تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


هبــــــةأم نقمــــــة ديمغرافيــــــة؟

امرأة وشباب
الخميس 30-4-2009م
غصون سليمان

شريحة الشباب بما تمثله في الهرم السكاني حاليا بسورية هي «هبة ديمغرافية» كما وصفها الباحثون في علم السكان، هذه الهبة لا بد لها من أن تستثمر جهودها تحقيقا للتنمية المستدامة

وذلك بالتركيز على تلبية احتياجات جيل الشباب أو ما يدعى الاستثمار في الشباب وتطوير إمكانياتهم وبناء قدراتهم.‏‏

وقد ساهم صندوق الأمم المتحدة للسكان في هذا المجال بإعداد الاستراتيجية الوطنية للشباب والتي تصب أهدافها ضمن إطار التنمية الوطنية ، حيث قام الصندوق بالتعاون مع الهيئة السورية لشؤون الأسرة بتنفيذ بحث خلال الفترة الماضية بغية توفير بيانات كمية ونوعية ومعلومات موثوقة لتقييم مشكلات الشباب والعمل على تمكينهم في المجالات الاقتصادية والاجتماعية.‏‏

وبينت الدكتورة نجوة قصاب حسن وزيرة الثقافة سابقاً في أن الاهتمام بالشباب هو أحد المحاور الأساسية التي ركز عليها مؤتمر السكان الدولي الذي انعقد في القاهرة عام 1994، إضافة الى اهتمام إعلان الألفية الثالثة عام 2000 والقمة العالمية 2005، في حين نجد الحكومة السورية ومن خلال ما ورد في الخطة الخمسية العاشرة وما تخطط له مع الهيئات المعنية من جمعيات ومنظمات وهيئات غير حكومية، جميعها تسعى جاهدة للاهتمام بفئات الشباب وربط المتغيرات السكانية بخطط التنمية ودعم الاستراتيجية الوطنية للشباب، وبرامج الصحة الانجابية والنوع الاجتماعي وبناء قاعدة معلومات حول تلك القضايا ووضعها في خدمة المخططين ومستخدمي البيانات حيث تمهد الخطة الخمسية العاشرة الطريق لمنهج أكثر علمية وشمولية لبرامج الشباب.‏‏

أكثـــر تعرضاً‏‏

وفي هذا السياق تشير الدراسات المختلفة أن شريحة الشباب هي الأكثر تعرضا لتحديات قضايا الصحة الانجابية وانتشار الأمراض المنقولة عن طريق الجنس بما فيها الإيدز إذ إن 34٪ من الاصابات تحدث بين فئات الشباب في الفترة العمرية «15-24»، وهذا ما يؤكد الحاجة لرفع وعي الشباب حول قضايا الصحة الإنجابية والزواج المبكر، ما دفع وزارة الصحة الى تكثيف جهودها لتقديم خدمات الصحة الانجابية الى جانب اهتمام الحكومة بهذه المسألة على أعلى المستويات ولا سيما تطوير الاستراتيجية الوطنية للصحة الانجابية بدعم من صندوق الأمم المتحدة للسكان حيث يعمل الطرفان لتحسين هذا الواقع على صعيد الصحة وتنظيم الأسرة لارتباطهما بالقضايا السكانية والتنموية الشاملة، ومن خلال برامج التحفيز بدعم من صندوق السكان تم التركيز على مسألة تأخير سن الزواج والحدّ من التسرب في دوائر التعليم وخاصة للفتيات والعمل على الإرتقاء ببناء القدرات الوطنية، وتقديم خدمات المشورة وتطوير استراتيجية الاتصال المركزة لمخرجات البرنامج القطري للصندوق يضاف لذلك بناء قدرات الإعلاميين الأمر الذي أدى الى رفع مرتبة القضايا السكانية والشباب في الأجندة الإعلامية وربطها مع أهداف الألفية والخطة الخمسية العاشرة.‏‏

وأخيرا يمكن القول: إن الاهتمام والاستثمار في الشباب هما من الموضوعات الجوهرية والمحورية في سياسة الدولة السكانية والتنموية انطلاقا من مساعدتهم على مواجهة التحديات ودعم رفاههم وإمكاناتهم ليساهمو بدورهم في بناء المستقبل، يعزز ذلك تعميق دور الإعلاميين وتوسيع معارفهم بشكل عام بقضايا المجتمع و لا سيما قضايا النوع الاجتماعي والعنف ضد المرأة وقضايا الشباب والتنمية .‏‏

حقائق‏‏

تشير وثيقة البرنامج القطري لصندوق السكان تحت عنوان حقائق عن الشباب في سورية الى أن المعلومات والخدمات الخاصة بالصحة الانجابية، لا توجه بصورة خاصة الى فئات الشباب في المنشآت الصحية، وتلحظ الدراسات بأن الشباب يفضلون الحصول على الخدمات الصحية عن القطاع الخاص أو الأطباء الخاصين حيث تبلغ نسبة الشباب الذي يفضلون ارتياد العيادات الخاصة 66٪ بحسب مسح المشروع العربي لصحة الأسرة عام 2002، في حين بينت دراسة أعدها اتحاد شبيبة الثورة بدعم من صندوق الأمم المتحدة للسكان أن الشباب الذين يسعون للاستفادة من الخدمات الصحية في المراكز العامة تصل الى 11،1 ٪ فقط، ولعلّ الافتقار للخصوصية أحد القضايا الأساسية في التوجه للعيادات الخاصة.‏‏

والأمر الآن هو أن آراء الشباب حول المساواة والعدل بين الجنسين لا زالت دون المستوى المطلوب وفق المسح المذكور آنفاً والذي أفاد بأن 85٪ من الشباب ذكوراً وإناثاً على حدّ سواء بضرورة موافقة الزوج في جميع الأمور التي تخص الزوجة ، ويعتقد 22٪ من الشباب الذكور أن الحد الأقصى لتعليم الفتاة هو المرحلة الثانوية ، فيما 25٪ من الشابات لا يرين وجود مساواة في التعامل بين الفتيان والفتيات في العائلة.‏‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية