|
هذا جولاننا
قدّم للكتاب الدكتور المتوكل طه من رام الله وراجعه الدكتور نزار عيون السود. الكتاب وثيقة هامة تبحث في واقع الأسرى وأحوالهم, ومهما حاول المرء أن يقدم إضاءات على الكتاب فإنه يبقى مقصراً تجاه ما فيه وتجاه الحركة التي يسميها الحركة الأسيرة (من الأسرى) ويهمنا هنا أن ننظر إلى ما يتناول فيه الجولان, يقول سيطان الولي: من ينظر إلى الظروف الذاتية التي تعيش فيها الحركة الأسيرة لن يخطىء أيضاً بتحديد المصير الذي ستؤول إليه جموع الأسرى في ظل واقع, هم مجردون فيه من كل وسائل الدفاع إلاّ وحدتهم وإرادتهم اللتين تعرضتا للشك والتساؤل بُعيد فشل الإضراب... ونجاح إدارة السجون باتباعها خطة محكمة ومتكاملة بضرب هذه السلسلة وتفكيك هذه الوحدة وقهر إرادة الأسرى وتحطيم معنوياتهم في ظل معادلة لم تكن متكافئة رجحت فيها كفة إدارة السجون وانكفأت الحركة الأسيرة إلى حين. جولانياً تشكل ساحة الجولان امتداداً مهماً في رفد حركة التضامن مع الأسرى ببعد نضالي نوعي باعتبار الجولان العربي السوري المحتل يتميز بالتالي: 1- هو ساحة نضالية ذات بعد عربي يناضل أهله ضد الاحتلال الصهيوني بهدف تحريره وعودته للوطن الأم سورية ويشترك بذلك مع الأراضي الفلسطينية المحتلة بوحدة الحال والمصير وبوحدة النضال والأهداف. 2- كان الجولان ولايزال رافداً للنضال الوطني والقومي ضد الاحتلال ومنذ احتلاله عام 1967 رفد الحركة الأسيرة بخيرة أبنائه المقاومين الأسرى حيث شكلوا بالتحامهم بجسم الحركة الأسيرة جزءاً من نسيجها وقوامها, وهم على امتداد السنوات أحد الأعمدة الأساسية لبنيتها ونشاطها وفعالياتها ونضالها. 3- إن أسرى الجولان حلقة وصل ما بين الحركة الأسيرة الفلسطينية وبعدها القومي, حيث تشكل سورية بموقفها السياسي الداعم للثورة الفلسطينية والمدافع الدائم عن المقاومة الفلسطينية والانتفاضة وبجسر العلاقة بين الطرفين من خلال أسرى الجولان, هذا الأمر ساهم في إغناء حركة التضامن مع نضالات الأسرى في الجولان المحتل وفي دمشق, وكان لها صدى إعلامي وسياسي مهم. 4- إن العمق الإعلامي والتضامن الذي يشغله الجولان له أهمية بالغة باعتباره مكوكاً متحركاً بين امتدادات الحركة الأسيرة على اتساع الوطن المحتل وبين امتدادات حركة التضامن والدعم الإعلامي المتوغل في الاتساع الذي توفره سورية في العمق العربي بجهاته الرسمية والشعبية. 5- يمتلك الجولان وأسرى الجولان ميزات ذات تأثير جوهري على مجرى الأحداث لا تتوفر في غيرهم, وهي ذات بعد معنوي في العلاقة بين الحركة الأسيرة وامتدادها الجماهيري بصراعها مع إدارة السجون. 6- نشأت مؤخراً مراكز تضامن مع الحركة الأسيرة تشكل مع بعضها محوراً يجسد تلك الأهمية للجولان وهو محور (مجدل الكروم- مجد شمس- دمشق- بيروت). سميح القاسم: كتاب جدير بالقراءة كتاب هام وهدية قيمة بلا شك لكن لاشك أيضاً في أن أسرى الحرية هم الأحرار بالمنظور التاريخي ويظلّ سجانهم الأعمى والذي لا يتقن قراءة حركة التاريخ يظل هو السجين الحقيقي, ونحن على أمل يقيني بأن شمس الحرية ستذيب حديد السجون وستهدم جدرانها وسيعود أسرى الحرية إلى شعبهم ووطنهم مرفوعي الرؤوس أو مرفوعين على الرؤوس فذلك هو قدرهم الرائع وذلك هو وعدهم الحق. ** سيطان نمر الولي ولد عام 1966 في قرية مجدل شمس- الجولان السوري المحتل. أكمل تعليمه الثانوي في قرية مسعدة تقدم لإكمال دراسته الجامعية في الاتحاد السوفييتي لكن عمله في حركة المقاومة السرية كأحد المؤسسين أدى إلى اعتقاله في 23/8/1985 مع رفاقه. ساهم واشترك في معظم عمليات المقاومة. تنقل في غالبية السجون الإسرائيلية مع رفاقه الأسرى, مضى على اعتقاله قرابة 22 عاماً. يعاني من أمراض عدة في المعدة والمفاصل وألم الظهر وأجريت له مؤخراً عملية استئصال الكلية وبعد الفحوصات المخبرية تبين وجود سرطان لدى الأسير وغيرها من المشكلات الصحية. ولا بد من الإشارة إلى أن سيطان الولي أطلق سراحه منذ فترة قصيرة بعد تدهور صحته وبعد الضغط الشعبي والرأي العام العالمي الذي تعاطف معه, وهذا الكتاب صدر للمرة الأولى قبل إطلاق سراحه. |
|