تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


برنامج التطرف

حدث وتعليق
الخميس 23-4-2009م
حسين صقر

الاستيطان و التهويد والجريمة ، باتت عناوين رئيسية لبرامج عمل حكومات الاحتلال الإسرائيلي ضد الفلسطينيين ،

وماتستهل حكومة بنيامين نتنياهو أعمالها فيه لبناء أضخم و أخطر المشاريع الاستيطانية في القدس إلا دليل إضافي على عنصرية الكيان الصهيوني و استفزاز واضح لمشاعر الفلسطينيين و معاداة معلنة لأي مشروع سلام في المنطقة على رؤوس الأشهاد.‏

فالمشروع الذي وضعت أسسه الهيكلية الحكومة السابقة أواخر أيامها ، ويمتد من منطقة اللطرون في القدس إلى الجانب الشرقي من المدينة ، حتى بيت لحم بتكلفة بليون ونصف البليون دولار ، يرمي إلى زيادة عدد المستوطنين وتخفيض عدد العرب ، بهدف التخلص منهم في مرحلة قادمة ، وبالتالي تهويد القدس و جعلها رأس وقلب الكيان الغاصب ، ولا يحكمها سوى قانون الاحتلال الذي سيجعل منها عاصمة أبدية وموحدة « لإسرائيل ».‏

لذا بات من المؤكد إن حكام إسرائيل المتطرفين ، لايريدون السلام لا مع الفلسطينيين و لاغيرهم في المنطقة وأن تصرفاتهم وممارساتهم اليومية تفضح نياتهم الحقيقية الهادفة للتطهير العرقي بالقدس، مادام إيقاف الاستيطان شرط رئيسي لاستكمال أي مفاوضات قد تدور بين الجانبين يحصل بموجبها الفلسطينيون على حقوقهم و إقامة دولتهم المستقلة.‏

وعليه فإن كان ماتقوم به سلطات الاحتلال الإسرائيلي يعد خروجاً على القانون الدولي ويندرج في إطار جرائم الحرب حسب المادة 49 من اتفاقية جنيف القاضية بعدم التهجير القسري لسكان الأرض المحتلة ، لماذا يقف المجتمع الدولي موقف المتفرج ومصّر على إطلاق العنان لها لارتكاب المزيد من الممارسات و الجرائم بحق شعب لاحول له و لاقوة.‏

إن المخطط الإسرائيلي تترتب عليه مواقف وخيمة وتعتبر جريمة لاتقل عن مجزرة غزة و يقوّض السلام و التعهدات التي قطعها الرئيس الأميركي الجديد ببدء سياسة جديدة تجاه مسيرة السلام في الشرق الاوسط ، و لابد من وقفة حقيقية في التعاطي معه ومنعه من رؤية النور سواء كان ذلك من العرب و المسلمين أم من المجتمع الدولي أم من الادارة الأميركية الجديدة ، ولاسيما بعد التصريحات المتكررة لنتنياهو بأن حل الدولتين مجرد تلاعب بالألفاظ وبالونات اختبار.‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية