تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


من ذاكرة وراق.. سوق للكتاب

ثقافة- قول على قول..
الخميس 11-9-2014
 ديب علي حسن

من ثلاثين عاما ونيف شدتني أرصفة دمشق وعبقها، سواء كانت محفورة تغير جلدها كل عام واكثر مما يغير البعض ثيابهم، او كانت منسية بين الحفرة والحفرة اكثر من هاوية، او تتعثر بسيارات اخذت مكان سيرك، والان استثمرت وصارت مواقف وغيره.

بكل الاحوال اكثر ما أغراني أن أرى الكتاب يزين الرصيف وما بين كتاب لامعنى له وكتاب اخر في غاية الاهمية، سواء كان جديدا أم مستعملا مدورا من مكتبة انتهى عمر صاحبها ورأى الابناء انها صارت عبئا عليهم وبعضهم من الجهل بمكان، وان تجد كتابا اتى من مكان قصي, وتنشأعلى المدى ألفة ومحبة بيننا، ذاك الوراق الذي يدهشك بثقافته واطلاعه وليس من باب ان طباخ السم يذوقه، لا ابدا بل من باب انه ابن الكتاب وابن الحياة وله علاقاته الثقافية والشخصية مع الكثيرين من المثقفين والباحثين، في زيارتي الاخيرة لصديقي ابي مؤيد ولا اعرف اسمه غير هكذا مع اني اعرفه من عشرين عاما، بدا الرجل حزينا، حدثني بحرقة وألم لرحيل الاستاذ الدكتور سمير اسماعيل من جامعة دمشق وفاض بالحديث عن مناقبية الرجل وما قدمه وكيف كان مثالا للرقي والتعامل المتميز مع الجميع، شاركته الالم مع أني لاأعرف الرجل الا بالاسم وأحيانا متابعة، لكن فقد الباحث او العالم يعني الكثي الكثير، ناهيك عما سمعته من خصال انسانية بدانا نفتقدها عند الكثيرين ممن باعوا واشتروا بنا.‏

ويروي ابو مؤيد عشرات القصص والحكايا والمواقف للراحل سمير اسماعيل وهي تدل على سموه ورقيه، فالرحمة له والصبر والسلوان لاهله، واذا كان المكان لايتسع الان للحديث عن المزيد من مناقبيته, لكنها مناسبة لان نذكر من يهمهم الامر انه قد حان وقت التفكير جديا بانشاء سوق للكتاب الشعبي، وكنا قد اقترحنا من سنوات مكانا له مقابل المتحف الوطني حيث يمر فرع مما كان يسمى بردى مملوء الان بالحشرات والفضلات والبقايا, والامر لا يحتاج ماديا الى المزيد من الأكلاف ليسقف الفرع ويغطى وتقام عليه اكشاك بنظام واحد تعطي رونقا وجمالا، ولابأس ان يـفتتح اتحاد الكتاب العرب ووزارة الثقافة منفذين لبيع منشورتهما هناك.‏

الأمر صار ملحاً على وزارة الثقافة ومحافظة دمشق ان تعملا معا لانجاز مثل هذا السوق لاسيما بغياب معارض الكتاب.‏

ولا نبالغ اذا قلنا أن الارصفة ومكتباتها أدت دوراً هاما في سد شيء من غياب المعارض انها معارض في الهواء الطلق فهل نجرب لاسيما أن مثل هذه الاسواق موجودة في كل دول العالم.. ننتظر.‏

d.hasan09@gmail.com

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية