|
هيرالد تريبيون- < بقلم باراك أوباما المتحدة من أجل البدء بإعادة انتشار على مراحل لقواتها المقاتلة لضمان نجاح السياسة الأميركية على المدى البعيد في العراق إضافة إلى المصالح الأمنية للولايات المتحدة. إن الاختلافات في العراق كثيرة وعميقة, وخلافاً للسيناتور جون ماكين لقد عارضت الحرب في العراق قبل بدايتها وسأنهيها فيما لو أصبحت رئيساًَ للولايات المتحدة. وأعتقد أنها خطأ جسيم حيث ابتعدنا عن حربنا ضد القاعدة وطالبان بغزو بلد لايشكل تهديداً وشيكاً ولا علاقة له بهجمات أيلول. ومن ذلك لقي أكثر من 4000 أمريكي مصرعهم وأنفقنا أكثر من تريليون دولار أميركي.وتقريباً تنامت التهديدات التي تواجهنا من أفغانستان إلى العراق وصولاً إلى إيران. في الأشهر الثمانية عشرة منذ أن أعلن الرئيس جورج بوش زيادة عدد القوات أدت قواتنا أداء بطولياً في التخفيف من مستوى العنف , وأدت التكتيكات الجديدة في العراق إلى حماية الشعب العراقي الذي بدأ بمحاربة (القاعدة) ما أدى إلى إضعاف فعاليتها ونفوذها. إن الأسباب نفسها التي جعلتني أعارض زيادة عدد القوات لا تزال قائمة, فالإجهاد والتوتر على قواتنا قد تنامى, إن الوضع في أفغانستان قد تدهور إضافة إلى أننا قد أنفقنا حوالي 200 بليون دولار عما وضعنا من ميزانية, إن القادة العراقيين فشلوا في استثمار عشرات البليونات الأميركية في عائدات النفط في بناء بلدهم كما أنهم لم يتوصلوا إلى تسوية الهدف الأساسي لسياسة الولايات المتحدة في زيادة القوات. الأخبار الجيدة أن القادة العراقيين يرغبون في تحمل المسؤولية فيما يخص بلدهم وذلك بمناقشة الجدول الزمني لانسحاب القوات الأميركية, في أثناء ذلك يتوقع الجنرال جيمس ديوبك المسؤول عن تدريب قوات الأمن العراقية أن تستطيع قوات الجيش والشرطة العراقية تحمل مسؤولياتها الأمنية في عام ,2009 فقط بإعادة نشر قواتنا نستطيع دفع العراقيين للوصول إلى تسوية سياسية شاملة وتحقيق نقلة ناجحة في جعل العراقيين قادرين على تحمل مسؤوليات بلدهم الأمنية كافة والحفاظ على الاستقرار بمفردهم, وعوضاًَ عن هذه اللحظة وتشجيع العراقيين على تولي زمام أمورهم لا تزال إدارة بوش وماكين ترفضان مباركة هذه النقلة رغم تعهداتهم السابقة باحترام إرادة سيادة الحكومة العراقية, ويرون أن أي جدول لانسحاب القوات الأميركية من العراق (استسلام) وأن الانسحاب لا يعني استسلاماً بل تسليم العراق إلى حكومته. إن هذه الاستراتيجية ليست استراتيجية نجاح وإنما استراتيجية بقاء في العراق ما يخالف إرادة الشعب العراقي والأميركي على حد سواء إضافة إلى مخالفته المصالح الأمنية للولايات المتحدة لذلك سأعطي الجيش الأميركي في أول يوم لي في السلطة مهمة ألا وهي إنهاء هذه الحرب, وكما قلتها مراراً يجب علينا أن نكون حذرين جداً أثناء انسحابنا من العراق على عكس ما كنا عليه عندما دخلنا هذه الدولة, نستطيع سحب قواتنا المقاتلة في فترة 16 شهراً وسيكون هذا في صيف 2010أي بعد سنتين من الآن وسبع سنوات من بدء الحرب, وبعد هذا الانسحاب ستقوم القوات المتبقية بأداء بعض المهام مثل ملاحقة فلول ( القاعدة) وحماية الأميركيين العاملين في العراق وتدريب قوات الأمن العراقية بالتزامن مع نجاح القادة العراقيين في إحراز نجاح سياسي وهذا بالطبع لن يكون انسحاباً متهوراً. وعندما نقوم بهذه الاستراتيجية نحتاج إلى إجراء تعديلات عملية, وكما قلت مراراً, سأتشاور مع القادة العسكريين على أرض الواقع ومع الحكومة العراقية لضمان إعادة انتشار قواتنا بسلام وحماية مصالحنا أيضاً, سوف نسحب القوات من المناطق الآمنة أولاً ومن ثم المناطق المتفجرة سنمارس دبلوماسية هجومية ضد أي دولة في المنطقة لمصلحة الاستقرار في العراق كما سنقدم 2 بليون دولار للجهود الدولية الجديدة لمساعدة اللاجئين العراقيين. إنهاء الحرب ضروري لتحقيق أهدافنا الاستراتيجية الواسعة بدءاً بأفغانستان وباكستان حيث يلقى مقاتلو طالبان والقاعدة ملاذاً آمناً, إن العراق ليس جهة مركزية في الحرب على الإرهاب ولم يكن كذلك أبداً. وكما قالها الادميرال مايك مولن قائد الأركان المشتركة مؤخراً: (لن نستطيع إنهاء عملنا في أفغانستان حتى نستطيع الإقلال من تعهداتنا في العراق). كرئيس للولايات المتحدة سأمارس استراتيجية جديدة و أبدأ بإرسال لواءين إضافيين أو أكثر إلى أفغانستان لمساندة قواتنا هناك, نحتاج إلى المزيد من القوات والطائرات الحوامة والتعاون الاستخباراتي ومساعدة غير عسكرية لإتمام المهمة هنا, لن أضع جيشنا ومواردنا وسياستنا الخارجية رهينة لرغبة طائشة ومتهورة بالمحافظة على قواعد عسكرية دائمة في العراق. في هذه الحملة هناك اختلافات شريفة حول العراق ويجب علينا مناقشتها كما تستحق, على عكس السيناتور ماكين, سأقولها بوضوح لا نرغب بأي وجود في العراق مشابه لقواعدنا الدائمة في كوريا الجنوبية وسوف نسحب قواتنا من العراق ونركز على التحديات الأمنية الجسيمة التي نواجهها. وللأمد الطويل, هؤلاء المسؤولون عن الأخطاء الاستراتيجية الكبيرة في التاريخ الحديث للسياسة الخارجية الأميركية قد تجاهلوا النقاش الجاد والمفيد للولايات المتحدة من أجل الهروب من الاعتراف بالأخطاء والاستسلام, هذا لن يجدي نفعاً الآن إن هذا الوقت وقت إنهاء هذه الحرب. |
|