تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


صا لات عرض الفن التشكيلي في دمشق ...هواجس ومواقف ونشاطات

شؤون ثقا فية
الأحد 19/2/2006م
اديب مخزوم

ادى ظهور التشكيل الفني المتنامي الى افتتاح العديد من الصالات الخاصة بعرض الاعمال الفنية التشكيلية, ولقد لعبت صالات العرض الخاصة دورا ثقافيا بارزا عبر معارض ذات اتجاهات ومستويات مختلفة حركت بعض الاحلام الفنية وهيأت لارتفاع نسبة المعارض حيث يتم في دمشق وحدها افتتاح اكثر من ثلاثة معارض احيانا في وقت واحد.

مفارقة سلبية‏

الا ان هذه الزيادة في نسبة المعارض لم تترافق مع ولادة جمهور مواز لحركة المعارض بل على العكس كان الطابع المميز للمراحل التي شهدت ارتفاعا ملحوظا في نسبة الصالات والمعارض, ان اللوحة الفنية الحديثة بقيت بعيدة كل البعد عن اهتمامات الناس التقليديين,وهذا يعود بالطبع الى فقدان الثقافة البصرية الجماهيرية, التي لا بد ان تؤثر وتطبع بصماتها السلبيةعلى حركة البيع والشراء في صالات العرض الخاصة بالفن الحديث.‏

والفنان التشكيلي يجد نفسه بحاجة دائمة لصالات العرض الخاصة لترويج اعماله وتكريس شهرته فالصالات الخاصة تتميز بقدرتها على استقطاب نوعية خاصة من جمهور الفن التشكيلي ونوعية من الميسورين الذين يقتنون العمل الفني وهذه الناحية تكاد تكون مفقودة في المراكز الثقافية وفي الصالات التابعة لنقابة الفنون الجميلة حتى ان المعارض التي تقام في المراكز الثقافية الأجنبية تبقى بعيدة في احيان كثيرة عن لمعة البريق الاعلامي الذي يرافق عادة المعارض التي تقام في الصالات الخاصة.‏

ويمكن القول: ان التجربة الفنية تبقى بعيدة عن شرعية الاعتراف بها, اذ لم تدخل في سياق التجارب التي تتبناها الصالات الخاصة,وهنا تكمن بالذات اهمية هذه الصالات بالرغم من بعض مخاطرها السلبية فالصالة الناجحة والمستمرة في نشاطها,دون انقطاع لا يمكن ان تكون الا وسيطا حيويا بين الفنان والجمهور كونها تشكل المدخل الحقيقي للانطلاق في رحاب الشهرة والاقناع والانفتاح على الجمهور النخبوي القادر على الشراء والاقتناء.‏

ولا شك بأن السيدات اللواتي يعملن في ادارة معظم الصالات المستمرة في نشاطها دون انقطاع ستبقى اسماؤهن مترسخة في المخيلة التشكيلية, الى جانب اسماء بعض الفنانين الذين اطلقوا فكرة اقامة صالات خاصة بعرض الاعمال الفنية التشكيلية.‏

أول‏

الصالات‏

وقد تكون صالة الفن الحديث التي افتتحت في العام 1960هي اول صالة عرض خاصة في دمشق ثم تفرعت عنها صالة اورنينا التي بدأت نشاطها في منتصف الستينات واعقبتها صالة ايبلا ثم صالة عشتار, وبرزت في نهاية الثمانينات ومطلع التسعينات مجموعة صالات خاصة, لم تستمر منها الاصالة السيد, وصالة نصير شورى, وصالة اتاسي كما شهدت العاصمة في مطلع الالفية الثالثة افتتاح عدة صالات , استمرت منها صالة فاتح المدرس وصالة عالبال.‏

هكذا نكون قد اخذنا بعين الاعتبار التسلسل الزمني وذلك لمعرفة مدى ريادة وتأثير كل صالة على حدة في حركة المعارض الفنية التشكيلية مع اعطاء اهمية قصوى للصالات المستمرة في نشاطها,وبالتالي استبعاد الصالات التي توقفت منذ سنوات طويلة, ودخلت بالتالي في دائرة النسيان, ربمالانها منذ البداية تكون غير مؤهلة لدعم النشاط التشكيلي الابداعي.‏

صالة عشتار.. تقلص الاهتمام الرسمي‏

تقع في منطقة العدوي ,خلف دار الشفاء,وتشغل مساحة 100م,2صاحبها الفنان عصام درويش, وهي احدى اقدم صالات العرض الخاصة المستمرة في نشاطها دون انقطاع منذ العام .1987‏

ولقد لعبت دورا اساسيا وحيويا في تحريك النشاط التشكيلي.واقامت معارض فردية لفنانين رواد من ضمنها معرض لفاتح المدرس اقيم خلال العام ,1989 ومعرض اخر له نظم خلال العام 1999 وقبيل اشهر من رحيله ومعرض تكريمي لنصير شورى لم تكتمل فرحته به, حيث توفي اثناء المعرض.‏

كما اقامت صالة عشتار معارض عربية غاية في الاهمية من بينها معرض لبول غيراغوسيان اقيم في فرع الصالة انذاك بفندق الشام ومعرض لزهران سلامة من مصر , ومعارض اخرى ابرزها معرض عبد الرحمن مؤقت الذي اعتبره مدير الصالة من اهم المعارض النحتية, حيث تميزت الاعمال بحجومها الكبيرة الخارجة عن المألوف في معارض النحت التي تقام عندنا .‏

ولقد اطلقت صالة عشتار موجة من الفنانين المحدثين الذين منحوا في تجاربهم المتنوعة ايقاعات جديدة للوحة السورية المعاصرة هذا بالاضافة الى انفتاحها على مجمل الطروحات التشكيلية التي عرفها المحترف السوري خلال سنوات طويلة.‏

وعن الصعوبات التي تواجهه كصاحب صالة عرض خاصة قال الفنان عصام درويش: الصعوبة الاولى تكمن في تقلص الاهتمام الرسمي بالمعارض وتوقف عمليات الاقتناء حيث كانت وزارة الثقافة في مراحل سابقة تقتني لوحة من كل معرض وهناك صعوبات اخرى تعترض خطوات اقامة معارض لفنانين سوريين في الخارج, فالجهات المعنية تشجع تصدير كل شيء ما عدا الفن, رغم انه يمثل الوجه الحضاري المشرق , فادارة الجمارك تضع عقبات شديدة وتشترط علينا عرض الاعمال في الخارج واعادتها بعد انتهاء المعرض مع العلم ان الفنان السوري الذي يبيع لوحاته في الخارج هو في النهاية سيصرف امواله في سورية كما ان القوانين المحلية تمنح القروض والتسهيلات والاعفاءات للمصدرين اضافة الى ان الاتفاقات القائمة بين سورية والدول العربية لتسهيل التبادل الثقافي لا تشمل الاعمال الفنية والى جانب ذلك تبرز مشكلات عديدة لأن المهتمين بهذا النوع من الفن قلائل جدا, كما ان اية ازمة اقتصادية او سياسية طارئة سرعان ما تترك اثارها السلبية على حركة البيع والشراء وحين سألناه عن اغلى لوحة بيعت في صالته قال: بعت لوحة للفنان الراحل لؤي كيالي بمبلغ اربع مائة الف ليرة سورية وكان ذلك في العام 1995 مساحة اللوحة 8100 سم زيت على قماش وقيمتها المادية تساوي حاليا مليون ليرة سورية.‏

صالة نصير شورى.. البعض يحرض‏

افتتحتها السيدة بهية شورى خلال العام 1992 وبعد شهرين من رحيل زوجها الفنان الرائد نصير شورى وهي تقع في منطقة المالكي مقابل السفارة الرومانية وتشغل مساحة 100 م2‏

وهذه الصالة ساهمت ايضا في تفعيل النشاط التشكيلي بالاضافة الى تبنيها لبعض الاسماء الشابة التي اثبتت حضورها وتميزها في مراحل لاحقة.‏

بهية شورى رفضت في البداية البوح بمساحة الصالة وبالاسعار المرتفعة التي وصلت اليها بعض اللوحات معتبرة ان هذه الاستفسارات تدخل ضمن اختصاص ادارة الضرائب في وزار المالية وبأن الهدف النهائي من استمرارية نشاط صالتها يكمن في ابقاء اسم نصير شورى في دائرة الضوء . الا ان اصرارنا على السؤال دفعها للقول بأن لديها لوحة كبيرة وقديمة لنصير شورى عنوانها ( دمشق في الليل) ويبلغ ثمنها حوالي سبع مائة الف ليرة سورية واشارت الى ان اسعار لوحات الفنانين ارتفعت في الآونة الاخيرة,مع ارتفاع اسعار المواد الاستهلاكية وبأن اسهم لوحات الفنانين تزداد مع ازدياد الطلب عليها واضافت بأن الاسعار التقريبية الخاصة بكل فنان على حدة تكاد تكون معروفة لدى المتابعين والمهتمين بالهواجس الابداعية وبحركة المعارض.‏

ونوهت الى انها تجهد لأن يكون السعر في صالتها في حدود المعقول, وبأن هناك فنانين لا تختلف معهم في هذا التوجه الا ان البعض الاخر من الفنانين يصل بهم الغرور الى حدود وضع اسعار غير معقولة ولا تتناسب مع حركة البيع مؤكدة على ان هؤلاء لا يبيعون في الاساس, بل يعمدون الى خلق حالة من التشويش حين يحرضون بقية الفنانين على رفع الاسعار وبصورة تنعكس سلبا على الصالة والفنان معا.‏

صالة السيد.. مشروع ثقافي خاسر‏

افتتحت صالة السيد نشاطها في العام 1989 وهي تقع في منطقة الطلياني, وتشغل مساحة 150م2 وتديرها السيدة الهام باكير, التي لعبت دورا بارزا في اطلاق العديد من الفنانين الموهوبين من امثال نزار صابور وصفوان داحول وباسم دحدوح ومنهل عيسى ومحمد شبيب وغيرهم كما شكلت الصالة مدخلا حقيقيا لالتماس تنويعات الاتجاهات الفنية السورية المعاصرة التي برزت في اعمال الفنانين الرواد, وفي مقدمتهم فاتح المدرس ونذير نبعة ونصير شورى... ولقد اقامت الصالة معرضا هاما للفنان الياس زيات بعد انقطاع عن المعارض الخاصة دام حولي 18 عاما اضافة لاقامتها معارض هامة اخرى من ضمنها معرض سامي برهان ومعرض منير الشعراني.‏

ولعبت صالة السيد دورا اساسيا في استقدام معارض لفنانين مغتربين وكانت سباقة في هذا المجال ,حين عرفت الجمهور على لوحات اسعد عرابي وعمر حمدي وطارق مرستاني وبشار العيسى وغيرهم, كما استضافت معارض لفناين لبنانيين ابرزهم هراير الذي ا قامت له عدة معارض اضافة الى استضافتها لمعارض عربية كمعرض ضياء العزاوي من العراق ومعرض احمد شيحا من مصر , وفي عيد المرأة اقامت تظاهرة من كل بلد عربي فنانة هذا الى جانب تقديمها لمجموعة واسعة جدا من المعارض.‏

وعن العقبات التي تعترض خطوات ونشاطات الصالات الخاصة قالت السيدة الهام باكير : الصالات بحاجة الى دعم من الجهات المعنية, لأن افتتاح صالة عرض هو مشروع ثقافي خاسر في النهاية, وتحدثت هي الاخرى عن الصعوبات التي ترافق مراحل اقامة معارض لفنانين سوريين في الخارج والناتجة عن مشكلة اعتبار اللوحات مسافرة للعرض وليس للبيع. فالنشاط هو في الاساس ثقافي وفني ولكن لا بد من ايجاد توازنات منطقية بين النواحي الثقافية ومسألة التشويق للوصول الى حلول منصفة في هذا المجال فمن غير المقبول ان نعمل على اقامة معرض سوري في دولة عربية على نفقة الصالة, لأن العرض في النهاية هو خطوة للتعريف بالابداع السوري ومحاولة لتبادل الخبرات والنتائج.‏

وعن اغلى لوحة عرضت في الصالة قالت بأنها للفنان الراحل لؤي كيالي وتساوي قيمتها حاليا حوالي السبع مائة الف ليرة سورية ,وهي من المجموعة الخاصة بزوجها.‏

غاليري اتاسي .. رفض التجميع و اللملمة‏

مع غاليري اتاسي نحن امام الصالة الاكثراثارة للكلام والجدل في حياتنا التشكيلية , ليس لأنها متفردة في توجهها فحسب بل لأنها تفردت باطلاق كتب فنية فاخرة وانيقة وتضاهي بطباعتها اجود الكتب الفنية الاجنبية التي تصدرها المؤسسات والغاليريات الاوروبية والاميركية.‏

تقع الغاليري في منطقة الروضة بجانب وزارة الثقافة مساحتها 200م2 وتديرها السيدة منى اتاسي, ولقد افتتحت في العام 1993 بمعرض لثلاثة من كبار فنانينا الرواد.‏

وتميزت صالة اتاسي بقدرتها على استقطاب معارض لكبار فنانينا المغتربين وفي مقدمتهم مروان قصاب باشي الذي تجاوزت اسعار لوحاته كل التوقعات وحطمت كل الارقام المألوفة في السوق الفني الذي عرفته معارض دمشق.‏

كما استضافت غاليري اتاسي معارض عالمية,ابرزها معرض مختارات من اعمال بيكاسو وميرو تضمن لوحات غرافيكية اصلية. الى جانب استضافتها لاعمال كبار الفنانين العرب والسوريين من المقيمين والمغتربين من امثال : جبر علوان وحسين ماضي وعمر حمدي واسعد عرابي وفاتح المدرس ونذير نبعة واحمد معلا والياس زيات وزياد دلول ويوسف عبدلكي وصالح الجميعي ورافع الناصري ومنير الشعراني و بهرم حاجو وغيرهم .‏

ولقد ترافقت بعض المعارض بندوات عن الفن التشكيلي وبحفلات توقيع كتب قدم لها وحضرها بعض كبار النقاد والكتاب والشعراء العرب.‏

وغاليري اتاسي تكرس مسار الاطلالة على تيارات الحداثة وما بعدها لمعرفة ما يحدث فنيا في باريس عاصمة عواصم الفن الحديث الى يومنا هذا لدرجة انها تطلعت في معارض سابقة الى مواكبة ما يدور في العالم من بحث في الفنون التركيبية والتجهيزية والمفاهيمية وصولا الى استخدام آلات العرض كالفيديو والمؤثرات الصوتية وماشابه ذلك .‏

ولقد وصلت اسعار لوحات عمر حمدي ( مالفا) الكبيرة التي عرضت في غاليري اتاسي الى حدود المليون ليرة سورية للوحة الواحدة, وهذا السعر يقل كثيرا عن اسعار لوحات مروان الكبيرة التي عرضت في نفس الصالة ولم يتم الاعلان عنها .‏

عن الاسباب الكامنة وراء تقلص نشاط الغاليري قالت السيدة منى اتاسي في حديث سابق اجريته معها: بأنها تتروى كثيرا في اختيار الاسماء وهي بالتالي ترفض مسألة تجميع اللوحات ولملمتها من هنا وهناك .‏

وزارة الثقافة تتخلى عن دورها‏

مرسم فاتح المدرس‏

اهمية هذه الصالة تكمن في انها كانت مرسما للفنان الكبير الراحل فاتح المدرس وبالتالي فالمكان شكل في مراحل سابقة ملتقى لكبار الفنانين والكتاب والشعراء وعلى مدى سنوات طويلة فمحترف فاتح المدرس ينبه الذاكرة على وقائع ثقافية مثيرة حدثت في مرحلة التحولات الفنية التي ظهرت في مرحلة الخمسينات والستينات.‏

وهذا ما ذهبت اليه السيدة شكران الامام زوجة الفنان الراحل والتي تقوم بادارة الصالة او المحترف القريب من ساحة النجمة فهي تقول : انها ترفض فكرة الصالة وتصر على تسميتها بمرسم فاتح المدرس والذي ارادته ان يبقى مفتوحا امام اصدقاء فاتح وكما كان اثناء حياته. فأصدقاء فاتح المدرس التقوا هنا في معارض عديدة ومن هؤلاء نذكر : اسعد عرابي وخزيمة علواني وغسان السباعي والياس زيات وخالد المز وعصام درويش وادوار شهدا وعبد الله مراد وغيرهم .‏

هذا الى جانب اقامة معارض للعديد من الفنانين من امثال: خالد تكريتي وفادي يازجي و محمد الوهيبي وغيرهم دون ان ننسى معرض الفنانة اللبنانية فاطمة الحاج,ومعارض اخرى لفنانات عربيات واجنبيات .‏

وخلال حديثنا معها رفضت السيدة شكران البوح بأعلى سعر وصلت اليه لوحة في صالتها معتبرة ان الاعلان عن هذه الاسعار المرتفعة في صحيفة يستفز القارئ العادي لا سيما وان بعض هؤلاء لا يجدون ثمن طعامهم ولقد اكدت في نهاية حديثي معها انها لا تواجه اية مشاكل او صعوبات في خطوات تعاملها مع الفنانين وعرض اعمالهم وذلك لأن هدفها ينحصر باستمرارية اقامة المعارض تحت اسم فاتح المدرس.‏

يذكر ان الصالة افتتحت خلال العام 2000 وتشغل مساحة 100م2‏

صالة عالبال .. محاولة التفاعل مع الاخرين‏

صالة عالبال هي الاحدث بين الصالات المستمرة في عرض الاعمال الفنية منذ سنوات قليلة والصالة تقع في القيمرية بدمشق القديمة جانب مدرسة الياس قدسي وتديرها الزميلة رواد ابراهيم ويمكن للزائر ان يلمس من خلالها طواعية البناء الدمشقي القديم في استقطاب المعارض الفنية التشكيلية. ونشاطات الصالة تشكل مدخلا للتعرف على بعض الاتجاهات الفنية المعروفة في التشكيل السوري. اضافة الى ان الصالة تعمل على اكتشاف الاسماء الجديدة التي يمكن ان تندمج مع طموحات الحلم التشكيلي المحلي , وتلحق بتجارب الاجيال الفنية المتنوعة .‏

هذا الى جانب اهتمام الصالة باقامة معارض تكريمية تشكل وجها من اوجه التبادل الثقافي والفني بين العاملين في مجال الفن التشكيلي والعاملين في مجال الدراما التلفزيونية.‏

ولا تتوقف الصالة في حدود النشاطات المشار اليها بل تتعداها نحو ايجاد لقاءات بين الفنانين التشكيليين والاعلاميين والادباء والشعراء الشيء الذي يؤدي الى نوع من التفاعل الثقافي بين انواع الابداع كافة.‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية