تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


المعهد الوطني للإدارة العامة... د. دلّه : هدفنا وشعارنا (نصنع اليوم كوادر الغد)...آينك اتين دينير: تعاون سوري فرنسي في إحداث المعهد

شؤون اقتصادية
الثلاثاء 22/11/2005م
هناء الدويري

لم تعد تقاس قوة الأمم بما تملك من ثروات طبيعية, بل بما تتوفر لدى مواردها البشرية من قدرات علمية وتقنية ومؤهلات مهنية وطاقات إبداعية وكفاءات. إنّ رهان المستقبل يتركز حول إمكانية تحقيق تنمية شاملة, هذه التنمية محورها الاستثمار في البشر من خلال أنظمة تعليمية وتدريبية وتأهيلية في تلبية الحاجة من قوة العمل الماهرة والإدارة الحديثة وفي هذا المجال وبقرار من السيد رئىس الجمهورية السيد الرئيس بشار الأسد, وبناء على أحكام الدستور, بموجب المرسوم التشريعي رقم /27/تاريخ 12/5/2002 أحدث في الجمهورية العربية السورية هيئة علمية ذات طابع إداري باسم (المعهد الوطني للإدارة العامة) تتمتع بالشخصية الاعتبارية والاستقلال الإداري مقرها دمشق وترتبط بوزير التعليم العالي.

ومع اقتراب موعد تخريج الدفعة الأولى للمعهد كان للثورة اللقاء التالي مع إدارة المعهد ممثلة بالدكتور سام دله عميد المعهد.‏

ولدى سؤالنا عن اهداف احداث المعهد اجاب : شعارنا (نصنع اليوم كوادر الغد) فالمعهد يهدف ضمن اطار عملية الاصلاح الاداري الى تأهيل كبار الموظفين السوريين الذي سيشغلون بعد انقضاء مدة تأهيلهم في المعهد مواقع وظيفية رئيسة في مختلف ادارات الدولة.‏

وقد تحدث الدكتور دلة عن اختيار الاقتصاد والقانون والإدارة والإدارة العامة محاور أساسية لدراسة الطالب في المعهد وقال: بهذه المحاور الأساسية يتمكن الطالب في مجال الاقتصاد من فهم المتغيرات الاقتصادية المحلية والاقليمية والدولية, ويصبح قادراً على تحليل الوضع الاقتصادي الراهن, بحيث يتمكن من تحليل هذه المتغيرات سواء على مستوى المنظمة أو على مستوى الاقتصاد القومي ككل, والوصول الى فهم حقيقي للسياسة العامة للدولة من الناحية الاقتصادية, وبالتالي يستطيع المشاركة باتخاذ القرار المناسب الذي يعكس تلك السياسة العامة الى واقع تطبيقي.‏

أما في مجال الإدارة: فيتم العمل على إكساب الطالب مهارات تطوير الذات والتعامل مع الآخرين, تطوير الشخصية في العمل, وكذلك يكتسب مهارات تطوير العمل وذلك بما يتوافق وخصائص الإدارة الحديثة كالشعور بالمصلحة العامة, والقدرة على السبق والسيطرة على المعطيات الجديدة..‏

وفي مجال القانون: يكتسب الطالب المهارات في العلوم القانونية من ناحية تدريس القانون الإداري والقانون الدستوري والقانون الدولي وطرق حل النزاعات. إما من ناحية الإدارة العامة فيزود الطالب بكافة الأمور المرتبطة بالمرفق العام وأهميته وإدارته, والمهام الملقاة على عاتق مدير المرفق العام وصولا الى كيفية تطوير مستوى الخدمات التي يقدمها المرفق العام بالتأكيد على تحقيق الأهداف العامة التي تسعى الدولة لتحقيقها.‏

وأكد الدكتور دله على تركيز المعهد على تعزيز العمل الجماعي المشترك للدارسين الذين سيشكلون نواة تطوير الإدارة العامة خلال عملهم المستقبلي.‏

ما مراحل الدراسة ومقررات التأهيل في المعهد الوطني للإدارة العامة بعد النجاح في مسابقة الانتساب?‏

مدة الدراسة في المعهد سنتان وكل سنة تقسم الى مرحلتين على الشكل التالي:‏

1- السنة الأولى: تقسم الى المرحلة الأولى ومدتها 4 أشهر يقضيها الطالب في إحدى إدارات أو مؤسسات الدولة ويطلق عليها الدورة التدريبية الأولى, والمرحلة الثانية: مدتها 8 أشهر يتم خلالها تأهيل الطلاب علمياً لتعميق معلوماتهم وتوسيعها بهدف التوصل الى قاعدة علمية شبه متعادلة بين جميع الاختصاصات.‏

2- السنة الثانية: وتقسم الى مرحلتين أيضا, المرحلة الأولى: ومدتها 4 أشهر يقضيها الطالب في إحدى إدارات أو مؤسسات الدولة ويطلق عليها الدورة التدريبية الثانية.‏

والمرحلة الثانية: مدتها 8 أشهر وتعد تتمة علمية معمقة للسنة الأولى, وتتضمن زيارات ميدانية ودراسة حالات علمية.‏

