تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


فن صناعة الخيام

مجتمع
الثلاثاء 17-12-2013
منال السمّاك

هل هي أزمة إنسانية أم عاصفة ثلجية .. أم كلاهما معاً ؟ كما الشتاء الماضي البرد والثلج موسم تنتظره بفارغ الصبر البلدان المضيفة للاجئين السوريين لعرضنا شعباً هارباً من جحيم بلاده إلى نعيم خيامهم لنرتجف برداً ونغرق بالأمطار و نغوص بالثلج ..

بانتظار مزيد من تبرعات و هبات تأخر وصولها من الشتاء الماضي حتى هذا الشتاء .. ليبدو المشهد ذاته .. و كأنه إصرار عربي على إظهار بؤس سوري ..‏

لغايات لئيمة غير بريئة تضخيم و تهويل إعلامي من كارثة إنسانية .. و كأنه أول شتاء يقضيه اللاجئون في الخيام .. حتى بتنا أبطالاً لنشراتهم الإخبارية السياسية منها و حتى الجوية .. و معاناتنا أصبحت مؤشراً لدرجات الحرارة التي لامست درجة التجمد و الموت برداً .. مساحة واسعة و تغطية مفتوحة على الهواء مباشرة من قلب الحدث .. من أجسادنا و كرامتنا المستدرجة إلى مخيمات اللجوء .. حتى أصبحنا فرجة نستدعي شفقة ..‏

كيف كانت ليلتكم .. هل شعرتم بالبرد ؟ الأسئلة ذاتها .. و الجواب تفصح عنه أقدامهم العارية و أيديهم المحمرة صقيعاً .. نعم تجمدوا أو كادوا .. و أنتم منشغلون بالتصوير لالتقاط أكثر صور العالم بؤساً .. و ما زالت المناشدات قائمة .. و حملة التسول مفتوحة .. و المساعدات متأخرة ..!!‏

شكراً لأزمتنا .. فقد كشفت عن موهبة عربية فريدة بالتسول .. و قد ينال جيراننا بالعروبة براءة اختراع بفن صناعة الخيام .. أو ربما يدخلون موسوعة غنيس للأرقام القياسية بعدد الخيام الغارقة بالثلوج و الأمطار ..‏

لم نعد كلاجئين طامعين بإنسانية أشقاء كانوا يوماً في صدر الدار لم نذيقهم ذل الخيام .. و لم نجعلهم “ كوميديا “ سوداء ضمن المسلسلات .. كما لم نناشد هيئات و منظمات لإيوائهم و إطعامهم .. و فن التسول على أخوة و جيران و أشقاء لم نتقنه يوماً كبلد مضياف .. فأيهما أقسى إلكسا أم الجيران ؟‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية