|
هذا جولاننا بهذه الكلمات يستقبل أهلنا في الجولان المحتل كل عام الذكرى الأليمة لفرض الهوية الإسرائيلية متفائلين أن الغد سيحمل لهم التحرير بين ثناياه مهما تجبّر الاحتلال وزاد من همجيته. في الخامس والعشرين من آذار من كل عام يعيش الجولانيون ذلك اليوم بتفاصيله... الإضراب العام والمفتوح الذي نفذوه استكمالاً لرفضهم قرار سلطات الاحتلال الإسرائيلي بضم المرتفعات وفرض الهوية الإسرائيلية فهو يوم تاريخي يجددون فيه التصميم على مواقفهم المبدئية والثابتة ويجددون إيمانهم بعروبتهم وانتمائهم إلى وطنهم الأم سورية. فإسرائيل التي عمدت إلى زرع المستوطنات في أنحاء الجولان لإثبات وجودها غير الشرعي محاولة بشتى الطرق انتزاع ثقافة السكان العربية السورية ومحو انتمائهم لوطنهم الأم ستفشل مشاريعها بصمود منقطع النظير لأن الحق لن ينقلب باطلاً مادام هؤلاء يتنفسون هواء الأرض الطيبة التي ترعرعوا على ثراها وأكلوا من خيراتها، وقد رفضوا ويرفضون الخضوع للهوية الإسرائيلية رغم المعاناة التي تفرضها عليهم السلطات الإسرائيلية منذ عام 1967. فمطالبهم لم تتغير مهما كانت التحديات التي يواجهونها والأسرى والمعتقلون السوريون والعرب في سجون الاحتلال يتعرضون لشتى أنواع الترهيب والتعذيب الجسدي والاهمال الطبي المتعمد بهدف النيل من عزيمتهم من دون جدوى من هذه المطالب النصيب الأكبر. إن مواقف الوطن الأم القومية المتمسكة بالحقوق العربية والرافضة لجميع أشكال السيطرة والعدوان لابد أنها تزيدهم صموداً وتمدهم بالعزيمة والصبر على المعاناة وإن مجازر الاحتلال هنا وهناك وامتداد مخالبه التي تعبر عن شراسته وحقده في جميع الأراضي العربية المحتلة والمخططات الأميركية الرامية إلى الهيمنة على المنطقة ستزيدهم أيضاً إصراراً على الوقوف صفاً واحداً بحزم متحدين هذه المخططات وسوء النوايا، ولهذا كله ينظرون إلى المستقبل الذي يعد بالتحرير مؤكدين فخرهم واعتزازهم بالدور الفاعل لوطنهم الأم في مواجهة كل ما تحيكه حكومات الكيان الصهيوني في المنطقة وتصميمهم على أداء واجبهم الوطني في فضح الاحتلال ومقاومته بجميع السبل الممكنة. يذكر أن كنيست الاحتلال الإسرائيلي أصدر قانوناً في 14/12/1981 تطبق بموجبه القوانين الإسرائيلية على الجولان السوري المحتل ويعتبر المواطنين السوريين في الجولان المحتل مواطنين إسرائيليين ويمنحون الجنسية الإسرائيلية إلا أن أهالي الجولان رفضوا هذا القانون جملة وتفصيلاً وأعلنوا إضرابهم المفتوح احتجاجاً عليه ورفضوا استلام الهوية الإسرائيلية الأمر الذي أفشل مخطط الحكومة الإسرائيلية التي كانت تريد تصوير الأمر على أنه استفتاء لدى السكان وأنه في حال قبلوا بالجنسية الإسرائيلية فإن ذلك سيكسب قانونهم شرعية دولية إلا أن مخططات إسرائيل تلك باءت بالفشل فأدان العالم كله هذا القانون وأصدرت الأمم المتحدة قرارها رقم 794 بناءً على طلب من الجمهورية العربية السورية والذي اعتبر القانون الإسرائيلي باطلاً ولاغياً وطالب إسرائيل بالتراجع عنه. |
|