وأثناء وجودنا في المعهد التقينا الخبيرة الفرنسية آنيك اتين دينير وسألناها عن سبب وجودها في المعهد فأجابت: لقد أقمت في سورية لمدة سنتين بهدف مساعدة الجانب السوري على تأسيس المعهد الوطني للإدارة العامة باعتبار المعهد أسس على غرار وبمساعدة المدرسة الوطنية للإدارة في فرنسا وهو أحد نتائج زيارة السيد الرئيس بشار الأسد الى فرنسا, ففي إطار التعاون السوري - الفرنسي تم توقيع اتفاق في 26 حزيران 2001 بين السيد وزير التعليم العالي في الجمهورية العربية السورية والسيد وزير الوظيفة العامة في الجمهورية الفرنسية ويرمي هذا الاتفاق الى تطوير التعاون في مجال الوظيفة العامة وبشكل خاص دعم الحكومة في سورية لإحداث وتطوير المعهد الوطني للإدارة العامة.‏

ما تقييمك للعمل في معهد الإدارة العامة خلال زياراتك المتكررة له بين الحين والآخر خاصة أنه سيتم تخريج الدفعة الأولى لعام .2005‏

منذ سنتين بدأنا بعمل كبير وحققنا معظم الأهداف التي وضعناها في بداية الطريق, والبرنامج التدريسي لدفعتين في المعهد يسير بشكل جيد وكما رسم له, وتم تنظيم ثلاث مسابقات لقبول طلاب الدفعة الثالثة في بداية 2006 ويجري الآن التحضير للمسابقة الرابعة, وقالت: إن المعهد حديث العهد وكأي مشروع لا يمكن أن يكون كاملاً منذ البداية ولكن مع الوقت شيئاً فشيئاً سيتم استكمال كل العناصر الأساسية لاستكمال المعهد, ونحن حالياً نمر بمرحلة مهمة جداً من مراحل عمل المعهد لأننا على أبواب تخريج أول دفعة وهذا الأمر له أهمية موضوعية ورمزية, فتخريج هذه الدفعة يشكل أهم نتائج عمل المعهد الذي أنشئ بإرادة سياسية ومن أعلى سلطة سياسية وبإشراف مباشر من السيد الرئيس بشار الأسد وستكون أول أدوات أو عناصر الإصلاح الإداري من ناحية تكوين الموارد البشرية, وحالياً شكلت لجنة وزارية لتقوم بتحديد الأماكن التي سيشغلها هؤلاء الخريجون.‏

ولدى سؤالنا للخبيرة الفرنسية (آينك اتين دينير) عن خواص الكادر التدريسي الذي يجب توفره في المعهد أجابت:‏

هذا النمط من المعاهد لا يحتاج إلى كادر تدريسي دائم, فنحن لسنا جامعة أكاديمية وإنما نحن مدرسة تطبيقية فلذلك المحاضرون هم من المهنيين إضافة إلى الجامعيين الذين يمكن الاستعانة بهم, وفق حاجاتنا ووفق المراحل الدراسية وطبيعتها, وهذا الأمر يتم أيضاً في نفس المدرسة الفرنسية في فرنسا والتي أسس المعهد على غرارها.‏

ما تقييمك للدفعة الأولى التي سيتم تخريجها قريباً وما مدى فعاليتهم في إدارات الدولة?‏

الطلاب أخذوا كماً ونوعاً من المعلومات المتعلقة بالرؤية الجديدة للإدارة من نواحي عديدة قانونية, اقتصادية, اجتماعية, سياسية, وهذه المواضيع كانت عملية ونظرية في آن معاً وأعتقد أنهم أخذوا مستوى جيداً من الإعداد ولكن هنا لن نتمكن من معرفة مدى فاعليته إلا من خلال استعمال واستخدام قدرات هؤلاء في العمل لنتلمس النتائج بعد ذلك حاليا المعهد عمل جهده وقام بمهمته على أكمل وجه وأهل الكادر لديه بشكل كامل والآن المهمة ملقاة على عاتق الحكومة لتقوم بالاستفادة من هؤلاء لأنه لا يكفي أن يتم تأهيل عال وإنما لا بد من الاستفادة من المؤهلين وهذا عمل الحكومة كما أسلفت لأن الهدف ( التأهيل) الذي يعمله المعهد هو للاستفادة فعليا من هذه الكوادر والقدرات.‏

هل من مقترحات في السنوات القادمة أو خطة عمل مستقبلية?‏

أتمنى حياة طويلة لهذا المعهد كما هو الحال في فرنسا حيث أصبح عمره/60/عاما يعمل بدءا من عام 1945 ويخرج سنويا نحو /100/ خريج كل عام.‏

وأتمنى شيئا أساسيا وهو عنصر هام في عمل المعهد وهو أن تعلم الإدارات والحكومة نفسها أهمية ودور المعهد الوطني في بناء القدرات والإدارية والبشرية, اذا عرفوا أهمية هذا الأمر واقتنعوا بمهمة المعهد والهدف من إنشائه اعتقد أن الأمور ستسير بشكل جيد وممتاز في الإدارات.‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية