|
رام الله القانونية امس واختاروا رئيساً جديداً للمجلس من حماس التي اعلنت ايضاً انها اختارت اسماعيل هنية لتشكيل الحكومة الفلسطينية الجديدة بعد ان طلب منها رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس رسمياً تشكيل الحكومة.
من جانبها اعتبرت اسرائيل ان السلطة الفلسطينية اصبحت منذ الآن (كياناً معادياً) لاسرائيل منذرة بفرض عقوبات جديدة على الفلسطينيين فيما استجابت السلطة الفلسطينية لطلب واشنطن اعادة مبلغ 50 مليون دولار كانت قدمتها واشنطن للسلطة وقررت سحبها بعد فوز حماس بالانتخابات. جلسة التشريعي وفي الجلسة التي عقدها المجلس التشريعي الفلسطيني الجديد أمس طلب محمود عباس رئيس السلطة الفلسطينية من حركة المقاومة الوطنية الفلسطينية حماس التي باتت تسيطر على المجلس الجديد تشكيل الحكومة المقبلة. ورفض عباس التهديدات الاسرائيلية بمعاقبة الفلسطينيين على خيارهم. وقال ان التغيير الداخلي الذي حدث جراء الانتخابات التشريعية الثانية والذي أدى إلى حصول حركة حماس على أغلبية أعضاء المجلس التشريعي ينبغي الا يكون مبررا لمزيد من العدوان ضد شعبنا ولا مادة لابتزاز هذا الشعب. وطالب عباس بضرورة تعزير دور منظمة التحرير الفلسطينية كونها الممثل الشرعي الوحيد للشعب الفلسطيني. ودعا الادارة الاميركية واللجنة الرباعية الدولية إلى المبادرة لاحياء مفاوضات السلام محذرا من ان تعطيلها سيؤدي إلى مزيد من التدهور. وقال عباس ان تعطيل المسار التفاوضي واستبداله بسياسة المغامرات احادية الجانب ومواصلة بناء الجدار وتعزيز وتطوير الاستيطان والمضي قدما في اعمال الاغتيال لن يؤدي إلا إلى مزيد من التدهور والابتعاد عن السلام والاستقرار. واضاف عباس انه اذا كان هنالك من يظن ان هذا النوع من السياسات سيرغم شعبنا على رفع الراية البيضاء والاستسلام فهو واهم تماما لا يعرف حقيقة هذا الشعب وايمانه وقوة تصميمه على نيل حقوقه كاملة غير منقوصة. وقال اننا سنواصل التزامنا بالنهج التفاوضي كخيار استراتيجي داعياالى تطوير ادوات مقاومة سلمية للاحتلال داعياً حماس الى التخلي عن سلاحها وطلب منها تشكيل الحكومة المقبلة باعتبارها صاحبة الاغلبية في المجلس الجديد. وكان اعضاء المجلس التشريعي الجدد قد أدوا اليمين القانونية خلال جلسة المجلس. وقد ادى النواب الجدد اليمين القانونية خلال الجلسة وانتخبوا عزيز الدويك القيادي في حركة المقاومة الوطنية الفلسطينية حماس رئيسا للمجلس. وكان الدويك 58 سنة الاستاذ في جامعة نابلس في الضفة الغربية المرشح الوحيد لهذا المنصب فاز بالتزكية حيث تشغل حماس 74 من مقاعد المجلس التشريعي ال .132 حماس ترفض وقد رفضت حركة حماس دعوة رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس أمس الحكومة الفلسطينية الجديدة التي ستشكلها الحركة أن تحترم التزاما بصنع السلام مع اسرائيل وان تنتهج خط الكفاح السلمي فقط. وقال سامي أبو زهري المتحدث باسم حماس في تصريح له ان حماس ترفض المفاوضات مع الاحتلال في ظل الظروف الراهنة مادام الاحتلال والعدوان مستمرين. واضاف ان حماس تؤكد مجددا الالتزام بالمقاومة المسلحة حقا طبيعيا للشعب الفلسطيني. من جهته قال اسماعيل هنية القيادي في حركة حماس في كلمة له ان هناك تباينا في المواقف مع عباس ستتم معالجتها من خلال الحوار والتفاهم والتنسيق. وقال هنية في تصريح على هامش جلسة التنصيب التي حضرها من خلال دائرة تلفزيونية مغلقة في غزة ان خطاب الرئيس الفلسطيني )تضمن نقاطا ومحاور ايجابية) مشيرا الى ان )المحور السياسي هو محور الاختلاف بيننا هو له برنامجه الذي انتخب على اساسه ونحن لنا برنامجنا الذي انتخبنا على اساسه). وتابع هنية الذي رشحته حماس لتشكيل الحكومة المقبلة سنعالج هذا التباين في الموقف والبرامج السياسية من خلال الحوار والتفاهم والتنسيق لما فيه المصالح العليا للشعب الفلسطيني). من جهته, قال القيادي في حماس محمود الزهار ان الموقف الذي عبر عنه عباس لا يمكن وضعه موضع التنفيذ, باعتبار ان اسرائيل تقول ان لا شركاء لديها في الجانب الفلسطيني, وان كان رئيس السلطة الفلسطينية يعتبر الجانب الاسرائيلي شريكا له. لكنه اضاف ان حماس ستطبق برنامجها بالاتفاق مع ابو مازن. واعتبر ان لا مجال لتطبيق الاتفاقات المبرمة مع اسرائيل لان اسرائيل لا تحترمها. من جانبه اعلن رئيس المجلس التشريعي الفلسطيني الجديد عزيز الدويك ان المجلس سيعيد دراسة قانونية القرارات والاجراءات التي اتخذها المجلس السابق في جلسته الاخيرة. وقال الدويك عقب انتخابه رئيسا للمجلس, انه سيكلف الامين العام للمجلس محمود الرمحي دراسة تلك القرارات والتأكد من مدى صحتها وملاءمتها للقانون الاساسي. مشيراً الى ان الجلسة الاولى للمجلس الجديد ستكون يوم غد الاثنين وان جدول الاعمال )سيتضمن القوانين والقرارات التي اتخذها المجلس السابق في جلسته الاخيرة لبحث مدى قانونيتها). وكان المجلس التشريعي السابق اتخذ سلسلة قرارات عقب الانتخابات التشريعية, منها استحداث منصب امين عام للمجلس, والتصديق على تعديلات في المحكمة الدستورية تقضي بمنح رئيس السلطة الفلسطينية حق تعيين رئيس المحكمة. وفور انتهاء تنصيب المجلس الجديد, سلم رئيس المجلس السابق روحي فتوح سيارته من نوع )مرسيدس) الى الدويك. وتجمع عشرات الصحفيين حول الدويك ومرافقيه من حركة حماس وهو يهم بالصعود في سيارته الجديدة, وعلق احد النواب من حماس مازحا )السيارة التي جاء بها فتوح غادر بها الدويك, وهذا يشير الى هدوء نقل الصلاحية). وكان فتوح سلم الدويك ايضا امام النواب مطرقة رئاسة البرلمان ووثائق خاصة تتعلق بعمله كرئيس للمجلس التشريعي. إسرائيل السلطة باتت عدوة وفي الموقف الاسرائيلي قال مسؤول اسرائيلي السبت ان اسرائيل باتت تعتبر ان السلطة الفلسطينية اصبحت (كيانا معاديا) لها بعد تنصيب البرلمان الفلسطيني الجديد الذي تهيمن عليه حركة حماس. وقال المسؤول الكبير في رئاسة مجلس الوزراء فضل عدم كشف اسمه ان )خطاب (الرئيس الفلسطيني) لا يغير شيئا. نحن نعرف انه يعترف باسرائيل ويريد مواصلة مفاوضات السلام المنصوص عليها في (خارطة الطريق), لكن )المشكلة انه عهد بتشكيل الحكومة المقبلة الى حماس ولم نسمع من الاخيرة انها تعترف باسرائيل وتوافق على الاتفاقات الموقعة من الفلسطينيين. واضاف الحكومة الاسرائيلية ستعطي اليوم الأحد ردها على الوضع الجديد بعد الاطلاع على توصيات مسؤولي الجيش الاسرائيلي). وبحثت اسرائيل الجمعة سلسلة اجراءات تهدف الى قطع الصلات تدريجيا مع السلطة الفلسطينية. ودرس رئيس الوزراء الاسرائيلي بالوكالة ايهود اولمرت هذه الاجراءات في لجنة وزارية مصغرة على ان تطرح على الحكومة اليوم للموافقة عليها. الى ذلمك اعلن رئيس حركة فتح فاروق القدومي ان اللجنة المركزية للحركة ستعقد اجتماعا )في تونس او مصر) في 25 شباط الجاري. وقال القدومي للصحافيين في العاصمة التونسية ان )اللجنة المركزية