|
حديث الناس فهي المرة الأولى التي يقوم فيها المغتربون السوريون في أي دولة من دول الاغتراب على إقامة مشروع متكامل يسمح للمغتربين السوريين المقيمين في ألمانيا على العيش في سورية ضمن شروط تحاكي وتماثل الظروف العامة التي اعتادوا عليها في دولة الاغتراب. وكان المشروع قد لقي ترحيباً وتشجيعاً من أعلى المستويات في الدولة, فضلاً عن الهيئات والمؤسسات الفنية بالترخيص أو تقديم التسهيلات الضرورية لدفع هذا المشروع نحو النور. وكانت الاجتماعات مع المسؤولين في الهيئات المحلية والمؤسسة العامة للإسكان مشجعة للغاية, الأمر الذي دفع المغتربين لإقرار إقامة مشروعين بالقرب من كل من دمشق وحلب, وعاش أعضاء الجالية السورية في ألمانيا أحلاماً وردية منذ عام تقريباً وهم يأملون بالمساهمة في مشروع حيوي يربط أبناءهم من الجيل الثاني المولود في ألمانيا بوطنهم سورية عبر وسيلة أساسية وهي وجود سكن يستطيع أن يقضي به أياماً خلال إحدى العطلات السنوية بما يبقي على علاقات مستمرة ما بين الوطن والمغترب ويحول دون حدوث انقطاع. وفوق هذا الهدف الثقافي والحضاري تبدو أهمية المشروع من خلال العائد الاقتصادي المستقبلي, إذ يقدر المشرفون على المشروع التقديرات الأولية له بأكثر من مليار دولار, ستولد فرص عمل تقارب العشرة آلاف فرصة محلية خلال المراحل الأولى للاستثمار, فضلاً عن الفرص الجديدة في المؤسسات الخدمية والترفيهية في هاتين القريتين, مثل المستشفيات والنوادي والمطاعم والمحال التجارية وغيرها.. ورغم إنجاز المخططات الأولية استناداً إلى وعود محلية, فإن الآمال بدأت تتبدد مع ظهور العراقيل الروتينية والإدارية التي تحد من تحقيق أول الشروط اللازمة لإقامة المشروع, وهو الحصول على الأرض اللازمة, فالمشروع يحتاج لقرابة مئتي هكتار بالقرب من دمشق, وقد تم الموافقة على 130 هكتاراً. وضعت شروط قاسية لإمكانية الحصول عليها, في حين تستطيع المؤسسة العامة للإسكان تأمينها في بعض الأراضي التابعة لها في أكثر من منطقة, لكن حججاً وعراقيل في نصوص البيع تهدد إقامة المشروع القابل للانتقال إلى دول مجاورة في حال استمرار العقبات, وغياب الحس بالمسؤولية. |
|