تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


مستقبل العراق يرسمه أبناؤه

شؤون سياسية
الاثنين 18/8/2008
غالب محمد

جاء الاحتلال إلى العراق بأفكار سلبية مسبقة وملفقة أوحت له بسهولة المهمة ومهدت الطريق له من خلال الكم الهائل من الأكاذيب المضللة وكل ما ينشر من اختلاقات وافتراءات زادت من ورطته,

وهو عن هذا الطريق جاء بقراءة مغلوطة وكاذبة ومتشظية قادته إلى معركة غير محسوبة أو متوقعة مغامرة كلفته الكثير مع التوءم الروحي البريطاني الذي جاء من أجل الغنيمة والثأر من العروبة والإسلام والمقاومة الوطنية.‏

بقراءة استعمارية تقليدية جاؤوا وظنوا بحتمية الانتصار وقلة الخسائر وزينت لهم الطرقات لنهب ثروات الوطن واغتصاب حقوق المواطنين العراقيين.. غير مدركين بأن هذه القراءة التقليدية الاستعمارية عفا عليها الزمن حيث أثبتت فشلها وسوف تقودهم إلى محن كثيرة لعل من أبرزها الكم الكبير من القتلى والجرحى في صفوف قوات الاحتلال إضافة إلى الخسائر الهائلة جراء الجريمة الكبرى بحق العراق وأرضه وشعبه.‏

وقد أجبرت القراءة الفاشلة والآثمة قوات الاحتلال على العودة إلى الماضي بعقلية المهزوم الذي يبحث في كل مكان عن مخرج بعد أن أصبح المستقبل أمام المشروع الاستعماري الجديد مسدوداً بكل المعاني وأصبحت الخسائر من أجل هذا المشروع كبيرة ومؤلمة جعلته يبدأ مراجعة حساباته.‏

ويمكن القول إن ما جرى ويجري على أرض الرافدين راهناً هو اختبار لهذا الصراع والصدام المتجذر بين الرؤية الاستعمارية التي دمرها الظلام الماضي ودمرتها القراءات الاستعمارية المهترئة والتي سوف تجد نفسها الآن مدمرةً منهارةً تستغيث وتلفظ أنفاسها الأخيرة الأمر الذي يتطلب إعادة ترتيب أوضاعها وترتيل الدروس البليدة والاسترسال في الوهم الاستعماري والمضي قدماً في الوحشية.‏

فالاحتلال الآن هو ماض بلا مستقبل والمقاومة هي الآن المستقبل القادم من ماضٍ وطني حقيقي واقعي لم يتوهم ذاته ولم يكن في يوم عدوانياً لابل كان سياقاً تاريخياً وإنسانياً طبيعياً لم يكن محكوماً بنزعات الشعر والهمجية كما الاستعمار الجديد ولذلك فهو الآن تاريخ يحقق ذاته ويؤكد بمواجهة حالة طارئة ولا تاريخية.‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية