تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


الكاتب الإذاعي محمد جومر يلحق بالراحلين

شؤون ثقا فية
الأحد 17/8/2008
م . ق .خ

خلال أيام متقاربة رحل ثلاثة من كبار المبدعين مخرج وممثل وشاعر , وكان كثيرون يتساءلون من هو التالي , فقد كان رحيل الثلاثة في أوقات متقاربة لافتا للانتباه ,

ولم نكن نتوقع أن يكون الرابع محمد جومر .‏

هو كاتب كبير في التأليف الإذاعي وإن لم يكن بشهرة الثلاثة السابقين , لكنه كان نجما من نجوم الإذاعة التي طغت عليها الفضائيات التلفزيونية , فالمتابعون لإذاعة دمشق يتذكرون هذا الاسم جيدا , ولا سيما البرنامج التمثيلي الفكاهي ( جزيرة المرح ) الذي استمر أكثر من ربع قرن .‏

ولد محمد جومر في دير عطية في عام 1943 وحاز على الثانوية التجارية , وعمل مديرا لتحرير مجلة الزراعة إحدى المجلات القليلة آنذاك , وجاء إلى الإذاعة في منتصف الستينيات , لذلك يعد من المؤلفين المخضرمين في إذاعة دمشق , فقد التقى الأوائل المؤسسين وعمل مع الشباب , فكان جسر التواصل بينهما , واستمر في عمله إلى أن بدأ المرض يحد من إبداعه ويعيقه عن العمل الذي أحبه ووهب له أكثر من ثلثي عمره .‏

ويضم أرشيف إذاعة دمشق أكثر من خمسة آلاف حلقة إذاعية من تأليفه تنوعت بين البرامج اليومية والأسبوعية المنوعة والتمثيليات والمسلسلات , ومنها المسلسل الفكاهي ( الكنز ) الذي قام ببطولته دريد لحام بعد سطوع نجمه التلفزيوني , والبرنامج التمثيلي (جزيرة المرح ) وتمثيليات بعنوان لحظة مرح , إضافة إلى أغنيات بصوت مشاهير المطربين , إذ كان زجالا وشاعرا غنائيا , وعمل مراقبا للنصوص في دائرة المنوعات قبل أن يتولى رئاسة دائرة التمثيليات , وكان من المؤسسين لمهرجان الأغنية العربية الذي أقيمت دورته الأولى في عام 1976 , فكان عضوا في لجان المهرجان .‏

كان محمد جومر في حياته العملية حيويا يؤدي عمله على الوجه المطلوب , و في جلسات المقهى ظريفا يملك روح النكتة السريعة , وقد عرف بروحه الفكاهية التي لم يتخل عنها , وحتى عندما طلب منه محرر مجلة هنا دمشق وصف نفسه بأنه مزاجي متعب لا يكترث بمصالحه الشخصية , وابتكر محمد جومر شخصيات شعبية نالت شهرة مثل أبي مستو التي أداها الفنان الراحل عمر قنوع وأبي جندل التي أداها عدد من الفنانين منهم فهد كعيكاتي وعصام عبه جي.‏

في عام 1982 أسهم في تأليف فقرات البث المباشر بمشاركة سعيد العبد الله في برنامج يومي يذاع لمدة أربع ساعات بعنوان ( دمشق معكم على الهواء ) من إخراج هشام شربتجي‏

لم تكن التجربة هي الأولى لكنها كانت الأطول في تاريخ إذاعة دمشق وتميزت بنمطها , وكانت تتطلب الدقة والسرعة واستقطب جمهورا من المستمعين حيث كانت تضم المادة الجدية والخبر السياسي والرياضي والتوجيه الصحي والاجتماعي .‏

ومن البرامج الدرامية اللافتة في تاريخ جومر برنامج ساعة للمستمع و شاركه في الإعداد معن نظام الدين 1978 يتلقى نصوصاً تمثيلية من المستمعين , فكان يعيد كتابة المواد التي يتلقاها من المستمعين ويقدمها من خلال البرنامج واكتشاف طاقات جديدة في الدراما الإذاعية عبر حوار مفتوح بين المعد والمواهب , وليكتسب الكاتب الهاوي خبرة ويستفيد من الملاحظات .‏

وتعامل محمد جومر مع التلفزيون في مرحلة مبكرة ولكنه بقي مخلصا للإذاعة ومن أعماله التلفزيونية المبكرة البرنامج الفكاهي التمثيلي ( بياع الحلوين ) بمشاركة عيسى أيوب عام 1968 واشترك في إخراجه رياض ديار بكرلي وشكيب غنام ومحمد العقاد .‏

يرحل محمد جومر دون ضجيج إعلامي في الفضائيات , ولتتوقف أصابعه عن الكتابة بعد أن أمتع المستمعين بكتاباته اللطيفة الساخرة والمنوعة مدة زادت على أربعين عاما .‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية