تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


هاربون .. من الرتابة والإهمال..!

رجل و امرأة
الاثنين 18/8/2008
رويدة عفوف

متى يفتح الرجل باب بيته ويفر هارباً..?!

سؤال موجه للرجال فقط,فالأسباب وإن كانت معروفة لأغلبية الناس ,فإن الرجل هو صاحب الإجابة والرد والتفسير, هو من يقرر فتح الباب والابتعاد عن بيته وزوجته..لماذا?‏

هل يفعل ذلك لأنه مخنوق من علاقته الزوجية التي تجعل من الخارج جنة في عينيه..?‏

لماذا لايكون (ممنوناً) للنعم التي تغرقه بها شريكة عمره..?‏

أزواج هاربون, أو بالأصح طافشون من بيوتهم.. لايعودون إلا حين تطفأ الأنوار ويخلد من في البيت إلى النوم.‏

دعونا نستمع لأسباب بعض الرجال: يؤمن ياسر عيد (مهندس) بأن السر يكمن في المرأة يقول: البيت لايرتبط بالرجل, إنه مملكة المرأة, وأي تقصير سيسحب من تلك المملكة رصيد نجاحها في عين زوجها, وتحميل المرأة مسؤولية الهروب هو اعتراف ضمني بأهميتها في حياة الرجل, فلولا عظمة دورها لما أدى تقصيرها إلى (تطفيش)الزوج...‏

وخمول المرأة وكسلها من أهم الأسباب التي تزعج الرجل وتجعله يلملم آثار الفوضى التي تخلفها, فمن الصعب أن يدخل الرجل بيته ويراه بأبشع صورة. وهو المحتاج إلى ركن هادئ يسكن إليه.‏

وسلوك الزوجة غير المسؤول سيؤدي إلى إهمال الأبناء وتصبح فوضاهم الموجود الوحيد في المنزل.‏

أمام هذاالموضوع لايملك الرجل إلا الهروب.‏

وعكس ماتظنه النساء فالهارب رجل تعيس لايستمتع بوقته في الخارج...‏

يكفي أن يبتلى الرجل بامرأة ثرثارة حتى يهرب من منزله, هذا هو رأي محمد ابراهيم الذي يؤكد أن هذه الصفة بالمرأة كافية ليرمي الرجل المسكين الدنيا وراء ظهره, ويقول (هروب) فثرثرة الزوجة ليست تلك الأحاديث اللطيفة التي تخلقها في البيت من أجل تحسين التواصل مع زوجها المنهك من العمل, بل ذاك(الزن) على الرأس الذي يرافقه منذ الدقيقة الأولى التي يدخل فيها إلى المنزل..‏

كما لوأنها متوقفة عن الكلام إلى حين عودته,فلا تترك سؤالاً إلا وتطرحه عليه بداعٍ أو من غيره, ولا تنسى شاردة أو واردة مرت في رأسها إلا وتقحمه بها. وكأنه لا يحمل هماً إلا هم الإصغاء والتفسير.‏

من الواضح أن المرأة في عرف الرجال هي المحرض على الهرب من البيت, ولكن وليد أحمد يذهب بعيداً فيقول: أنوثة المرأة وغنجها وجمالها ومهارتها في فتنة الزوج, هي الدافع الوحيد في رأيي لإبقائه قربها وتمتعه في بيته, ولكن حين لا تملك الزوجة بريق الأنوثة وتوهجها, فتكون في استقباله كلوح من الخشب لا حياة ولا روح ولا ضحكة تحرك فيه قابليته على الابتهاج بعد ساعات العمل الطويلة, سيجد نفسه مضطراً إلى الخروج من جديد والهرب منها.‏

والأنوثة ليست مطلباً صعباً يفرضه الرجال, إنه إحساس داخلي على المرأة امتلاكه كي تنقله إلى زوجها حتى لا يفكر لدقيقة واحدة أن خارج البيت أحلى وأمتع.‏

أما جمال أيوبي فهو يرى أن جمال المرأة الذي عليه أن يبقى شاباً, وأنوثتها التي لا يسمح لها بالانطفاء وصوتها العذب, وتدبيرها وتربيتها أبناءها, كل هذا لا يكفي,.. بل مطلوب منها الحنان وممارسة أمومتها معه ولو مر على زواجهما نصف قرن يقول:‏

يجب أن تسأل المرأة نفسها ماذا تقدم لزوجها كي يبقى في المنزل? وهو يتوقع الجواب: حنان وحب وأمومة لا تتعب, فالرجل وهذه عبارة حفظتها النساء عن ظهر قلب (طفل بحاجة إلى حنان أمه ولو شاب شعره), ما يؤكد صحة المعادلة التي يفرضها الرجال فيما يتعلق بهروبهم من البيت, فزوجة حنون تعني بيتاً لا يطفش منه الرجال.‏

ويؤكد كلامه نادر بركات حيث يقول:‏

من النساء من لا تعرف كيف تؤدي دور الزوجة العطوف, فلا تعطيه حقه في حبها ولا حنانها, فإن سعل أمامها طنشت, وإن ارتفعت حرارته تعاملت مع مرضه على أنه عادي (وما في شيء بيستاهل) وإن عاد من عمله مرهقاً لم يسمع منها كلمة (الله يعطيك العافية) هذا التجاهل البسيط لبعض المفردات يمثل مع مرور الوقت شرخاً كبيراً في العلاقة الزوجية, فالنطق بالقليل من الكلمات لا يؤثر في صاحبته, لكنه يؤثر في الرجل الذي يريد أن يسمع, لهذا فافتقاد الحنان في التعامل مع الزوج من أشد العوامل التي تكرّه الرجل في بيته وتجعله يفضل الابتعاد.‏

صوت مختلف يخرج من وجهة نظر أخرى يطرحها ناصر زينب يقول:‏

من يقرر الزواج عليه أن يعرف أنه ليس مقهى نخرج منه إذا لم نشعر بالاستمتاع, إنه حياة ومشاركة وتواصل, وسير نحو أحلام مشتركة, لن تتم ما دام الزوج يهدد بترك البيت إذا عجزت المرأة عن إرضائه, وهروب الرجل من بيته سببه أنانيته لا زوجته, فحين يهرب إنما يهرب من مسؤولياته ودوره كزوج وأب, فهو ربّ عائلة وليس في الوقت الذي يتناسب مع مزاجه وظروفه وخططه ومشاريعه الخاصة.‏

فالأنانية تقتل كل ما هو مشترك وجميل بين اثنين. ويطرح سامر مدلل وجهة نظر أخرى ترى في الرجل مذنباً ألا وهي العناد,فحين لا يتقبل الرجل شريكته ويريد منها أن تتغير وتصبح نسخة عن المرأة التي يتمنى سيملّ بيته بسرعة, ويجد في أصحابه بديلا مقبولاً عنها, وهكذا بدل أن يجد الحل يزيد المشكلة تعقيداً حين يعنّد فيما يريده منها, ويحول البيت إلى فندق يعود إليه ليلاً.‏

ويرى سامر أيضاً أن هروب الرجل من بيته ليس سببه المرأة دائماً, فقد يكون من عشاق السهر والخروج والاجتماع اليومي بالأصحاب ولو كانت الزوجة أحسن امرأة في العالم.... ولكنه يحاول أن يجد لنفسه مبررات تكون المرأة أولى الأسباب فيها.‏

وأنتم ما الذي يجعلكم تهربون من منازلكم..?!‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية