تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


البئر

رسم بالكلمات
الأثنين 30-3-2009
سوزان ابراهيم

حين يهرع العجائز الى مكان ما، يمكنك أن تكون متأكداً أن لا شيء يحدث هناك، فليس هذا هو المكان الذي يحصل فيه حدث،

ولكن حيث يذهب الشباب، فذلك هو المكان الذي يوجد فيه الحدث ولا بد أن يدل ذهابهم على أن شيئاً ما قد حصل هناك!‏

حسنٌ.. أنا شخصياً أصدق هذه المقولة الى حد كبير لأن طاقة الشباب تبحث دوماً عن حقيقة، ولا تركن للتعاليم والمبادىء، ولكن عن أي شباب نتحدث وعن أي طاقة؟ أعتقد أن المقصود بالشباب هنا ليس مرحلة عمرية، فثمة كبار سنٍ أكثر شباباً من فتيان غير قادرين على الوقوف بمفردهم. إنهم شباب العقل المتجدد الباحث. ثمة شباب يريدون تغيير خارطة الشعر والأدب فماذا فعلوا! كسروا قوالب وكليشات، ثم هللوا لانتصارهم، ولكن ماذا فعلوا بعد عملية الكسر تلك، ماذا بنوا، كيف سدوا الفراغ؟ كل ما فعلوه أن اشتغلوا خارج البناء وزيّنوه! الحقيقة أن أولئك المتحمسين بحاجة الى عملية تعليم يشبهها الحكماء بسحب المياه من البئر أي أن تسحب من مخزون متفجر في الداخل الى الخارج ولا يرون أن مزيداً من المعلومات هو عملية تعليم، لأنه يعني مزيداً من الوعي ومزيداً من الحب، وبذلك يغدو هذا التعليم قادراً على بناء.. حضارة للباحثين عن الحرية -بكل أشكالها- ثمة طريق واحد إليها: المزيد من الوعي، فالأكثر وعياً هو الأكثر حرية، وليست الحرية في عملية تكسير وتهديم، دون أن ترفع بناءً جديداً أكثر جمالاً. Suzani@aloola.sy

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية