|
استراحة لكن الإنسان وجد نفسه مضطرا لكسب مزيد من الوقت بتقديم الوقت ستين دقيقة صيفا والرجوع بها شتاء، وطبعا مثل هذه العملية لا تعني العودة بالزمن إلى الوراء أو تقديمه إلى الأمام المقصودة بالمثل المذكور آنفا، لأن عملية تقديم الساعة وتأخيرها هي لكسب سعة من ضوء النهار الطويل صيفا. ويعرفون التوقيت الصيفي تغيير التوقيت الرسمي عدة أشهر في كل عام، وتتم إعادة ضبط الساعات الرسمية في بداية الربيع حيث تقدَّم عقارب الساعة ستين دقيقة، ويجري الرجوع إلى التوقيت الشتوي في بداية الخريف، والهدف من زيادة ساعة للتوقيت الرسمي التبكير في أوقات العمل،كي يتم أكثرها نهارا لأنه يطول تدريجيا من بداية الربيع حتى ذروة الصيف ليصبح نحو أكثر من أربعة عشر ساعة قبيل بدء فصل الصيف، ثم ينقص حتى ذروة الشتاء. وازدادت أهمية تقديم الساعة صيفا بعد ان أثبتت الأرقام توفيرا في الطاقة الكهربائية. وظاهرة ازدياد ساعات النهار في موسمي الربيع والصيف وتقلصها في الخريف والشتاء نابعة عن ميل محور دوران الكرة الأرضية بنسبة معينة مقارنة بسطح مساره حول الشمس، ويكبر الفرق بين طول النهار صيفا وطوله شتاء تدريجيا مع بعد الموقع المعين عن شمال الخط الاستوائي حيث يكون التوقيت الصيفي أكثر نجاعة، ولمدة أطول من السنة في البلدان البعيدة عن الخط الاستوائي، ولا يتبين في بلدان المنطقة الاستوائية ازدياد ساعات النهار. وتعد سورية أول دولة عربية قامت بتقديم التوقيت مدة ساعة خلال الصيف, وقد صدر بلاغ نشر في صحف يوم السبت 30 / 3 / 1940 بتقديم الساعات ساعة واحدة ابتداء من يوم الاثنين الأول من نيسان 1940، وهذا يدحض الأقوال التي تذكر أن مصر أول دولة عربية عملت بالتوقيت الصيفي، إذ إن التوقيت الصيفي في مصر يعود إلى 15 نيسان سنة 1941 عندما صدر الأمر العسكري أثناء الحرب العالمية الثانية بتقديم التوقيت ستين دقيقة وحتى 15 أيلول وأعيد العمل به سنة 1957 ثم ألغي 1959 ثم أعيد 1982. وقد جرت العادة في خمسينيات وستينيات القرن الماضي على تقديم عقارب الساعة لمدة أربعة أشهر من أول أيار إلى أول أيلول ثم امتدت ستة أشهر فأصبحت من نيسان إلى تشرين الأول، وكان الحرج شديدا على الناس عندما يتم التقديم والتأخير ولا سيما بالنسبة للعمال الذين يعملون ليلا. وخلال السنوات الأخيرة أصبح التقديم والتأخير يتم في يوم عطلة، وقد قامت الحكومة بتجربة في الثمانينات لعامين متواليين، كانت الأولى بالإبقاء على التوقيت الصيفي خلال فصل الشتاء فارتبك الناس وأصبحوا يذهبون إلى أعمالهم قبل طلوع الشمس، والتجربة الثانية كانت الإبقاء على التوقيت دون تقديم في فصل الصيف. ولم تكن سورية الدولة الوحيدة التي قامت بالتجريب في التقديم والتأخير في التوقيت للتأكد من أهمية هذه العملية، فقد سبق أن قامت بريطانيا وفرنسا وألمانيا في خريف عام 1940 بالاستمرار في التوقيت الشتوي طوال العام لتوفير الوقود مع أن التوفير ضئيل في الشتاء،وفي الربيع الثاني قدمت بريطانيا التوقيت ساعة ثانية خلال أشهر الصيف،وظل الحال كذلك طوال أعوام الحرب. ومن المشهور أن فكرة التوقيت الصيفي تعود إلى المخترع الأمريكي وسفير الولايات المتحدة في فرنسا بنيامين فرانكلين (1706-1790) الذي يعد أول من نصح بتقديم التوقيت مدة ساعة لكي يكسب الناس وقتا من الصباح ويوفروا في الوقت نفسه الوقود لمدة ساعة تأتي في آخر اليوم. وانتبه الأقدمون إلى قضية اختلاف طول النهار بين الصيف والشتاء وضرورة الاستفادة من ضوء النهار، فعمدوا إلى إجراءات معينة، فالرومان قسموا النهار إلى اثنتي عشرة ساعة، واعتمدوا الساعة المائية في توقيتهم، لكن تدريجاتها كانت مختلفة بين شهر وآخر، وكانت الساعة شتاء تعادل أربعا وأربعين دقيقة مقابل خمس وسبعين دقيقة طول الساعة صيفا، لكن اختراع الساعات الميكانيكية، التي تعطي الوقت بشكل متساو ومنتظم أوقف العمل بنظام الساعات غير المتساوية. |
|