|
مجتمع على أن السرية عاشتها الإدارة العامة منذ القدم تقوم على فكرة أن المصلحة العامة يجب أن تبقى بعيدة عن عيون الجمهور ومن ثم غرست البيروقراطية في ضمير الإدارة العامة، أن تدعيم سلطتها واستغلالها يتجسد من خلال العمل ضمن حلقة مغلقة بدلاً من سماء مكشوفة . ولقد تعددت الحجج التي تدعم مبدأ السرية في الإدارة حيث قيل إن ضرورات الصالح العام تعرض وجوب أن تظل بعض المجالات والأنشطة والأعمال بعيدة عن النشر والإفصاح لأهميتها ومساسها بالمصالح الحيوية المختلفة للدولة. فاستمرت الإدارة العامة بالحفاظ على نهج السرية في نشاطها لتصبح أصلاً عاماً يكمل عمل الإدارة ومادعم كل هذه الأفكار أن الموظفين في الواقع إذا اطلع أحد على نشاطهم أو الوثائق التي يعدونها فإنهم سوف يخرجون بأعمالهم عن السوية المطلوبة. للسرية أنواع عرض الدكتور نوح أنواع الأسرار في الإدارة العامة : كالأسرار بطبيعتها تقضي أن لايطلع عليها إلا بعض الأشخاص بحكم عملهم ضمن الإدارة مثل المتعلقة بالمناقصات والعقود الحكومية وغيرها. الأسرار الحكمية وهذا النوع من المعلومات ليست سراً ولكن إذاعتها تؤدي إلى إنشاء سر بطبيعتها أيضاً الأسرار المبنية على نص وهي تلك المعلومات الإدارية التي لا تعد سرية لكن التعليمات التي تصدر من الرؤساء الإداريين تحولها من عادية إلى سرية. كما وضح مجموعة من المبادئ (كعدم علانية المداولات المتعلقة بإصدار القرارات الإدارية وسرية كافة الوثائق الإدارية وقاعدة عدم تسبيب القرارات الإدارية) والقضاء على هذه المرتكزات التي ذكرناها شكلت الانطلاقة الكبرى نحو ما يسمى بالعلم الإداري الحديث وفي نطاق القانون الإداري بالشفافية الإدارية . ومن المداخلات هناك الكثير من التساؤلات التي جرت مناقشتها في نهاية المحاضرة حيث رأى أحد الحاضرين بأن العقبة الأولى التي تصادف حركة سوق الأوراق المالية هي احجام عدد من المؤسسات والشركات سواء من القطاع العام أو الخاص عن دخول هذه السوق . وتم طرح مفهوم المركزية في الإدارة العامة وهل تتعارض مع الشفافية الإدارية ؟ حيث رأى الدكتور نوح بأن منهج المركزية له علاقة حتمية بالفساد واللاشفافية وهو أحد المفاهيم المناقضة للشفافية وهو ما أثبتته الدراسات الإدارية. أما بالنسبة لتساؤلات حول عقود (بي أوتي) ومدى التزامها بقواعد الشفافية ؟ حيث رأى الدكتور نوح أن هذه العقود أصبحت موضة وأن هذه النوعية من العقود تترجم التوجه الحكومي نحو مشاركة القطاع عبر هذه الآلية العقدية . ولكن ما يحصل هو إبرام هذه العقود بأسلوب التراضي بعيداً عن الشفافية. أما بالنسبة للإدارة فهل يمكن أن تفصح عن الأسباب دون شفافية ؟ فكان الرد التسبيب ليس إلا مؤسسة ناشئة ونعم يمكن ذلك إذا كان التسبيب ناقصاً أو مهماً أو تم التركيز على الشروط الجانبية . أخيراً خلص النقاش على أن الشفافية تقوم على أربعة عناصر صراحة في إبداء الآراء وصدق مع النفس ومع الآخرين وصفاء وصبر عند إصدار القرارات |
|