|
ثقافة في مؤتمر اليونسكو الذي عقد في باريس عام 1995 تعبيرا عن تقديرها منظمة اليونسكو وتقدير العالم أجمع للكتاب والمؤلفين وذلك عن طريق تشجيع القراءة بين الجميع وبشكل خاص بين الشباب وتشجيع استكشاف المتعة من خلال القراءة وتجديد الاحترام للمساهمات التي لا يمكن إلغاؤها لكل الذين مهدوا الطريق للتقدم الاجتماعي والثقافي للإنسانية جمعاء. وكانت هناك مناسبات يصادف مرورها في هذا التاريخ وهي ذكرى وفاة الأديب الإنجليزي وليم شكسبير والشاعر الإسباني ميغيل سرفانتس وإينكا جارسيلاس و دي لا فيجا، إذ رحل هؤلاء في مثل هذا اليوم من عام 1616، كما أن هذا اليوم هو تاريخ ميلاد عدد من المؤلفين المشهورين أمثال موريس دروان و لاكسنس وفلاديمير نابوكوف جوزيف بلا ومانويل ميجيا فاليجو . وبعد خمس سنوات على انطلاق اليوم العالمي للكتاب وحقوق المؤلف أعلنت العاصمة الإسبانية مدريد عاصمة عالمية للكتاب ، وتلتها الإسكندرية 2002 نيودلهي 2003 وأنفيرالبلجيكة2004 ومونتريال الكندية 2005 وتورينو الإيطالية 2006 وبوغوتا الكولومبية 2007 وأمستردام الهولندية 2008. ومنذ سنة 1996 يجمع اليوم العالمي للكتاب وحقوق المؤلف في 23 نيسان ملايين البشر في أكثر من مائة بلد للاحتفاء بالكتاب ووظائفه المتعددة في حياة المجتمعات الإنسانية، وتنشط دور النشر ومكتبات بيع الكتب والمكتبات العامة والمدارس والمؤسسات الثقافية وجمعيات المؤلفين، عبر مختلف أنحاء العالم، في تعبئة الجهود بمناسبة هذا اليوم العالمي والتركيز على أهمية الكتاب في مجتمعات اليوم . لقد اعتبرت اليونسكو أن الكتاب أداة الأمم لنشر المعرفة خلال التاريخ والوسيلة الأنجح لحفظها عبرالزمن ،وكل إسهام في تنشيط الكتاب هو عامل إغناء ثقافي وتنوير للرأي العام بقيمة التراث الانساني، وكان بيان اليونسكو في العام الماضي حول هذه المناسبة دلالة على ضرورة تفعيل النشر للحفاظ على اللغات الوطنية ، ورأت أن عدم الوصول بلغة ما إلى عالم النشر، تصبح هذه اللغة مستبعدة حتى مع الذين ينطقون بها . ولكن مما يؤسف له أنه في الوقت الذي تجري فيه احتفالات واسعة في أوروبا مثلا باليوم العالمي للكتاب تبقى الاحتفالات في الدول العربية ضعيفة ولا ترقى إلى أهمية الكتاب والمعلومة، وللأسف تأخذ دور نشر على عاتقها الاحتفال بيوم الكتاب والمؤلفين ، في حين تبقى المشاركة الرسمية متواضعة إن لم نقل خجولة . فقد كان من المفترض أن يكون هذا اليوم استثنائياً في المؤسسات الثقافية والمدارس والجامعات الحكومية والخاصة ، يتم فيه تشجيع الطلبة على القراءة وتعريفهم بأهمية الكتاب . قديما كنا نكتب على جلود الحيوانات وعلى سعف النخيل ، وعندما توصلنا إلى صناعة الورق وطنيا جادت العبقرية العربية بألوف مؤلفة من المطولات والموسوعات ، وخصصت أسواق لنسخ الكتب ونشرها سميت ( سوق الوراقين ) ولاتزال هذه الأسواق قائمة في بعض المدن العربية بنفس التسمية ، ولكننا بعد أكثر من ألف عام وثلاثة قرون غير قادرين على طباعتها لأنها تحتاج إلى إمكانات مادية لا تستطيع المؤسسات العربية المختصة النهوض بها مجمعة حسب الامكانات المتوفرة . ونستدرك فنقول إن الكتب التي تطبع اليوم كثيرة وإن كانت قليلة كماً ونوعاً قياساً لحال الكتاب العالمي ، وهي على كثرتها حسب نظرة بعضهم إلى حال الكتاب العربي ، لا تبتعد كثيرا عن حال الأمة ، فعددها كثير ولكنها غثاء كغثاء السيل . وهكذا لم يبق لنا سوى التغني بأقوال الغابرين ونمجد الكتاب بما قاله المتنبي قبل ألف عام ونيف : أعز مكان في الدنا سرج سابح وخير جليس في الأنام كتاب |
|