاء العالم. لكن العائدات الضخمة لدار مزادات سوذبيز وكريستي مثلاً يرجع الفضل فيها إلى الإقبال الكبير لأغنياء عديدين من دون الأثرياء الألمان. ** ناشد: أرسلت بعض أعمالي للخارج خوفاً من التيارات المتشددة بدأ الفنان الكبير صبري ناشد مشوار النحت منذ عام 1959 وكان أول معرض له في عام 1969، وكل من تتلمذ على يديه يشعر بامتنان شديد له لمعرفته العميقة بأسرار نحت الخشب. « الفنان الذي اختار الظل منذ عدة سنوات اضطرارياً بسبب ظروفه الصحية، وكانت آخر مشاركاته في الحركة التشكيلية عام 2005. توقف عن النحت منذ 2011 مع بداية «الثورة» بسبب قلقه وحزنه على سقوط الشهداء وموت الناس وانتشار الإشاعات وكان من المستحيل عليه أن يعمل في ظل هذه الأجواء المضطربة ثم أصابته أزمة قلبية ومنعه الأطباء من النحت ومن بذل الجهد فالنحت يحتاج لصحة جيدة ليس فقط أثناء العمل لكن أيضا لتحريك الكتل التي يتعامل معها أي أنه ممنوع من النحت بأمر الأطباء. يتابع أعمال الفنانين الآخرين في العالم وفي مصر من خلال الإنترنت كما يتابع أخبار ما يجري في مصر بقلق كبير إذ لا يعرف إلى أين تتجه البلد التي أصبحت كمركب في مهب الريح. يسأله صحفي: الآن يقطع البعض رؤوس التماثيل تحت دعاوى تتمسح بالأديان.. كيف ترى ذلك؟ فيقول: مصر هي بلاد الرحمة والحضارة لذا يؤلمني ما يحدث لها الآن، وربما يكون قطع رؤوس التماثيل ناتج عن طريقة تفكير من يقوم بذلك لأني رأيت تماثيل لفنانين إسلاميين يتعمدون قطع جزء من جسد التمثال كيده أو قدمه أو أي جزء حتى لا يصبح فيه شيء مما خلقه الله ربما يفسر هذا قطع الرؤوس. وقال: لقد اضطررت أن أُخرج بعض أعمالي خارج مصر وهذا ذو شقين الأول الانتشار العالمي لكن فيه جانباً مؤلماً وهو شعوري كأني هاجرت خارج بلدي وكنت أتمنى أن تكون كل أعمالي هنا مع بعضها ولولا خوفي مما يمكن أن تتعرض له ما كنت أسمح بخروجها. ** الروائي الألماني فاغنر: تأثرت بـ «ألف ليلة وليلة» لم تلبث روايته الصادرة منذ ثلاثة أشهر فقط أن أصبحت الأعلى مبيعاً في ألمانيا، ونالت جائزة معرض لايبزغ للكتاب، ولم يلبث الكاتب الشاب الذي خضع لعملية جراحية لتغيير كبد فاسد أن استعاد حياته من جديد في عملية جراحية وصفها بـ» المعجزة « ليتحول من شاب في مقتبل حياته يعاني من وصايا الأطباء العديدة والمحاذير التي لا تنتهي، إلى شخص يُحسب على كتّاب الصف الأول من شباب مبدعي ألمانيا في مجال الرواية إنه ديفيد فاغنر. حول مدى اطلاعه على الأدب العربي وأي من الأدباء أو المؤلفات العربية تنال اهتمامه قال: اطلاعي ليس بالقدر الكافي على الأدب العربي، لكن من أفضل ما قرأت لنجيب محفوظ رواية زقاق المدق وكتاب طوق الحمامة من الكلاسيكيات، ورواية ألف ليلة وليلة فشهرزاد تحكي في ألف ليلة وليلة لتظل على قيد الحياة. |
|