تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


ماذا بعد الاتهام..؟

أخبـــــــــــار
الأثنين 30-3-2009م
محمد خير الجمالي

في تقريره حول نتائج الحرب الاسرائيلية المدمرة على غزة قال ريتشارد فولك مقرر الامم المتحدة الخاص لحقوق الانسان ان اسرائيل ارتكبت انتهاكات في غزة ترقى الى جرائم حرب.

وبالمعنى نفسه قالت منظمة هيو مان رايتس وتش المعنية بحماية حقوق الانسان ان اسرائيل استخدمت الفوسفور الابيض ضد مؤسسات مدنية ما يجعلها ارتكبت جريمة حرب, مضيفة انها لم تعثر على أي دليل يثبت استخدام حركة حماس للمدنيين كدروع بشرية, ما يسقط مسوغات اسرائيل لقصف المدنيين.‏

واذا اضفنا الى ذلك تاكيد الائتلاف الدولي للدفاع القانوني عن غزة بان القوات الاسرائيلية ارتكبت جرائم بحق الانسانية عبر اسلحة محظورة دوليا تلقتها من امريكا تكون اسرائيل متهمة قانونيا بجرائم حرب وجرائم ضد الانسانية لناحية ان الجهات التي اتهمتها هي جهات قانونية دولية تتسم بالمهنية والحرفية والنزاهة والحياد.‏

ما الذي يعنية هذا الاتهام وما الذي يجب فعله بعده؟ شيء واحد يعنيه هو انه رسالة موجهة الى المجتمع الدولي وعدالته لمتابعة هذه الجرائم الخطيرة ومقاضاة مرتكبيها عليها. وبخصوص مرحلة ما بعد الاتهام فهذا يستدعي تحركا عربيا عاجلا يستند الى الاتهام القانوني الدولي الموجه من الجهات الموصفة لنوع الجرائم وطبيعتها ووسائلها, والى الدعاوى المرفوعة ممن وقعت عليهم هذه الجرائم وزادت عن الالف حسب احدث احصائيات التوثيق.‏

وضمانا لفاعلية هذا التحرك , يفترض ان تضطلع به لجنة قانونية وحقوقية يجري تشكيلها من قبل الجامعة العربية ويشارك فيها قانونيون وحقوقيون دوليون وتتحرك بملف كامل نحو الدول التي تنص قوانينها على ملاحقة مجرمي الحرب لمحاسبتهم على ارتكباتهم, وكذلك نحو مجلس الامن و مؤسسات العدالة الدولية كالمحكمة الجنائية ومحكمة لاهاي لاقامة الادعاء بحق مجرمي الحرب الاسرائيليين من سياسيين وعسكريين, وذلك لضمان حقوق الضحايا واثبات قدرة العدالة الدولية على معاقبة اسرائيل ووقف انتهاكاتها الصارخة لحقوق الانسان, اذ لايجب ان تحدث مثل هذه الفظائع الجرمية بحق اكثر من 1400 انسان فلسطيني على خلفية قتل عنصري متعمد ثم تفلت اسرائيل من مسؤوليتها عنها بحماية من امريكا او تحت ذرائع كشفت التحقيقات الدولية عن مدى كذبها وافترائها .‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية