|
امرأة وشباب ونتساءل هنا: المعاكسة أليست ظاهرة تستحق الوقوف عندها وخاصة أنها بدأت تنتعش دون رقيب أو حسيب ودون أن يستثني فيها الشاب المتمرد أحداً؟.. ومن المسؤول الأول عن تفشي هذه الظاهرة؟.. وعلى من تقع مسؤولية تعرض الفتاة لحبائل التلطيش.. ،الشاب أم الفتاة؟.. أم كلاهما معاً؟ مسؤولية الفتاة «هن السبب» بهذه العبارة يرد علينا منير بدر طالب ثانوي بعد أن شاهدناه يعاكس الفتيات أمام باب الجامعة ويتابع مبتسماً : الفتيات جميلات يتبرجن ويخرجن ثم يطلبن ألا نعاكسهن.. مفهوم خاطئ بينما سعيد عثمان كان رافضاً تماماً للتلطيش فتساءل : من يقوم بالتلطيش هل يسمح لأحد بمعاكسة أخته أو حتى قريبته بالتأكيد لا.. وإن حصل ذلك فستنشأ خلافات مجهولة المصير.. فلماذا إذاً يقوم بمثل هذه التصرفات غير المسؤولة فهل لأخته عرض وشرف وبنات الناس لا.. أما بالنسبة لحجة أن الفتاة بما تلبس تبدو وكأنها تدعو الشاب لمعاكستها فهذا مفهوم خاطئ.. فكل شخص حر في تصرفاته وبارتداء ما يريد ونحن ليس لدينا حق بالتدخل في شؤون أحد بل علينا من أنفسنا فقط.. ولو أن كل شخص عرف حدوده والتزم عندها واعتبر أن الفتاة التي يقوم بتلطيشها لديها شرف تماماً كأخته لكانت الدنيا بألف خير.. أما الفتيات فتتفاوت نسب تقبلهن لهذا الكلام بين معلنات رفضهن لهذه الظاهرة قولاً وفعلاً واصفات الشاب الذي يقوم بالتلطيش بالمريض الذي يحتاج إلى علاج نفسي وأخريات أعلن أن التلطيش قد يكون فيه شيء من التهذيب والذوق وخاصة إذا كان الشاب يعبر من خلاله عن مشاعر داخلية رائعة بكلمات لبقة ومنهن سهى (ح) التي قالت: إن الشاب الذي يعاكس الفتاة بطريقة محترمة لا تخدش حياءها هو شاب مهضوم وأتقبل كلامه بفرح ولكن دون أن أرد عليه، أما بالنسبة للشاب الذي يعاكس بكلمات جارحة فهو شخص ابن بيئة تعاني الكبت والقهر الاجتماعي.. مسؤولية مشتركة بينما تحمل هدى العاصي مسؤولية انتشار ظاهرة التلطيش للشاب والفتاة معاً فتقول: إذا كان الشاب يتحمل جزءاً من المسؤولية فإن الفتاة تتحمل الجزء الآخر ولاسيما إذا مارست لعبة الإغواء أمامهم لدرجة تقول فيها: إن بعض الفتيات يجدن متعة وتسلية بتحرش الشباب بهن كلامياً لأن ذلك حسب زعمهن يرضي أنوثتهن وغرورهن.. التلطيش ليس حكراً على الشباب حالة سميرة تثبت أن الفتيات أيضاً يلطشون ذلك فهي في السابعة عشرة من العمر .. فقالت لمَ يسمح للشباب بالتلطيش ونحن لا.. وبصراحة إذا أعجبني شاب أقوم بتلطيشه ولكن في حدود الأدب وإذا سمعت أي كلمة لا تعجبني من أي شاب لا أستطيع تجاوز ذلك بالسكوت بل أرد عليه الصاع صاعين.. وهنا ينتابني شعور بالغضب والحقد من مجتمع منحه حق إزعاجنا وقدم له الصلاحية لفعل أي شيء.. وكأن السمعة الحسنة يجب أن تكون للفتاة دون الشاب.. وللقانون كلمة.. بحسب المحامية سوسن عضة ووفقاً للمادة 506 من قانون العقوبات السوري فإن إدعاء أي فتاة على شاب حاول التحرش بها بمعاكسة وتلطيش بكلام يخدش الحياء العام ، يعرض الشاب لتهمة التعرض للآداب العامة وتعرض القضية على محكمة صلح الجزاء وفيما لو ثبتت التهمة قد يسجن حبساً تكديرياً لمدة ثلاثة أيام مع دفع غرامة خمس وسبعين ليرة سورية.. |
|