|
فضائيات بهذه التقاطيع (الربانية) ستبدأ (ناتالي) إحدى مقدمات البرامج على قناة (الجرس) حصتها بإعطاء درس بوضع (الميك أب-make up). ولا تستغربوا فبرنامجها (من جميعو) ليس متخصصا بأمور التجميل ومع هذا ستضحي وتمنحنا فرصة مراقبتها وهي مشغولة (ومعجوقة كتير بوضع ماكياجها (الخيلة) وتوضيب شعرها الملبد أصلا,ومن ثم ستباشر بتقديم فقرات البرنامج التي لا تفوّت حتما. (من جميعو) عنوان لبرنامج يندرج ضمن نوعية من البرامج لا هوية واضحة لها وكأنما وضع له هذا الاسم كحيلة لإدراج ما هب ودب من صرعات وترهات تعتبرها الست (ناتالي) ومحطتها تصب في صميم العمل الإعلامي الحر والمميز. وكأن فظاعات التجميل لم تؤثر على مظهر هؤلاء وإنما امتد تأثيرها ليمس عقولهم فقلبت المفاهيم الواضحة الثابتة رأساً على عقب لديهم ونسفت كل قاعدة للالتزام والجدية في مخاطبة المتفرج لصالح تكريس مفاهيم حرية إعلامية هلامية في أصلها لا شكل أو لون ولا حتى طعم يمكن أن يستساغ لها. تبتكر (ناتالي) وزملاؤها طريقة جديدة للتعاطي مع الكاميرا ومع الجمهور,ولهم الحق هنا بالمطالبة للحصول على براءة اختراع في اجتراحهم أساليب تعتمد اللاانضباط واللاحياء أمام عدسات الكاميرا.فأي مذيعة منهن يمكن لها بكل بساطة أن تفتح حقيبتها وتخرج مرآتها للتأكد من جمالها الأخاذ. عدا ذلك فإن (ناتالي) تطلق أحكاما وتعطي تقييمات تخص بعضا من برامج الفضائيات العربية, منصبة نفسها قيمة على نوعية وكيفية طرح برامج التلفاز ومتناسية خزعبلات وفظائع محطتهم. ولتكتمل صورة المذيعة السوبر عصرية الخارقة تتحفنا بأسلوبها اللامسبوق في الإلقاء عبر اطلاقها لموجات صوتها الرنان الذي تقشعر له الأبدان, باعثا شحنات زعيق توقظ كل بلادة في الإنسان ومؤكد أن هذا الصوت الواخز سيجعلك تمضي مسرعا لإغلاق التلفاز. |
|