تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


تفويض أوباما الجديد ..

حدث وتعليق
الأحد 15-2-2015
فؤاد الوادي

لا يخرج التفويض الجديد الذي منحه الكونغرس الأميركي للرئيس باراك أوباما لـ (محاربة الإرهاب) عن سياق المحاولات الأميركية المحمومة للعودة بالأمور إلى المربع الأول،

من خلال إذكاء النار المشتعلة و إعادة إحياء الأحلام والطموحات الأميركية في سورية التي باتت جزءاً من الماضي البعيد.‏

في التوقيت يمكن قراءة التفويض من زاوية أنه يحاكي الواقع الجديد الذي بدأ يرتسم على الأرض نتيجة التبدلات والمتغيرات الإقليمية والدولية التي خلقت بدورها معادلات جديدة بقواعد لعبة مختلفة من شأنها أن تسرع في انهيار المخططات والمشاريع الصهيو- أميركية ، الأمر الذي يجعل من الحاجة الأميركية لمواجهة هذا الواقع ضرورة حتمية ومصيرية عبر إعادة ملئ الجعبة التي بدت فارغة خلال المرحلة الماضية إلا من خيارات بالية و أوراق محروقة ( الورقة الأردنية حالياً )، وبالتالي فتح الباب على مصراعيه أمام مزيد من الاحتمالات والخيارات الكارثية، و لعل تصريحات الرئيس أوباما الأخيرة لموقع (فوكس )عن استعداد بلاده لـ«لي ذراع» الدول التي لا تنفذ ما تطلبه الولايات المتحدة منها يندرج هذا في السياق ( سياق المواجهة وسياق رفع المعنويات المنهارة للإدارة الأميركية وحلفاؤها وأدواتها) ، دون أن نُغفل ذلك التصريح الهام لمنسق «التحالف الدولي» للقضاء على داعش الجنرال الأميركي جون آلن الذي قال الاثنين الماضي :إن هجوماً برياً وشيكاً واسعاً سيبدأ قريباً في العراق ضد التنظيم الإرهابي بإسناد من قوات التحالف.‏

قد يؤدي تفويض أوباما الجديد إلى إشعال المزيد من ألسنة اللهب في المنطقة، لكنه لن يحقق للأخير أية معجزات، في ظل تلك المتغيرات، وفي ظل غياب الإرادة والنوايا الحقيقية والصادقة لمحاربة الإرهاب، بل على العكس تماما قد يزيد من الورطة الأميركية في المنطقة بسبب انكشاف الغايات والأهداف الأميركية الحقيقية .‏

كنتيجة لما قلناه فإن الإدارة الأميركية لا تزال تكابر إزاء المتغيرات والوقائع الجديدة ولا تزال ترفض الاعتراف بها أو التعامل معها كأمر واقع، رغم أن الاتحاد الأوروبي حليفها الأبرز حاول أن يلفت انتباهها في الشأن عندما أعلن بالأمس أنه حان الوقت للتعامل مع تلك المتغيرات بشكل موضوعي و واقعي ، وأن هناك حاجة ملحة لإعادة التفكير في تغيير إستراتيجية النهج المعتمدة لمعالجة أزمات المنطقة في ظل فشل الاستراتيجيات الحالية والسابقة.‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية