|
مجتمع تاركات مصائرهن ومستقبلهن لحظ أعمى قد يصيب لكنه غالبا ما يخيب.. فلا تكاد تنتهي مشكلة تأمين العمل للشاب المهاجر حتى تبرز له مشكلة اختيار الشريكة في بلاد الاغتراب بعد أن يجد نفسه وقد أصبح في سن الزواج وبسبب عدم اقتناعه بفتاة الغرب كزوجة له ومع صعوبة العودة إلى أرض الوطن لأسباب تتعلق إما بعدم الحصول على الإقامة أو تجنبا لتكاليف السفر يضطر للجوء إلى حلول قد لاتكون موفقة (كالزواج بالمراسلة) وهنا تبدأ المشاورات مع الأهل على الهاتف للبحث عن العروس المناسبة مرافقا ذلك صور لفتيات ترسل له مع جميع الأشكال والأعمار وعندما يستقر رأيه على واحدة يعطي إشارة التنفيذ لأهله مسلحا اياهم باليورو والدولاروهما صك الإغراء الكبير لفتاة ترى أن الحياة عريس مناسب يملك المال.. وبعد أخذ الموافقة تتم هذه الخطبة وخلالها يكون الحوار مجرد (تلفونات) بين شخصين لايعرفان بعضهما بعضا.. اللهم إلا من خلال (الصورة) والتي غالبا ما تحمل الأحلام الوردية وكلمات العشق والهيام للعروس المنتظرة زواج مجهول المصير.. والسؤال ماهو المصير الذي ينتظر هكذا زيجات خاصة بالنسبة لفتيات حصلن على أعلى الشهادات.. أحقا يقبلن به لمجرد أن شيك الزواج السعيد قد وضع بين ايديهن؟... ارتباط مشروط تشير سمر الباشا طالبة في كلية الآداب عن رأيها في هذه الظاهرة فتقول : من الممكن أن ارتبط عن طريق هذا الزواج التقليدي ولكن بشرط أن أكون على معرفة مسبقة بأهله حتى وإن كنت لاأعرفه شخصيا والشرط الآخر أن يؤمن لي مستقبلي ماديا من الألف إلى الياء.. ولكن إذا كان غريبا جدا عني فإن الارتباط به سيكون من المستحيل.. رغم أنني أعرف الكثير من الفتيات تزوجن بهذه الطريقة وهن سعيدات... إنذار شديد اللهجة وللشباب رأي في هذه الظاهرة.. خالد محمد غير مرتبط يقول: لن أفكر مطلقا في الارتباط بهذه الطريقة حتى لو بقيت عازبا طوال العمر في الغربة لأن لها عواقب سلبية وتجربة صديقي خير برهان.. حيث لي صديقا مقيما في ايطاليا لم يستطع العودة إلى البلد منذ أكثر من خمس سنوات لأسباب خارجة عن ارادته وخلال هذه المدة ارتبط بالمراسلة مرتين ولكن للأسف فشل في كلاهما ولأسباب تتعلق بعدم الانسجام الفكري بينه وبين احداهن أما الأخرى فكانت كما تبين له فيما بعد أنها طامعة بصك الزواج المغري الذي قدمه مهرا لها ويستطرد خالد قائلا: هذا إنذار شديد اللهجة لكي يفكر الإنسان مليون مرة قبل الارتباط على هذا النحو بالمراسلة وغيرها من العادات البالية... رأي علم النفس مانيا العيد ماجستير في علم النفس علقت على هذا الموضوع بقولها: هذه الطريقة لها نتائج سيئة لكلا الطرفين.. وفيما يتعلق بما يسمى (الزواج بالمراسلة) هو نوع من التربية التي ينشأ عليها أغلب شباب مجتمعنا حيث تعودنا على ما يسمى بالتربية الاتكالية التي تدفع بالشاب الاعتماد على أهله في اختيار شريكة حياته ثقة منه فيهم... وهذا بالتأكيد منطق خاطىء جدا فالزواج هو تكافؤ بين شخصين يتعرفان على بعضهما عن قرب وبعدها يقرران إن كان بإمكانهما الاستمرار أم لا أما عندما يرتبط هذا الزواج بما يقدمه الشاب من إغراءات مادية توقع الفتاة بالانبهار دون وجود التكافؤ فهي عوامل كافية لفشل الحياة المستقبلية لذلك أجد أنه من أفضل الحلول وأقلها خسائر أنه في حال تعثرت عودة هذا الشاب إلى وطنه فالأفضل أن يؤجل مشروع الارتباط.. وأخيرا هذه الظاهرة وإن كانت لاتعتبر لدى البعض ذات أهمية عظمى لأنها بحسب رأيهم ترتبط بمجتمعات معينة دون غيرها فإن لها أخطارا جسيمة وعلينا أن نجد لها الأسس السليمة التي تبنى عليها والحلول السريعة التي تجتثها وأقلها النوعية والتثقيف الأسري أولا وأخيراً . |
|