|
البقعة الساخنة وإذا كان الرئيس الروسي بوتين قد اعتبر أن زعزعة استقرار التوازن العالمي مرتبطة بشكل خاص بالدرع الصاروخية الأميركية ومحاولة تمددها شرقاً لتطوق المنظومة المعادية لأميركا فإن ما يمكن إضافته إلى توصيفه أن جشع السياسات الأميركية التي تتحكم في قراراتها الشركات الاحتكارية واللوبي الصهيوني وأذرعه الأخطبوطية المالية والإعلامية هي التي تزعزع هذا الاستقرار وتهدد الأمن والسلم العالميين بالصميم. ولعل أكثر ماينطبق على هذه السياسات العدوانية بحق الشعوب ذلك المثل الهندي الذي أطلق على الإمبراطورية البريطانية في القرن الماضي الذي كان يقول لو أن سمكتين في المحيط اقتتلتا لكان السبب بريطانيا واليوم فتش عن أميركا في كل مصائب العالم. فاليوم لونظرنا إلى الفوضى الخلاقة في أفغانستان وباكستان ومقتل الأبرياء يومياً هناك لوجدنا أميركا بجيوشها وأساطيلها تحرك الخيوط وتحرك الطائرات دون طيار وتقتل وتغتال وتحرق الأخضر واليابس وتدعي أنها تريد تحرير الشعوب هناك. وإذا اتجهنا نحو الغرب قليلاً لوجدنا أميركا حاضرة بشركاتها الأمنية القاتلة في العراق ومتطرفيها الإرهابيين في سورية وعملائها في ليبيا وتونس يعيثون فساداً ودماراً بذريعة تحرير الشعوب وحماية حقوقها. والأمر ذاته ينطبق على معظم بلدان القارتين الآسيوية والإفريقية وصولاً إلى أميركا الجنوبية، فهل تدرك أميركا أن سياساتها العمياء هذه سترتد عليها في نهاية المطاف؟ وهل يصحو الشعب الأميركي على حقيقة هذه السياسات التي جلبت له الكوارث والمصائب والخرائب ولايعلم أحد ماستخبئ له الأيام بسببها؟!. ahmadh@ ureach.com |
|