تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


عنصري ومنافق..!

حـــدث و تعــليـق
الاربعاء 29-4-2009م
محمد خير الجمالي

لا احد في العالم يجهل ان افيغدور ليبرمان وزير الخارجية الاسرائيلي رمز للعنصرية والتطرف لانه يبادل العرب بكراهية حاقدة .. يتمنى لهم الموت كل لحظة ويدعو لقصفهم بالنووي ويطالب بترحيل عرب 48 من اراضيهم بالقوة ويرفض السلام ويتنكر للحقوق العربية والفلسطينية .

ورغم التناقض البين الذي تعكسه السيكولوجيا العنصرية لشخصية ليبرمان مع روح السلام وطبيعته التي تفترض بمن يتحدث عن السلام الا يكون عنصريا لان العنصرية بالاصل هي نقيض السلام , فان ليبرمان يتجرأ على هذا المنطق ويتحدث عن السلام ومتطلباته من وجهة نظره القاصرة جدا عن فهم السلام , في نفاق سياسي مكشوف يريد فيه خداع العالم حول دور اسرائيل في تعطيل عملية السلام وذرائع رفضها المستمر للسلام العادل والشامل مع العرب.‏

انظروا كيف ينافق ليبرمان... في البداية يعلن وصول عملية السلام مع الفلسطينيين الى طريق مسدود لكنه يمتنع عن ذكر الاسباب ويتجاهل حقيقة انه كان من اشد المعارضين لهذه العملية وتوج موقفه هذا برفض كل الاتفاقات السابقة , ليقول من بعد في كذب فاضح ان مبادرة السلام تهدف الى تدمير اسرائيل لمجرد ان الرئيس الاميركي باراك اوباما قال فيها إنها خطوة بناءة , ثم يذهب الى ابعد من ذلك عندما يقول ان اسرائيل ترفض الدخول في مفاوضات سلام مع سورية لانها تدعم (( منظمات ارهابية)) قاصدا بذلك المقاومة اللبنانية والفلسطينية في محاولة لتشويه حقيقة المقاومة وطمس حقها في مواجهة الاحتلال.‏

نفاق ليبرمان هنا تكشفه الحقائق التي حاول طمسها حول تهرب اسرائيل من السلام ودورها في تعطيل جهوده, من التنكر لوديعة رابين الى التنصل من النتائج التي تحققت على كل المسارات الى قتل المبادرة العربية فاتهام سورية بدعم منظمات ارهابية لنسف نتائج محادثات انقرة غير المباشرة بين سورية واسرائيل التي ارسيت على اسس المرجعيات الدولية ومبدأ الارض مقابل السلام.‏

وبهذا فان حديث ليبرمان عن السلام لايعدو كونه مجرد اكاذيب وذرائع واهية تجعله منافقا سياسيا اضافة لكونه عنصريا, بقدر ما تكشف حقيقة ان اسرائيل هي التي تعطل السلام لتهرب من استحقاقاته.‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية