تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


أمريكا بين ابتسامة وتكشيرة

معاً على الطريق
الخميس 23-4-2009م
عبد النبي حجازي

تناقلت وسائل الإعلام منذ أيام خبراً عن الجيل الجديد من بق الفراش الذي تمرد على المبيدات الحشرية والذي يعيش في الشقوق وطيات الحشايا والأرائك وأغطية الأسرّة

والذي ينتشر بصورة وبائية في سكن الجامعات وأجنحة المستشفيات وملاجئ المشردين والفنادق من مدينة نيويورك إلى شيكاغو وحتى واشنطن .‏

ويقول الخبر: إن الحشرة تخرج في المساء لتمتص دماء البشر الذي هو غذاؤها المحبب , ويرى بعض الخبراء في أمريكا أنها أشدّ خطراً من الإيدز والسرطان .‏

للوهلة الأولى قد لايرى الرائي اختلافاً بين الرئيسين الأمريكيين السابق (دبليوبوش) والحالي (باراك أوباما) إلا بالابتسامة .‏

بوش ابتسامته تكشيرة ذئبية وعيناه رجراجتان تنمان عن هَوَج مبطن بحقد دفين , يسعى بسكين ذات حدين غير عابئ أن يدمر العالم فوق رأس أمريكا , وأوباما ابتسامته طلية يسعى بلسان طلق أن يجعل العالم يهب نفسه طواعية لأمريكا .‏

كلاهما ابتدأ عهده بالإعلان عن شن حرب ضروس على الإرهاب وعلى الأسلحة النووية: بوش وسائله البطش والتدمير والخرائب ، وأوباما أبرز وسائله حتى الآن الدبلوماسية واللسان السلس .‏

بوش تلبس بشخصية (دراكولا) الذي فرّخ مصاصي الدماء وأوباما أعجب بشخصية (بافي جلادة مصاصي الدماء) بوش منحه الدستور لقب (رئيس سابق) فجرده منه منتظر الزيدي بحذائه ، والأزمة المالية ، وبق الفراش .‏

إن مشكلة أمريكا ليست بيد رئيس سابق أو رئيس لاحق ، ولكنها في تباشير تنبئ عن امبرطورية بدأت تتفسخ على جبروتها وتفردها في العالم بهذا الجبروت ، وإنها كغيرها من الامبراطوريات ليست معصومة عن التفسخ والانحلال ، إن سرطاناً بدأ يمخر كيانها قد تخفف آلامه (تحميلات) المورفين ، لكنها لاتقضي عليه ولا تحد من تفشيه في سائر البدن .‏

وتناقلت وسائل الإعلام عن انسحاب (23) دولة من الاتحاد الأوروبي من مؤتمر دوربان الثاني لمناهضة العنصرية الذي عقد في جنيف يوم الإثنين في العشرين من الشهر الحالي عندما أعلن الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد في خطابه أن الصهيونية العالمية هي المظهر الحقيقي للعنصرية ، وعبر كل من الأمين العام لهيئة الأمم المتحدة ، ومندوبة المفوضية العليا لحقوق الإنسان عن أسفهما.‏

وتناقلت وسائل الإعلام أخباراً عن صفقة أسلحة عسكرية تبيعها إسرائيل للهند تقدر بملياري دولار ، وعن تعاون في إطلاق الصواريخ بينما كانت الهند من أوائل الدول التي لم تعترف بإسرائيل وإذا عدنا إلى الوراء إلى يوم السبت 20تشرين الثاني (نوفمبر) 1977يوم ألقى السادات خطبة في الكنيست الإسرائيلي وإلى يوم الجمعة الأول من أيلول (سبتمبر) 1978 عندما وقع على اتفاقية (كامب ديفيد) رأينا أن عدداً كبيراً من دول آسيا وإفريقيا التي كانت تقاطع إسرائيل قد استأنفت علاقاتها معها وعقدت اتفاقيات تعاون تجاري وعسكري .‏

إسرائيل تسعى إلى تحقيق مصالحها بالنفاذ من خرم الإبرة ، وأمريكا تتجمع في لبدها كالنمر لتنقض على أي دولة تشاكسها ولا تنبس ببنت شفة عن ترسانة إسرائيل النووية . ونحن منكفئون في قعر نفوسنا لانريم .‏

anhijazi@Gmail.com

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية