تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


إن غداً لناظره قريب ؟

البقعة الساخنة
الأحد 15-2-2015
ديب علي حسن

ليست المرة الاولى ولن تكون الاخيرة التي يتخذ فيها مجلس الامن قرارات هامة بشأن محاربة الارهاب والتصدي له, قرارات تصدر بعضها نال الرضا باجماع الاعضاء ,

وبعضها الاخر لم ينل شرف الحظوة بهذه الثقة المطلقة , ولكنها جميعها ربما نالت وتقاسمت شرفا واحدا ومصيرا يكاد يكون متطابقا , انها لم ولن تطبق الا فيما ندر او اذا تم تاويل القرارات ضد الشعوب المناضلة , وضد القوى التي تسعى من اجل حريتها وكرامتها , وعلى هذا الاساس فان القوى المقاومة على الساحة العربية , نالت نصيبها من هذه القرارات , وما تبقى فهو في احسن الاحوال حبر على ورق يوضع في الادراج الى حين الحاجة .‏

مجلس الامن الذي تبنى بالاجماع منذ يومين القرار رقم 2199 الذي يسعى الى قطع التمويل عن داعش هو خطوة ثانية او ثالثة او رابعة تضاف الى قائمة القرارات المتخذة في هذا الشان , ولكن السؤال الذي يطرح نفسه وبالحاح : ماذا حل بالقرارات السابقة ؟ ولماذا بقيت الجهات التي تخرقها خارج اطار المساءلة والعقوبات الدولية ؟ هل تركيا او الاردن او قطر اواي مهلكة من مهالك الرمال اكبر من القرارات الاممية ؟ ولماذا اغمض العالم عينيه عما تفعله اسرائيل وتقوم به تجاه المجموعات الارهابية التي احتضنتها ومولتها وكانت لها السند بكل لحظة , وهي تعترف بذلك , لا بل ان الامم المتحدة اعترفت عبر اكثر من جهة ان اسرائيل تتعاون مع المجموعات الارهابية وتقدم لها السلاح والعلاج , وغير ذلك من العون متى اقتضى الامر , وهي الان تتباكى عليها حين حلت عليها ضربات الجيش العربي السوري‏

المشهد الاممي الذي يدعي انه يحارب الارهاب وعلى راسه داعش يبدو ظاهريا , وكانه يمهد فعلا لمرحلة جديدة من شد الخناق على الافعى التي احتضنها قسم كبير منه , بعد ان كبرت وكادت تفرخ في دياره , والايام القادمة ستكشف عن صدق النوايا , وقدرة المجتمع الدولي ممثلا بمجلس الامن على اتخاذ قرارات ملزمة لكل من مول ويساهم في نمو هذا السرطان ان يتوقف سرا وعلنا عن تزويد هذه المجموعات بوسائل البقاء , سواء المال او السلاح , فالمشهد لم يعد يحتمل الكثير من النفاق والرياء فقد بلغ السيل الزبى ,ولابد من مراجعة تقييمه لصدى هذه القرارات ومدى الالتزام بها , فهل يفهل مجلس الامن ويسمى الاشياء بمسمياتها ؟‏

d.hasan09@gmail.com

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية