تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


الهيرالد تريبيون : شاعر فلسطين في المنفى

الهيرالد تريبيون
شؤون ثقافة
الاثنين 18/8/2008
ترجمة : خديجة القصاب

محمود درويش قامة شعرية فلسطينية قل مثيلها استطاع بقصائده التعبير عن تجربة شعب فلسطين في المنفى وعن الفلسطينيين الذين بقوا تحت ظل الاحتلال ونضال هذا الشعب في أرض المعركة .

لقد ترجمت قصائده إلى عشرين لغة وحصد جوائز دولية عديدة .كما برز محمود درويش كأيقونة ثقافية بليغة واصفا أبناء جلدته من أجل الاستقلال فعرى الاحتلال الاسرائيلي لوطنه الفلسطيني .‏

عبر محمود درويش في اشعاره عن أحلام الفلسطينيين في بناء دولة فلسطينية مستقلة كما عمد إلى حرفنةإعلانهم حول الاستقلال وأسهم في تشكيل وصياغة الهوية الوطنية الفلسطينية وضمن هذا السياق قال: » محمود قليبو« المحاضر في الدراسات الثقافية في جامعة القدس والمتخصص في علم الأنثربولوجيا »كان محمود درويش يعكس نبض الفلسطينيين .‏

لقد نال هذا الشاعر الفلسطيني شهرة كبيرة في الستينات مع نشر مجموعته الأولى »عصافير بلا أجنحة « التي تضمنت قصيدة »بطاقة هوية « والتي يستخدم فيها درويش ضمير المتكلم لرجل عربي يعطي رقم هويته وهو أمر مألوف لدى الفلسطينيين في تعاملهم مع سلطات الاحتلال ويقسم أن يعود إلى بلاده .‏

تم تلحين العديد من قصائده »ريتا « » عصافير الجليل « »أحن إلى خبز أمي « وبذلك أصبحت تلك القصائد أنشودة لجيلين من العرب .‏

وكتب 21 مجموعة شعرية أخرى كانت الأخيرة بعنوان أثر الفراشة في 2008 .‏

وقال : الشاعر المصري أحمد فؤاد نجم إن محمود درويش ترجم ألم ومعاناة الفلسطينيين بطريقة ساحرة . وأضاف :فهو يجعلنا نبكي ويجعلنا سعداء ويهز مشاعرنا .‏

وقد كتب محمود درويش الكلمات التي قالها الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات عام 1974 في الأمم المتحدة » اليوم جئت حاملا غصن الزيتون وبندقية مجاهد لا تجعلوا غصن الزيتون يسقط من يدي « .‏

وقام بكتابة اعلان الاستقلال الفلسطيني الذي تم في الجزائر عام 1988 الذي قرأه عرفات حين أعلن من طرف واحد إقامة دولة مستقلة .‏

في العام الماضي ألقى درويش قصيدة شعرية ادان فيها حالة الاقتتال ما بين حركتي فتح وحماس .ولد محمود درويش في قرية البروه بالقرب من حيفا والتي دمرها الاسرائيليون عام 1948 وبدأ يكتب قصائد لصالح صحيفة الاتحاد اليسارية, غادر محمود درويش الاراضي المحتلة في السبعينات ليكمل تعليمه في الاتحاد السوفييتي السابق, ومن هناك نزح إلى مصر ومن ثم انتقل إلى لبنان وهناك التحق بمنظمة التحرير الفلسطينية واستقال من اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير احتجاجا على اتفاقية اوسلو التي وقعها الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات مع اسرائيل .انتقل بعد ذلك إلى الضفة الغربية إلى مدينة رام الله عام 1996 .‏

حظيت أعماله بإعجاب الجماهير العربية والشارع الفلسطيني على نطاق واسع بينما أثارت أعماله مشاعر مختلفة في اسرائيل .‏

في عام 2000 اقترح وزير التعليم الاسرائيلي يوسي ساريد تضمين قصائد درويش في المنهاج الدراسي للتعليم الثانوي ,وقد رفض رئيس الوزراء الاسرائيلي إيهود باراك هذا الاقتراح بدعوى أن اسرائيل ليست على استعداد لبث أفكاره بين التلاميذ في النظام التعليمي الاسرائيلي .‏

وقد قرأ اسحاق شامير عام 1988 قصيدة محمود درويش »عابرون في كلام عابر « بغضب في الكنيست الاسرائيلي .وقال : عادل اسطه المتخصص في شعر درويش لقد أسيء فهم هذه القصيدة ولم يتم ترجمتها بشكل صحيح .وأضاف لقد خلق درويش الهوية الوطنية الفلسطينية التي لم يستطع أي شاعر آخر أن يحققها .‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية