|
مجتمع كما أصبح للجرحى أنفسهم مأوى لمعاناتهم وشجونهم وشكواهم التي كانت إلى حد ما لا يصل صداها إلى من بيدهم الأمر.وهم من أطبقوا الأيدي بشرف على الزناد وصانوا البلاد .وكانت إصاباتهم على اختلاف مستوياتها فأقعدت البعض منهم على الفراش جسداً لاحراك فيه إلا روحاً وطنية نابضة بالحياة .ناهيك عن الشلل الرباعي أوالنصفي والعجز بنسب مختلفة إضافة إلى البتر الذي أتى على أطراف دون أخرى أو فقدان إحدى العينين أو كليهما .. أما وقد باتت «دائرة الجرحى ومعوقي الحرب»حقيقة على أرض الواقع في طرطوس وكون الأستاذ صفوان سليمان أبو سعدى محافظ طرطوس كان وراء إحداثها وهوالذي آثر أن لا تطأ قدماه المحافظة قبل أن يتبارك بزيارة مقبرة الشهداء كما فتح الباب على مصراعيه لاستقبال المواطنين بشكاواهم المذيلة بمعاناة حقيقية وأفرد وقتا محدداً لذوي الشهداء وأتم تواصله مع الجرحى بإحداث تلك الدائرة ,نتمنى حقيقة أن تكون الدائرة تلك بيت الجريح السوري مهما كان الطريق وعراً في الوصول إليهم أو المسافة بعيدة وشاقة . وإن كنا نأتي على ذكر ما سلف فهذا من باب أن تكون الدائرة خطوة جدية في إنصاف الجرحى وتخفيف آلامهم .فقد كانت لنا الفرصة الاطلاع على بعض حالات الجرحى بشكل مباشر أو غير مباشر وعبر جهات تطوعية اختارت أن تكون سنداً للدولة ورديفاً لها في متابعة جراح أبطال الجيش العربي السوري ,وقد رصدنا حالات عدة في حاجة لحلول إسعافية .فيما اضطر البعض منهم للعلاج على نفقتهم الخاصة فاستدانوا أو باعوا جزءاً من ممتلكاتهم من أجل الاستشفاء .علما أن أغلب جرحانا هم من الطبقة الفقيرة وهم بأمس الحاجة إلى تأمين ثمن ربطة الخبزوتلك ليست بالمعلومة الجديدة ....! ومع العلم أن قلة قليلة سمعت أو علمت أو سمعت أو اطلعت على إحداث هذه الدائرة ,فقد بات الأمل كبيراً أن تكون بيتهم الآمن خاصة وأن من مهامها متابعة تأمين العلاج والاستشفاء اللازم للجريح مع الجهات المعنية ومتابعة العمل على تأمين كل « ظروف الحياة الكريمة» للمعوقين الجرحى وتوفير الراحة و»الاستقرار « لهم وكافة الإجراءات اللازمة لتوفير» مصدر رزق دائم للجرحى المعوقين .إضافة إلى متابعة «تأهيل» الجرحى و»تنمية »الكفاءات والمهارات والمواهب لديهم وتطويرها مع الجهات المعنية .إلى جانب متابعة تأمين ظروف «اندماجهم في المجتمع بما يساهم في تجاوز «الحالة النفسية» التي تسببت بها الإعاقة بالتنسيق مع الجهات المعنية .مع العمل على تشكيل قاعدة بيانات متكاملة عن أوضاع الجرحى ومعوقي الحرب «ورقياً والكترونياً «. إذن وبقراءة سريعة لمهام الدائرة المحدثة لا أحد يختلف على أنها ستكون الملاذ الفعلي للجريح السوري خاصة وأنها سترعاه صحياً ونفسياً ومادياً عن طريق تأمين مصدر رزق ثابت وبالأخص عبر تأمين «كولبة » تساعده في حفظ ماء وجهه من السؤال وإن كان مازال الحصول عليها حلما بعيد المنال . |
|