ستجتمع بكامل اعضائها وستناقش مستقبل المشاركة السياسية) لفتح في الحكومة التي ستشكلها حماس. واعتبر القدومي ان الانتخابات التشريعية التي جرت في 25 كانون الثاني تلزم الشعب الفلسطيني فقط داخل الاراضي المحتلة مشيراً )ان هذه الانتخابات محلية وليست لاجل قيادة فلسطينية تمثل الشعب الفلسطيني). من ناحية اخرى, ندد القدومي بالسياسة الاوروبية في الشرق الاوسط, متهما الاتحاد الاوروبي باستخدام )الاموال للضغط سياسيا على الشعب الفلسطيني ويريد بهذه المعونات ان يخضعنا لاسرائيل). وتوجه الى الممثل الاعلى للسياسة الخارجية للاتحاد الاوروبي بالقول )اذا كان خافيير سولانا يريد معاقبة الشعب الفلسطيني, نقول له ليس بهذه المعونات يمكن ان تخضعنا الى اسرائيل). السلطة تعيد الأموال لواشنطن الى ذلك وافقت السلطة الفلسطينية على طلب واشنطن إعادة .5 مليون دولار من المعونة المالية الأميركية المخصصة لمشاريع البنية التحتية بأراضي الضفة الغربية وقطاع غزة. وقال المتحدث باسم الخارجية الأميركية شون مكورماك إن الحكومة الفلسطينية برئاسة الرئيس محمود عباس وافقت على رد ذلك المبلغ الذي منح للفلسطينيين العام الماضي لتنفيذ مشروعات للبنية الأساسية بعد انسحاب إسرائيل من قطاع غزة ومناطق من الضفة الغربية. ويأتي طلب واشنطن في إطار مراجعة لبرنامج معوناتها إلى السلطة الفلسطينية والتي بدأت بعد إعلان فوز حركة المقاومة الإسلامية (حماس) بالانتخابات التشريعية. وتقول الولايات المتحدة إنها لا ترغب في تقديم مساعدات مالية إلى حكومة تقودها حماس التي ترفض الاعتراف بإسرائيل. ولتحصل حكومة تقودها حماس على مساعدات مباشرة سيتعين عليها أن تتخلى عن المقاومة المسلحة, وتعترف بإسرائيل وتنزع أسلحة ناشطيها وتوافق على الاتفاقيات السابقة بين السلطة الفلسطينية وإسرائيل. وخلال العقد الماضي قدمت الولايات المتحدة معونات تبلغ نحو 1.5 مليار دولار إلى الفلسطينيين. وجرى تحويل معظم هذه الأموال من خلال منظمات غير حكومية. جولة رايس العربية وفي السياق من المقرر أن تزور وزيرة الخارجية الأميركية كلا من السعودية ومصر والإمارات الأسبوع المقبل لمناقشة مجموعة من الموضوعات منها كيفية التعامل مع حماس, ولإقناع تلك الدول بعدم سد أي فراغ في التمويل. واستبقت كوندوليزا رايس جولتها المرتقبة بتحذير إيران وعدد من الدول صاحبة النفوذ في الشرق الأوسط من عاقبة تحويل أموال إلى حكومة فلسطينية بقيادة حماس, لتعويض خسارة المساعدات الغربية. كما شككت المسؤولة الأميركية خلال لقاء صحفي لمجموعة من الصحفيين العرب في قدرة حماس على الاستغناء على المساعدة المالية الدولية أو الحصول على بدائل, ما لم تغير سياستها. وقالت إن السلطة الفلسطينية تحتاج إلى ما لا يقل عن 1.9 مليار دولار سنويا من مصادر تمويل خارجية )وسننتظر لنرى ما إذا كانت إيران ستوفر مساعدات بهذا الحجم). في السياق ذاته اعلن الامين العام المساعد لجامعة الدول العربية احمد بن حلي ان لجنة المتابعة المنبثقة عن قمة الجزائر ستبحث اليوم في منح الفلسطينيين مساعدة شهرية بقيمة 50 مليون دولار. وقال بن حلي للصحافيين في مطار القاهرة قبل توجهه الى الجزائر ان اللجنة ستبحث في قرارات القمة العربية الاخيرة بمنح المساعدة المقررة للفلسطينيين. وتضم لجنة المتابعة اضافة إلى الامين العام للمنظمة عمرو موسى وزراء خارجية الجزائر وتونس والسودان والامارات العربية المتحدة والاردن واليمن. |
|