|
مجتمع
الذي عليه استيعاب كل ذلك واحتضان ما يعتمل بداخلهم من أفكار وأسرار, في لقائنا مع الاختصاصي بعلم النفس الدكتور عزام مواس يحدثنا عن أهمية الإصغاء الطويل والتعليق القليل على ما يحمله الطفل في بداية نموه وكيف يتم دفعه للتعبير عن نفسه بتلقائية وعفوية..بناء جسور من الثقة * كيف ينمي الأهل ثقة أولادهم بنفسهم? ** الثقة بالنفس نتيجة طبيعية للثقة بالأهل, لا يوجد أبوان إلا ويحبان التقرب من أولادهم وهذا ليس بالأمر السهل, بل يحتاج لمتابعة دقيقة وانفتاح متأن على الأولاد مع خلق إمكانية إفشاء أسرارهم دون خوف أو رهبة لأنه بقدر ما يعرف الأهل ما في أعماق أولادهم بقدر ما يستطيعون اتخاذ الإجراءات والتصرفات السليمة, إن الأمر ببساطة يحتاج لبناء جسور من الثقة. * ما أبرز النصائح التي تقدمها للأهل حتى يبنوا جسوراً أمن الثقة مع أولادهم? ** أهم أمر هو الإصغاء بتأن والتعليق بعد ذلك بكلمات بسيطة وقليلة فلو كان هناك طفل فوضوي وتجرأ في أحد الأيام ناقلاً ما دار بينه وبين زميله من خلاف هنا يجب إفساح المجال للطفل حتى يشرح كامل الموضوع قبل أن يتم الإمطار بوابل من التقريعات المتتالية, هنا يجب على الأهل أن يفهموا لماذا ذكر هذه الحادثة وما الذي يتوقعه نتيجة ذلك السرد, وأول رد فعل على الموضوع هو إبداء الأسف لما حدث ومشاطرة الطفل ألمه لذلك, إن ذلك يشجعه على الكلام أكثر ويجعله يفكر بالحل الأمثل في المرة المقبلة دون أن يضطر أهله لتقديم حلول جاهزة قد لا تكون بمحلها. إن الإصغاء نعمة, ودرس مهم على الأهل تعلمه لمنح فرصة التفكير بما حدث من جهة وإشعار الطفل بالأمان والبوح بكل ما لديه من جهة ثانية. * هل من أساليب تساعد على ذلك? ** الكلام قد ينساب بعفوية من الطفل إذا تمت مرافقته إلى الحديقة العامة أو في نزهة قصيرة أو حتى جعله يشارك أحد الأبوين بعمل شيء وليكن غسل الصحون كل ذلك يجعل الحديث أسهل وأبسط. بعد ذلك لا يجوز توجيه السؤال بصيغة الأمر وإنما بتلقائية وسلاسة, وإن استعمال تساؤلات مثل (كيف - أين...) يجعل الحوار ينتهي بسرعة والاستعاضة عنها ب ( حسناً أخبرني المزيد?..). من جانب آخر هناك ما يسمى في التربية لغة الجسد أو ملامح الوجه, إنها قد لا تشجع الطفل على الإباحة بما لديه إن لم تكن قدر الإمكان طبيعية, فالطفل حساس ويشعر عندما يسبب كلامة خيبة أمل فيتوقف عن المتابعة وأبسط إجراء يمكن للأهل اتخاذه هو أخذ نفس عميق (شهيق قسري) يساعد في عدم إظهار مشاعر الانزعاج قبل أن يكمل الطفل كلامه. * أحياناً تنهمك الأم بأعباء كثيرة بينما ابنتها تريد الكلام معها هل يؤثر ذلك على التواصل? ** إن الطفل أهم من غسل الأطباق أو إكمال غسل الثياب أو إنهاء طعام الغداء, فإظهار اهتمام الأم وتوقفها عما تعمله لبضعة دقائق يشجع على الكلام ويخلق التواصل الحقيقي بين الأهل والأبناء. على الأهل أن يتذكروا أنه ليس سهلاً على أي كان أن يتكلم ويفضي بمكنوناته إلى شخص يبدو مشغولاً بأعمال كثيرة أو حتى شارد الذهن واللافت للنظر أن الكبار يفكرون بصورة دائمة في الغد وما يتوجب عليهم إتمامه من أعمال متراكمة في حين أن الصغار يعتبرون أن اللحظة التي يمرون فيها هي كل حياتهم. |
|