تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


ماذا تفعل إذا خلَعَتك...?!

رجل و امرأة
الاثنين 18/8/2008
فاتن دعبول

يبدو أن فيلم (محامي خلع) الذي عرضته الشاشات الفضائية, لم يكن زوبعة في فنجان, ولكنه حقيقة قد يهدد معشر الرجال, فقد خلعت الزوجة زوجها,

وأقامت الأفراح والليالي الملاح, على موائد تحوي مالذّ وطاب من المأكولات وأنواع المشروبات, احتفالاً باسترداد حريتها التي حصلت عليها رغماً عن الرجل الذي يدعي أنه صاحب الأمر والنهي.‏

فهل انتهى عصر الرجال, وخرجت الأمور عن السيطرة وزال عصر (السي السيد) لنبدأ مرحلة جديدة السيدة هي من يتصدر فيها ليس فقط الحياة الاجتماعية, بل الحياة الأسرية..?!‏

ترى ماذا يفعل الرجل لو كان في هذا الموقع الذي لايحسد عليه, عندما تشهر زوجته في وجهه حق أن تخلعه وتطرده من جنتها إلى غير رجعة, هل يخضع لقرارها عادلاً كان أم جائراً, أم يثور لكرامته وينهض ليعيد هيبته التي قد تهدر, أم يستعين بجبروته ليضع حداً للعاصفة التي قد تودي به? الجواب عند آدم.‏

السيد أحمد - خ يقول: لا أقبل العيش..معها..‏

عندما أشعر أن زوجتي تسير في هذا الاتجاه, وتسعى للانفصال رغم تحذيراتي لها بنتائج قرارها هذا, لن أعمل على الاحتفاظ بها, فكرامتي لن تسمح لي أن أعاشرها بالإكراه, فهل انتهت النساء من العالم? بل ماأكثرهن, ولن أدع الوقت يمر طويلاً, حتى ارتبط بغيرها, لأثبت لها أنها ليست الوحيدة في حياتي, وأملك من الإمكانيات مايجعلني أحصل على الأفضل والأجمل وربما الأصغر منها, وأظنها الخاسرة الوحيدة, فالرجل لايعيبه شيء, أما هي فلا وعلى نفسها جنت براقش.‏

وشعرت بالسيد عاصم, ينفث كل مابداخله من غضب وألم وحزن وربما ندم, وهو يلعن مايسمى بقانون المخالعة ويتمنى أن يلغى عاجلاً أم آجلاً, لأنه يسبب الدمار للعائلة, ولايترك فرصة للتفكير أو للقرار الصائب بل ينفذ بلحظات الغضب أو ردود الأفعال, ويكون كالضربة القاضية لجميع الأطراف, سواء للزوجة أو الزوج أو الأبناء.‏

وإن كان حقاً من حقوق المرأة, وتلجأ إليه لشراء حريتها فهو سلاح ذو حدين, يجب أن تحذره المرأة, ويتنبه إليه الرجل ليكونا في مأمن من عواقب هذا الأمر.‏

(واسألوا مجرباً ولاتسألوا حكيماً) فمازلت أكتوي بنارها ورغم محاولاتي لإعادة المياه إلى مجاريها..لكن دون جدوى.‏

- أظن أن العولمة قد غزت حياتنا في أدق تفاصيلها,,زوجتي تطلب الخلع..لتجرب, وستشاهد مالم تتوقع أن تراه في حياتها..هكذا بدأ سعيد, إجابته وتابع: فكما أنني لو أردت طلاقها فسأدفع لها جميع حقوقها, فالأمر سيّان,فلتدفع ما أطلبه منها لتحصل على حريتها, فكل شئ عندي مرهون بالزمان والمكان الذي أحدده أنا, والمبلغ الذي سأطلبه منها, وطريقة علاقتها بالأولاد.. لما لا, فالصفقة دسمة, وأنا جاهز للشراء ولكل شيء ثمنه.‏

طبعاً..ستقولين هذا ابتزاز ومساومة, سأقول لا..فالعين بالعين والسن بالسن, والبادي أظلم, فأنا الرجل هنا, شاءت أم أبت, ومهما اختلفت العناوين, ستظل الأمور في قبضتي..أم لك رأي آخر?‏

- إن كان الخلع يشكل مشكلة اجتماعية تخشى تسللها إلى مجتمعاتنا فلا شك هي تسير في طريق أن تكون ظاهرة وخصوصاً أنه بات الأسلوب الأسهل للتخلص من العلاقة الزوجية, ووضع حد للارتباط مع الزوج لسبب أو لآخر..وعندما تستحيل مواصلة هذه الحياة.‏

لكن الأزواج يردون ذلك إلى عدم المسؤولية, وحب الحرية والخروج عن المألوف, بعد أن أصبحت المرأة عاملة وتملك استقلالاً مادياً يجعلها تستغني عن إعالة الرجل.‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية