|
رسم بالكلمات مكانة مهمة في الريادة الشعرية لقصيدة النثر وربما التفعيلة أيضاً ، وظلت القصة القصيرة ومعها الرواية قاصرة عنه ، رغم أن رواد القصة في المدينة بدؤوا في خمسينيات القرن الماضي بنشر ومن ثم طباعة أعمال قصصية وروائية مثل : محمد حيدر وسامي عطفة, وسامي الجندي, وعبد الكريم ناصيف .. وحمل الراية بعد ذلك قاصون آخرون لكنهم لم يستطيعوا منافسة الشعر في سلمية ، رغم أنهم نشروا قصصهم في الصحافة المتخصصة وطبعوا أعمالهم القصصية والروائية وثابروا واجتهدوا .. ومع انطلاقة مهرجان الخريف للقصة القصيرة في عام 1995 متأخراً سبع سنوات عن مهرجان الشعر فيها ، بدأ جيل شاب يعلن عن نفسه ويثبت حضوراً لافتاً .. تعثر البعض عندما وجدوا أنفسهم خارج عملية القص نفسها ، وتابع آخرون الدرب رغم توقف المهرجان المذكور لعدة سنوات واقتصار النشاط عند القاصين الشباب على فرص قليلة وربما نادرة .. ظهر القاص( حميد الدين الحاج ) وأعلن عن نفسه بقوة ، أثبت حضوراً جيداً ، وثابر .. لكن ظروف دراسته للطب حالت دون استمراريته ، خاصة أنه يتابع تخصصه في بريطانيا .وهو يكتب القصة الإجتماعية الواقعية ويجيد رسم حكايته فيها بفنية عالية المستوى ولا يزال يعلن أنه يعد للطبع مجموعته القصصية الأولى ( أحلام وآلام ) . القاص ( فراس الحركة ) الفائز هذا العام بجائزة وزارة الثقافة للقصة القصيرة خطا بعض الشيء في عالم الأدب ، فولج أبواب الكتابة للمسرح أولاً ، ثم بدأ يكتب القصة ويشارك في بعض أمسياتها ومهرجاناتها ، وجاءت الجائزة عن مجموعته ( عصف الرؤى ) لتؤكد موهبته القصصية . تمتاز قصصه بتفرد واضح ، تتغلب فيها المفردة على الحدث ، يبقى الحدث موارباً إذ إنه لا يضحي به .. ويؤكد حضوراً جيداً من خلال المفردة والعبارة والجمل الرشيقة المتعاقبة واحدة إثر أخرى , ولم نكن ونحن أقرب إلى معظم المواهب نعرف قاصة أو روائية اسمها ( كنانة ونوس ) كانت تكتب بصمت وتدرس اللغة العربية في جامعة البعث ، وفجأة أعلنت وزارة الثقافة عن فوزها بجائزة الرواية ( مسابقات إبداع الشباب) عن روايتها ( مابين المحنة والمهنة ) التي زاوجت فيها مابين الوطن والحب .. وكانت جريئة في تتبع أحداثها ، إلا أنها وقعت في مطباتٍ فرضها نقص الخبرة لديها .. وكنانة تكتب القصة القصيرة ، ولها تجربة مع الشعر ، رغم أن الرواية المذكورة تخلو من أي مزاوجة مع الشعر . واستعجلت الكاتبة ( رانية سليم ) في زج أعمالها بمعمعة الطباعة فصدرت لها روايات ( الدرب الشائك – الضياع – بيت من قش وحديث الذكريات ) عن إحدى دور النشر الخاصة . وبدت هذه الروايات وكأنها مخصصة لفئة عمرية صغيرة دون أن تصرح بذلك, ودون أن تعرض أي منها على لغوي مختص . وشارك القاص ( حسام عزوز ) في عدة مهرجانات ونشاطات أدبية ، ونشر بعض قصصه في صحافتنا المحلية ، امتلك جملة متقنة ولغة قصصية ومعالجة درامية مقبولة . إلا أنه ينأى في كثير من الأحيان ولفترات طويلة عن أجواء الأدب, فيتشتت ويشتت معه نتاجه الأدبي ، لم يطبع بعد عمله القصصي الأول ( حبة قمح وحبة شوك ) . وتشارك القاصة ( ازدهار الخطيب) في بعض الأمسيات والمهرجانات وتضفي على الأجواء دفئاً مميزاً ، تقدم لوحات شعرية وقصصية جميلة ، هي شغوفة بتطور أدوات القص لديها ، وتنتظر فرصة أفضل لطباعة عملها الأول . كما يقدم القاص (غياث الماغوط) قصصاً ناضجة ، ولكنه لايواظب كثيراً على النشاط الأدبي، نرى له بعض أعمال حيناً ثم ينقطع ، فينسى الناس اسمه سريعاً . هذي نماذج لمجموعة قاصين ينتمون إلى فئة الشباب عمراً وتجربة ، تحاول أن تقدم شيئاً في عالم الأدب ، أن تجد لها قدماً ثابتة في معمعة جميلة, النماذج التي ذكرنا ، تركت بصمة ، أو حاولت أن تترك بصمة من خلال نشاط أدبي معين ، تنتظر فرصاً أفضل ، ويشيرإليها ذواقو الأدب بالبنان ، وقد يكون للبعض وجهة نظر أخرى . إنما نسير جميعاً في درب الأدب الذي غالباً ما يطول ، وتواجهه العثرات .. |
|