تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


فرسان الشمس

هذا جولاننا
الاثنين 18/8/2008
منهل ابراهيم

يطلون من قلعة الشمس(مجدل الأبطال) رافعين الرؤوس عالياً منتفضين,بشر ورفاقه قادمون على أجنحة الشمس..

هم رجالها ورجال القلعة وفرسانها الصامدون كحجارتها الراسخة لا رياح الاحتلال هزمتها ولا منجنيقاته الهمجية نالت من رسمها الخالد.‏

القضية كبيرة يقول بشر.. هي أكبر من أن تقاس بالطول والعرض.. هي قضية وطن وكرامة.. الكرامة كاملة لا تتجزأ ولا تباع ولا تؤجر ولا يهادن فيها ولا يساوم عليها ولا يُتنازل عنها ولا يأبى الكرامة إلا الأذلاء الخانعون.‏

لسان حال التاريخ أخبر بذلك ومن سار في شعاب الأرض وجد البراهين الدامغة على صحة أخباره فهو المعلم وصاحب العبر.‏

شباط لا يزال يرنو نحو بشر بعينيه الغاضبتين وها هو الآن يدخل عامه الرابع والعشرين في سجون المحتل الإسرائيلي كفارس للمقاومة وعميد للأسرى ويهدي زهور شبابه زهرة تلو زهرة كرمى لعيون الوطن وعزته.‏

الطريق إلى الخلود طويل.. طويل (يقول بشر) والسجن مظلم وبارد لكن النور يلوح من بعيد بيديه الشفافتين معلناً, أنه سيلغي الحواجز ويطوي المسافات.. والحرية قادمة تقرع الأبواب الحديدية وستحطم قيود المحتل وشمس المجدل ترفع راية المقاومة بلون الورس بيديها الذهبيتين.‏

انفصال المكان عن المكان بالوهم لا يجعله انفصال مفارقة.. يقول بشر وكومة الحديد الفاصلة لا قيمة لها, ستصدأ وتهترئ بعوامل المقاومة وصيحات أصحاب الحق والأرض التي ستغدو أجنحة تحمل سنابل القمح لتنبت بين حواجز المحتل وأشواكه فتسحق الشر بالبركة والخير.‏

شباط صاحب ذاكرة قوية وطويلة يحتفظ فيها بصورة المقاومة وتفاصيلها حيث هب بشر ورفاقه كالليوث في وجه المحتل الإسرائيلي, و(بئر الحديد) ما برح يحكي قصة البطولة التي نسجتها أيديهم التي رفعت أعلام الوطن وأهدت الأسلحة لرفاق العقيدة المخلصة في حب الوطن والذود عن كرامته وكيانه.‏

الصمود أخبرني أن هايل أبو زيد رحل لكنه لا يزال يردد معك نشيد الوطن, متحدياً محاكم المحتل الصورية وسياطه السوداء والآن تردده أنت والرفاق الأسرى الصابرون في غياهب سجون المحتل بقلوبكم العامرة بحب الوطن ونشيده الخالد, لذلك يا بشر سيبقى قلبك ينبض بالقوة بدم الثورة والحرية وسيقوى بالصبر والإيمان وعينك التي أهدت نورها للوطن زادت لك البصيرة إشراقاً وتألقاً.‏

الحرية قادمة لا محالة يا بشر وستبقى المقاومة تزحف نحو الفصول لتصل إلى فصل التحرر وتسحق الاحتلال وسجونه ومواقعه الحديدية.‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية