تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


حسون يؤكد في ملتقى البعث للحوار تكريس ثقافة الشهادة في جميع نواحي المجتمع...الزعبي: لا يوجد تضحية ووفاء أكثر مما قدمه الشهداء من أجل عزة الوطن وكرامته

دمشق
سانا - الثورة
الصفحة الأولى
الأحد 15-2-2015
اكد المشاركون في ملتقى البعث للحوار أن الشهادة مدرسة تربوية وأخلاقية وجسر للعبور نحو الانتصار وأن ما يقدم لذوي الشهداء لا يمكن أن يعادل أبدا ما قدمه أبناؤهم من تضحية وبذل وعطاء مشددين على أهمية ترسيخ معاني وقيم الشهادة والوفاء بين أبناء الشعب السوري.

ورأى وزير الاعلام عمران الزعبي في كلمة له أمام الملتقى الذي يقيمه فرع دمشق لحزب البعث العربي الاشتراكي تحت عنوان الشهادة والشهداء في عيون السوريين في قاعة السابع من نيسان بمقر الفرع ان الشهداء هم سبب وجود سورية واستمرارية الحياة فيها وانه لا يوجد تضحية ووفاء اكثر مما قدموه من اجل عزة الوطن وكرامته.‏

وقال الزعبي ان سورية كانت سباقة على غيرها من الدول في الانتباه إلى دور الشهادة في المجتمع وتقديم العون والمساعدة لعائلات الشهداء مؤكدا في الوقت ذاته أنه مهما بلغ ما يقدم لعائلاتهم من عطاء الا أنه لا يمكن أن يعادل حجم التضحية التي قدمها أبناؤهم.‏

وأشار وزير الاعلام إلى أن العدوان على سورية كان مدبرا ومبيتا ومستترا منذ بدايات الازمة وسرعان ما أصبح علنيا ومفضوحا موضحا أن الشهداء الذين ارتقوا منذ بداية الازمة حتى أمس لم يكونوا ليتمركزوا في الخطوط الأولى للدفاع عن وطنهم لولا قيم التربية والعقيدة والايمان والاخلاق وحب الوطن التي تشكل بنيتهم الفكرية.‏

ولفت الزعبي إلى ما توليه الدولة بجميع مؤسساتها من عناية واهتمام كبيرين لموضوع الشهداء داعيا الجميع إلى تقديم الرعاية لذوي الشهداء بشكل مدروس ومخطط والارتقاء إلى مستوى التضحيات التي بذلها الشهداء في سبيل الوطن والوقوف إلى جانب الجرحى وتقديم كل عون ممكن لهم.‏

كما أكد وزير الاعلام أن سورية لن تهادن مع أي شخص يستهدف الجيش العربي السوري وأن من يستهدفون الجيش انما هم متآمرون وصهاينة تحت أي مسمى كانوا وليس أمامهم الا خيار واحد وهو رمي السلاح والاستسلام.‏

من جانبه أكد سماحة المفتي العام للجمهورية الدكتور أحمد بدر الدين حسون في كلمته أن المتآمرين على سورية خططوا لتمزيقها وتقسيمها إلى كانتونات واثنيات منذ أن رفع حزب البعث العربي الاشتراكي في سورية شعاره العظيم أمة عربية واحدة مبينا أن ذلك سبب رئيسي وراء الثمن الكبير الذي دفعته سورية باستشهاد أبنائها في الحرب التي فرضت عليها.‏

وأوضح حسون أن ثقافة الشهادة هي ثقافة عقائدية منذ بداية الخليقة وحتي أمس ويجب التركيز عليها أكثر من ذي قبل ولاسيما أن المتامرين حاولوا التشكيك بها عقائديا وروحيا وسياسيا مؤكدا أن الثقافة الدينية تنظر إلى قضية الشهادة نظرة سامية لا يفوقها نظرة وأن الشهادة تمثل حياة فورية للشهداء منذ لحظة استشهادهم فمن يطلبون الموت توهب لهم الحياة.‏

وأشار حسون إلى الحاجة الماسة لتكريس ثقافة الشهادة في جميع نواحي المجتمع من مدارس وجامعات وغيرها وأن واجب المجتمع تجاه ذوي الشهداء يجب أن يسبق واجب الدولة تجاههم موضحا أن ما شاهده ولمسه من قيم الايثار والتضحية والعطاء في سورية هو ما جعلها تصمد وتبقى في مواجهة أعدائها.‏

واقترح حسون تأسيس صندوق خيري في المدارس تخصص عوائده لرعاية ذوي الشهداء ويهدف إلى ترسيخ فكر الشهادة والعطاء الذي قدمه الشهداء في أذهان الاطفال.‏

وفيما يتعلق بالدول الداعمة للإرهاب في سورية رأى حسون أن قرار هذه الدول الصغيرة التي تدعي أنها عربية ليس بيدها وانما هو موجود في السفارات الاجنبية خلافا لسورية التي تمتلك بنفسها قرارها السيادي والحر والمستقل مبينا أن من يحكمون الناس باسم الدين مخطئون في ذلك اذ لطالما كانت العلمانية خادما للدين.‏

من جانبها تحدثت الدكتورة لبانة مشوح وزيرة الثقافة سابقا عن أن اللغة العربية رفعت من معنى الشهادة والشهداء إلى أعلى مكانة حيث لا تعلوها ولا تفوقها أي معان أو قيم موضحة أن الشهادة فعل لا يضاهيه بالسمو فعل وعمل أخلاقي ومعنوي لا تضاهيه قيمة والشهيد انما يقدم للمجتمع دروسا عملية في التضحية والحب هو المادة والمثل فيها.‏

وأكدت مشوح أن الشهادة مدرسة تربوية وأخلاقية وجسر لعبور سورية نحو الانتصار داعية إلى تمثل القيم النبيلة والمحبة الخالصة التي تجسدها الشهادة في المجتمع والاقتداء بالشهداء من خلال احترام الواجب والاخلاص في العمل كل فرد في اختصاصه سواء كان طبيبا أم فنانا أم رجل دين.‏

وبينت مشوح أن من حق الشهداء على السوريين احترام نهجهم وسلوكهم الذي أفضي بهم إلى الشهادة والوقوف وقفة ضمير من خلال بناء الدولة وترسيخ القيم الخلاقة في المجتمع وارساء دولة القانون والمؤسسات موضحة انه كان للانسان النصيب الاكبر من الأذى الذي تسببت به الحرب الهمجية التي شنت على سورية والمرأة أكبر المتضررين حيث كابدت الالام والمصاعب وما زالت صامدة مرابطة إلى حين انجلاء الازمة.‏

بدوره تناول نقيب الفنانين السوريين زهير رمضان بعض التجارب والقصص التي تبين دور الشهادة في المجتمع مؤكدا أن الحرب الكونية الظالمة التي تشن على سورية تستهدف وحدة أبنائها وتلاحمهم وقرارها الحر المستقل وتستهدف أيضا الحجر والبشر والتاريخ وحضارة سورية الضاربة في القدم وتدل على فكر تلمودي صهيوني حاقد يستهدف دورها المقاوم والممانع في المنطقة.‏

وطالب رمضان برصد الامكانات اللازمة لانتاج أعمال فنية تسهم في تكريس قيم الشهادة في المجتمع والارتقاء بطريقة التعامل مع ذوي الشهداء وتيسير أمورهم ومعاملاتهم عبر اقامة نافذة واحدة تعني بذلك.‏

وكرم المشاركون في ختام الملتقى عددا من أهالي وذوي الشهداء.‏

حضر الملتقى اعضاء قيادة فرع دمشق لحزب البعث العربي الاشتراكي ورؤساء المنظمات والاتحادات الشعبية والمهنية وحشد كبير من الحزبيين والمواطنين.‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية