|
دمشق ومع ذلك يوجه اللوم للعرب والفلسطينيين متسائلا الى متى سيبقى المجتمع الدولي مدركا للحقيقة ولا يفعل شيئا. وقال مشعل في كلمة له موجهة لمجلس العموم البريطاني عبر الفيديو تكس مساء أمس ان الحل الوحيد لتحقيق السلام في المنطقة هو الضغط على اسرائيل والزامها بالانسحاب من الاراضي العربية المحتلة ووقف كل أشكال العدوان والاستيطان وممارساتها العنصرية ودون ذلك لن يتحقق السلام ولا الاستقرار في المنطقة. وأضاف مشعل انه يجب التعامل مع الشعب الفلسطيني على انه صاحب قضية وطنية يتطلع الى حق تقرير مصيره واقامة دولته المستقلة وهو شعب له هوية وتاريخ وارض. وأوضح مشعل انه تم التعامل مع القضية الفلسطينية على مستوى التسويات فكان هناك جهد دولي واقليمي مكثف للوصول للتسوية عبر المفاوضات وخاصة بعد مؤتمر مدريد وكانت النتيجة انه حصلت عدة أخطاء. وأشار الى أن أول هذه الاخطاء انه تم التعامل مع القضية الفلسطينية امنيا وهذا ما حول الفلسطيني الى ضحية يعيش تحت الاحتلال.. أو انسانيا من خلال النظر الى الشعب الفلسطيني وكأنه مجموعة بشرية بلا هوية كأنه ضحية فيضان أو كارثة طبيعية.. أو اقتصاديا من خلال النظر الى الشعب الفلسطيني وكأنه مجموعة من الجياع وتنحصر مهمة المجتمع الدولي في عقد مؤتمرات لتوفير المنح والغذاء له. وقال مشعل ان اصرار المجتمع الدولي على المساواة بين الطرف الفلسطيني والعربي من جهة والطرف الاسرائيلي من جهة ثانية وتحميل الطرفين المسؤولية كان من أعظم الاخطاء التي ارتكبت بحق القضية الفلسطينية مع أن كل مسؤول في المجتمع الدولي وأوروبا وأمريكا يدرك أن العلة هي في اسرائيل . وقال مشعل ان الشعب الفلسطيني وشعوب المنطقة لا تقبل بأقل من الانسحاب الى خط الرابع من حزيران عام 1967 بما فيها مدينة القدس المحتلة وحق العودة وتفكيك كل المستوطنات وأي محاولة لتخفيض هذا السقف هو أمر في غير موضعه مؤكدا أن اسرائيل أفرغت كل مشاريع التسوية من مضمونها . واوضح مشعل ان خيار القوة الاسرائيلية فشل في حسم المعركة والحرب على غزة خير دليل على ذلك كما أن الوقت لم يعد في صالح اسرائيل وترك الامور معلقة وجعلها في آخر أجندة الادارة الامريكية أو أي سياسة اوروربية أو دولية سيؤدي الى الانفجار في المنطقة والى المزيد من التصعيد لان الشعب الفلسطيني لن يستسلم أمام الحرب والعدوان والخيار الامني ولن يستسلم أمام اضاعة الوقت ولن يقع فريسة للخداع والتضليل ولن يقبل بالمزيد من المساومات. وقال مشعل ان حركة حماس هي حركة تحرر وطني تسعى الى تمكين الشعب الفلسطيني من حق تقرير المصير وان ينال حقوقه المشروعة وان يعيش بحرية والتخلص من الاحتلال وهي تعتمد المقاومة وسيلة لانجاز هدفها الوطني لخدمة الشعب الفلسطيني. واضاف ان المقاومة حق مشروع تكفله القوانين والتشريعات الدولية مشيرا الى أن المقاومة لدينا هي وسيلة وليست غاية ولو وجدنا وسيلة تخلصنا من الاحتلال بلا مقاومة لاكتفينا بها ولكن الشعب الفلسطيني انتظر طويلا واعتمد على التدخلات الدولية والاقليمية ولكن للاسف اما جاءت منحازة لاسرائيل أو كانت عاجزة. وأكد مشعل ان حركة حماس معنية بخدمة الشعب الفلسطيني ودورها الاجتماعي والاقتصادي والخدمي بات معروفا للجميع وهي معنية بتخفيف معاناة الفلسطينيين الذين يعيشون تحت الاحتلال أو بعيدا عن ارض الوطن كما أنها معنية بالديمقراطية كأساس لادارة الحياة السياسية الفلسطينية وترتيب البيت الفلسطيني على قواعد من الاصلاح ومحاربة الفساد وتعزيز النهج الديمقراطي واعتماد الانتخابات لاختيار القيادات في كل مستوياتها في الحياة السياسية الفلسطينية سواء في اطار السلطة والحكومة الفلسطينية أو في اطار منظمة التحرير أو حتى على مستوى النقابات والجامعات وكل الهيئات الفلسطينية. وقال مشعل ان حماس لا تتطلع أن تنجز شيئا لنفسها والبعض في الغرب فهم أن التعامل مع الحركات والقيادات في المنطقة هو ارضاء لشخصية أو اعطاؤهم بعض المكاسب الحزبية مؤكدا أن ما يرضي حماس هو أن يعترف العالم بحقوق الشعب الفلسطيني وبحقه في تقرير مصيره. واوضح مشعل أن اسرائيل شنت حربها العدوانية على قطاع غزة فحاول البعض القاء اللائمة على الفلسطينيين نتيجة اطلاقهم الصواريخ مشيرا الى أن اطلاق الصواريخ هو رد فعل على الاحتلال والعدوان. وقال مشعل انه بعد انتهاء حرب غزة كان من الطبيعي أن يهب العالم لاغاثة الشعب الفلسطيني في غزة لهول جرائم الاحتلال فيها. وحول ملف تبادل الاسرى قال مشعل ان المسؤول عن تعطيل تبادل الاسرى هو رئيس الوزراء الاسرائيلي السابق أيهود اولمرت الذي اراد استعادة الجندي الاسرائيلي الاسير جلعاد شاليط ولا يريد اعادة العدد القليل من الاسرى والذين لايزيد عددهم على عشر الفلسطينيين السجناء في اسرائيل . وأدان مشعل ازدواجية المعايير الدولية بالتعامل مع القضية الفلسطينية وقال ان الشعب الفلسطيني يعاني من الحصار على غزة واغلاق المعابر وهذه جريمة لا أخلاقية وغير انسانية. وحول المصالحة الفلسطينية الفلسطينية قال مشعل ان حماس وفتح وجميع القوى الفلسطينية سوف يجلسون على طاولة الحوار حين نشعر جميعا انه لا يوجد تدخل خارجي ولا اشتراطات وحين يشعر الجميع انه لا يستطيع الاستقواء بالعامل الاقليمي والدولي . وأضاف مشعل نحن.. ما زلنا نتطلع أن تلعب أوروبا دورا فاعلا متوازنا فيما يخص القضية الفلسطينية ويدفع الادارة الامريكية الجديدة الى فعل شيء جديد ولكن حتى الآن لم يتغير السلوك الامريكي في الصراع العربي الاسرائيلي الا جزئيا وهذا لا يبشر بالخير مؤكدا أن الشعب الفلسطيني والعرب جميعا حريصون على صنع السلام الحقيقي. |
|