|
مجتمع بانتظار مزيد من تبرعات و هبات تأخر وصولها من الشتاء الماضي حتى هذا الشتاء .. ليبدو المشهد ذاته .. و كأنه إصرار عربي على إظهار بؤس سوري .. لغايات لئيمة غير بريئة تضخيم و تهويل إعلامي من كارثة إنسانية .. و كأنه أول شتاء يقضيه اللاجئون في الخيام .. حتى بتنا أبطالاً لنشراتهم الإخبارية السياسية منها و حتى الجوية .. و معاناتنا أصبحت مؤشراً لدرجات الحرارة التي لامست درجة التجمد و الموت برداً .. مساحة واسعة و تغطية مفتوحة على الهواء مباشرة من قلب الحدث .. من أجسادنا و كرامتنا المستدرجة إلى مخيمات اللجوء .. حتى أصبحنا فرجة نستدعي شفقة .. كيف كانت ليلتكم .. هل شعرتم بالبرد ؟ الأسئلة ذاتها .. و الجواب تفصح عنه أقدامهم العارية و أيديهم المحمرة صقيعاً .. نعم تجمدوا أو كادوا .. و أنتم منشغلون بالتصوير لالتقاط أكثر صور العالم بؤساً .. و ما زالت المناشدات قائمة .. و حملة التسول مفتوحة .. و المساعدات متأخرة ..!! شكراً لأزمتنا .. فقد كشفت عن موهبة عربية فريدة بالتسول .. و قد ينال جيراننا بالعروبة براءة اختراع بفن صناعة الخيام .. أو ربما يدخلون موسوعة غنيس للأرقام القياسية بعدد الخيام الغارقة بالثلوج و الأمطار .. لم نعد كلاجئين طامعين بإنسانية أشقاء كانوا يوماً في صدر الدار لم نذيقهم ذل الخيام .. و لم نجعلهم “ كوميديا “ سوداء ضمن المسلسلات .. كما لم نناشد هيئات و منظمات لإيوائهم و إطعامهم .. و فن التسول على أخوة و جيران و أشقاء لم نتقنه يوماً كبلد مضياف .. فأيهما أقسى إلكسا أم الجيران ؟ |
|