تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


بيضة الحوت ...تبتسم?!!

فضائيات
الأحد 19/2/2006م
علا شعبان سلمان

ورد في الثورة.. صفحة فضائيات عنوان(بيضة الحوت) حول حلقة للبرنامج التعليمي الذي كان يقدم وللتصحيح لطلاب الصّف الأول وليس لطلاب الصّف الثاني كما ذكرت السيدة.. وهو في مادة العلوم..

وقطعت السيدة جزافاً في نقدها على أن البرنامج التعليمي غير متابع لقولها (إذا كان هناك من متابعين..)‏

وأدهشني في نقدها انتقاد ابتسامة المعلمة عن الإجابة البريئة للطفلة غير العارفة عن تكاثر الحوت.. وهذا الأمر خارج عن إطار معرفة العديد من التلاميذ في هذه المرحلة إن لم يكن الغالبية.. فهل كان من المفترض على المعلمة أن تصرخ بوجه الطفلة لأنها أخطأت.?!! وأي خطأ والعديد منا نحن الكبار يجهل ذلك .. وعقبت أن المعلمة ضحكت طويلاً.. فهل كان عليها أن تبكي..?!‏

ثم وللتنويه كان السؤال عابراً فائدته إعطاء معلومة جديدة وليس محور الدرس كما ذكرت بأن التلميذة أخطأت بعد شرح مطول عن تكاثر الحيتان.. وهذا غير صحيح.. على كل حال.. طالما أن الدرس كان نموذجاً من حيث عرض المادة. فلماذا أتى انتقادها للمعلمة وهي تظهر بهذه الصورة الأنيقة التي تحبب الطفل وتشده!!‏

أليس من المعيب أن يخيّل لنا أو يرد في الذاكرة أو الخاطر أن منظر المعلم منحصر بثوب ممزق أو عيون تحيط بها هالة سوداء وجسد نحيل يتمايل صاحبه على الطرفين أو ظهر منحن وجبين مقطب ونظارة سميكة ويدين ملوثتين بغبار الحكك المّلون أو بقايا الحبر الأزرق والأحمر.. أتليق بنظرك صورة المعلم على هذا الشكل ليكون مربياً للأجيال أم كما بالغت خارجاً من (حفلة سواريه) أو ربما كان عليّ أن أشوه نفسي حتى تتطابق مع صورة المعلمة في ذهنك.‏

ثم إن الأطفال الذين وصفتهم السيدة( كما الأطرش بالزفة) مشكورة على حسن انتقائها المفردات ومتناسية أنهم طلاب في أول مراحل التعليم وهي من أخطر المراحل في بناء الشخصية والتي ينبغي للمعلم فيها أن يكون متمرساً ومتقناً محباً كي لا يورث أطفاله عقداً هم بغنى عنها.. هم طلاب في الصف الأول ولأول مرة يتلقون الدرس إضافة إلى أنهم أمام الكاميرات ومع معلمة لم يسبق لهم أن تعاملوا معها.. مع العلم أن الدرس مسجل وكان بإمكان المعلمة أن تعطي التلاميذ كل الإجابات لكنها ترفض التلقين.. هي كالكثيرين مع تلقائية الدرس وعفويته وليس كما تفضلت السيدة وطلبت أن يُختار طلاب نموذجيون حسب العلامات وليس أحرف الأبجدية والمعارف.. مخطئة هي إلى حد أكد لنا أنها ما مارست التعليم ولا دخلت في مضماره... كان من الأجدر لها أن تتأكد أن ليس كل الطلاب في مدارسنا من الطبقة التي تؤهلهم لأن يجتازوا مرحلة رياض الأطفال ويصلوا إلى الصف الأول وهم يعرفون القراءة.. بل إن فيهم من لا يعرف الحروف إلا لفظاً, هذا وإن أتقن ذلك.. وإنه لمن حقهم أن نشير إلى طريقة للتعامل معهم وأن لا نشعر الطفل بالإحراج لأن الطفل الذي ترفض إجابته مرة ومرتين بالتأكيد لن يرفع يده في الثالثة ليجيب.. لهذا كان لا بد للمعلمة أن تشجعهم أو أن تجيب على بعض أسئلتها التي تحمل مفاهيم جديدة يحفظها الطفل في نهاية الحصة الدرسية لا أن نلقنه إياها مسبقاً فقط ليجيب أمام الكاميرا.. ومن السهل فعل ذلك مع برنامج مسجل.. تأكدي سيدتي أن هؤلاء الأطفال مع اختلاف درجاتهم أو ضعفهم هم أولادنا وأولاد جيراننا أو أولاد الحارة أو العاملة أو التاجر أو..‏

ومن حقهم أن يشاركوا في برنامج موجه إليهم لرفع معنوياتهم ولنؤكد على وجود الفروق الفردية وهذا من واقع الحال المعيش لا من واقع نقد وانتهى..‏

وأن المعلمة بذلك تقترب من الواقعية والمصداقية بل والشفافية دون تلقين مسبق وإلا فما فائدة عرض الدرس والمشكلات التي قد يتعرض لها المعلمون في الحصة الدرسية.. وقد وضحت الفائدة في نهاية الحصة الدرسية من خلال تفاعل التلاميذ في نهاية البرنامج التعليمي.‏

نريد جني العنب لا قتل الناطور.‏

رداً على مادة لبنى أسعد (بيضة الحوت)‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية