|
ثقافة ما قاله يوجين جونس أشهرمصوري فوتوغراف القرن العشرين ينطبق على صميم فن التصوير الضوئي رغم التطور التكنولوجي الهائل الذي شهده هذا الفن من تدخل تقنيات جديدة (ديجيتال، فوتوشوب) أيضاً أكد جونس أن الصورة الجيدة تبقى عالقة في الأذهان كالذاكرة على مدى قرون من الزمان ما زالت تجذبنا معارض التصوير الضوئي رغم توافر تقنية الديجيتال التي سمحت لغير المحترفين التقاط صور جميلة لكن عين الفنان تظل لها خصوصيتها في قنص اللقطة اللافتة ضمن شروط الضوء والظلال. في المعرض الأخير للمصور الضوئي بسام البدر الذي أقيم مؤخراً في دار المدى للفنون نشعر أكثر ما نرى أي على المبدأ القائل (أغلق عينيك وافتح قلبك). عدسة بسام البدر احتالت على إضاءة الشمس وناورت الظلال، فجاءت صور الطبيعة مثل (شجر الزيتون) صور قائمة على تباين حاد مدروس بين الضوء الذي يكاد يشبه بياضاً تاماً والظل الموارب المختبىء وراء الضوء ليعطي الأشكال حقيقتها الأخيرة. وفي لوحات تضمنت تفاصيل لانعكاسات بلورية اختلستها عدسة المصور من صحون سجائر متاخمة لضوء صباحي للشمس..ولوحة رصد فيها قلب آنية فضية وماذا يمكن للضوء المنعكس المشرئب في داخلها أن تمظهر ويتشكل. وصورة تشذب حزمة ضوء قوية يسربها سقف ما. وصنوبرة ساكنة قابعة وحدها في سكينة الطبيعة الصامتة البحتة. وثمة صور جاءت بصيغة صريحة مباشرة لأوراق خضراء تشكل العتمة خلفية تامة لها. وثمة عدسة متلصصة لمجموعة مختلفة من الناس جوار بركة ماء فالتقطت العدسة انعكاس المحتفلين في الماء. بدا واضحاً أن الانطباع سيد للمشاعر التي تسربها الصور، وتحديداً في الصور التي تابعت دوران درويش منسجماً مع عوالمه، وجاءت الصورة متناغمة مع حركة الدرويش الدائرية وكأنه في قلب دوامة من الحركة استطاعت الصورة تجسيدها بمهارة عالية. وثمة صورة لمطر منسكب على أوراق خضراء لشجرة عملاقة تقدم لك دقة اللحظة ثمة تقنيات متعددة استخدمها المصور في مشغل صورة مثل: نيغاتيف-سلويت، كذلك استعمل العاكس الذي يستخدم في تصوير الأعمال التلفزيونية وتوجيه الضوء وهذا أعطى خصوصية لبعض اللوحات وعزز الحالة الانطباعية التي تميزها. قد تبدو الصور الفوتوغرافية مجرد لقطات عابرة لكن بالتأكيد أن العابر ميزة للزمن الحاضر بامتياز مطلق. |
|