تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


ملتقى حوار الثقافة العربية يدعو إلى ترسيخ اللغة العربية

شؤون ثقافة
الاثنين 18/8/2008
بشار الفاعوري

تضمنت الجلسة الثانية من ملتقى حوار الثقافة العربية بين المشرق والمغرب , استكمال محور التواصل والتكامل الثقافي, وذلك ضمن فعاليات معرض مكتبة الأسد الدولي.

ترأس هذه الجلسة الروائي خيري الذهبي, وقدّم كل من بثينة خضر مكي (السودان) ومحي الدين عميمور (الجزائر) وعبد الله أبو هيف أوراقهم البحثية في هذا المحور.‏

في البداية قدمت الدكتورة بثينة خضر مكي بحثها الذي حمل عنوان (العرب والعلاقة الثقافية مع الغرب بين المشرق والمغرب) حيث أشارت الى الأثر الغربي الواضح لدى الدول التي كانت تستعمرها كالثقافة الفرنسية السائدة في دول المغرب العربي (تونس ,الجزائر, المغرب) والثقافة الانكليزية المتمركزة في دول عربية أخرى مثل السودان, وبحسب رأيها تمثل نموذجا لطغيان ثقافتها بسلوكياتها ولغاتها لدرجة أثرت على مستوى التعامل مع اللغة العربية ونقصان سيادتها ,كما يبدو والأثر الثقافي الغربي واضحا في السلوكيات الاجتماعية, متجليا عند العرب الذين أكملوا دراساتهم في دول الغرب أو عاشوا فيها لفترات طويلة.‏

وأضافت مكي »لا بد من التواصل والتلاقح مع الغرب عبر نوافذ العولمة ولكن ليس بشكلها اللا عقلاني المنفتح دون حدود , أو مراعاة الخصوصية لقوميتنا العربية, مشيرة الى ما تركته حركة الترجمة العربية في عهود الاسلام وفتوحات العرب الأولى التي كان لها مفعول ايجابي الأثر في التلاقح الثقافي الذي ميز الثقافة العربية في تواصلها الايجابي مع الغرب بين المشرق والمغرب.‏

من جانب آخر قدم الدكتور محي الدين عميمور اطلالة دراسية على التواصل والتكامل الثقافي بين مشرق الأمة ومغربها, مؤكدا على دور الحضارة العربية الاسلامية في التوحيد بين قطبي الأمة العربية ,مع وجود بعض التناقضات والاختلافات بينهما, حتى وصل الأمر الى درجة الاسفاف كموضوع الدراما مثلا حينما اعترض الممثلون المصريون على هجرة الفنانين السوريين اليها.‏

وختم عميمور حديثه بأن الطريق نحو التألق الحضاري مرهون بأمرين أولهما توحيد مناهج التعليم في كافة أرجاء الوطن العربي, والثاني ادركنا بأن الدين والقومية هما وجهان لعملة واحدة, وأن الاسلام الذي يضم قوميات متعددة يزداد تألقها الدولي يوما بعد يوم كتركيا وايران واندونيسيا.‏

أما عبد الله أبو هيف ,فقد أشار الى أن التواصل والتكامل الثقافي بين مشرق الأمة ومغربها, مرهون هو الآخر بتنمية الثقافة العربية من التأهيل بوعي الأصول الثقافية وتطوراتها ومقارناتها الى التحديث الذي ينقطع عن وعي الذات العامة والخاصة, وترسيخ اللغة العربية وتمكينها كما حصل في سورية, واستعرض أبو هيف مجموعة من المؤلفات العربية المشرقية والمغربية التي دعت الى التواصل والتكامل الثقافي العربي وما هي أسباب معوقاته نذكر منها(مستقبل الثقافة العربية في القرن الحادي والعشرين, أسئلة اللحظة الراهنة-اطروحات لقرن جديد, موريتانيا بين الانتماء العربي والتوجه الأفريقي ,تاريخ العلاقات بين الشرق والغرب في العصور الوسطى).‏

عقب هذه الجلسة مجموعة نقاشات من الحضور, أكدت في معظمها على أهمية ما يصبو إليه الملتقى, آملين مواصلة مثل هذه القضايا التي تهم المواطن العربي, وحسب قولهم »إن لم نتحد في السياسة فلماذا لا نتحد بالثقافة«.‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية