|
قضايا الثورة يعتمد الخداع والتضليل والدس وسوق المعلومة الكاذبة والاتهامات المفبركة, وفق سيناريوهات تخدم الحرب النفسية والقصف السياسي والإعلامي المركز للنيل من هذا البلد وكسر مواقفه, وإخراجه من ساحة المواجهة مع المشروع الأمريكي- الصهيوني واندفاعاته العدوانية التوسعية, تتصدى لمؤازرتها والمشاركة في ضخها شخصيات سياسية معروفة بانتماءاتها وولاءاتها الخارجية وعدائها للعروبة, وأقلام وفضائيات مأجورة وصحف صفراء, يبدو أن الإدارة الأمريكية لم تستوعب بعد المأزق السياسي والقانوني والأخلاقي الكبير, الذي زجت نفسها فيه والحصاد المر لحماقاتها وغطرستها وإصرارها على فتح جبهة جديدة في هذه المنطقة, ما ارتدت عليها حتى الآن بغير أوخم العواقب. ذلك أن الشارع السوري والعربي الذي استفزه طاقم بوش السياسي والعسكري والاحتياط العميل حتى العظم, وحاول تجاهله وشطبه من حساباته وقواميسه في الاستهداف لسورية, وتحييده وإغراقه بشعارات (الحرية والديمقراطية) وقوالبها الجاهزة, تلك التي تشظت وسقطت في المستنقع العراقي والرمال الأفغانية, وفي برك الدم والقتل ومعسكرات الاعتقال والتعذيب المشهرة والسرية, الممتدة من أبو غريب وباغرام وغوانتانامو إلى بعض بلدان أوروبا الشرقية, هذا الشارع فرض بقوة عبر تظاهراته الحاشدة والغاضبة ومسيرات الدعم والتأييد لسورية في وجه الضغوط, معادلة توازن كبرى وشكل عوامل ضغط قلبت مخططات الأعداء وحساباتهم, ووضعتهم إزاء مواجهة مفتوحة وغير محسوبة يعلمون جيداً إذا ما وقعت: أنها محسومة سلفاً لمصلحة الحق لا الباطل. رسائل بالجملة وُجهت سورياً ولبنانياً وعربياً وحتى دولياً لأولئك المتهورين, اللاهثين وراء حروب ومغامرات جديدة وساحات للهروب والتعويض, والتغطية على جرائم إبادة وقتل وإلغاء لشعوب كل ذنبها, أنها ترفض منطق الترهيب والاحتواء والاحتلال والتدخل والانضواء تحت مظلة الهيمنة والتبعية لواشنطن وحليفها التوراتي, وعناوين بليغة وضعت برسمهم تؤكد أن سورية ليست وحيدة وليست معزولة, وهي قوية بوحدتها الوطنية والتفاف جماهير شعبها وأمتها وبرصيدها وصداقاتها, وتمسكها بالحقوق الوطنية والقومية وبمبدأ الكرامة والسيادة والالتزام بالشرعية الدولية, وعصية على محاولات الأخذ والتركيع والابتزاز والإخراج من معادلة الصراع. ونهج الصقور وحماقاتهم واندفاعهم الصاغر خلف إسرائيل, ووهمهم القاتل أن بمقدور القوة الغاشمة والترسانة الحربية الأعقد والأكثر تطوراً وتدميراً استباحة العالم, وهذا الجزء المضطرب منه وفرض معادلات جديدة وخرائط تقلب الموازين, وتستبدل المفاهيم والثقافات وقيم ومبادىء الحق والعدل والسلام بثقافة الاستسلام, مستظلة بالشرعية الدولية وسيفها أو بدون, فتح على الولايات المتحدة (السياسة الرسمية) أبواباً واسعة من الغضب, وفجر براكين من الكراهية والعداء تتجاوز في حجمها البشري المليار ونصف المليار عربي ومسلم, لتغطي مساحات كبيرة من العالم بجهاته الأربع, وتصيب الداخل الأمريكي بخضات وهزات كان الشعب الأمريكي بغنى عنها, وبالمقدور تجنبها وحصر آثارها في أضيق نقطة لو جرى تغليب منطق العقل والحكمة والتخلي عن دور الشرطي العالمي. لقد أعطت الحملة الضارية على سورية والمتخذة من جريمة اغتيال الحريري الذريعة و(قميص عثمان), للانقضاض وتصفية الحسابات القديمة والجديدة مع هذا البلد توطئة للاندفاعة الأشمل والأعم نحو باقي المنطقة, نتائج معكوسة ومغايرة للرهانات الأمريكية-الصهيونية وأسست لحالة من النهوض الوطني والقومي, الداعم لسورية في وجه الكيدية والتعميم لسياسة الفوضى والحرائق, يصعب أميركياً التعامل معها وإحداث الاختراق المطلوب وتحقيق أي نجاح في مواجهتها. |
|