تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


أكد أن الإرهاب وإسرائيل اسم واحد...المقداد: انهيار عملي وأخلاقي عميق في مخططات القوى التي استهدفت سورية

بيروت
سانا- الثورة
الصفحة الأولى
الأحد 15-2-2015
إن الأسباب الحقيقية للهجمة السعودية القطرية على سورية تعود للتبعية المطلقة من جانب النظامين السعودي والقطري للسياسات الغربية والصهيونية، واستعدادها لتقديم خدمات مجانية للغرب وإسرائيل لإثبات الولاء وضمان حماية الغرب لهذين النظامين..

هذا ما قاله الدكتور فيصل المقداد نائب وزير الخارجية والمغتربين مسلطاً الضوء على الانهيار العملي والأخلاقي العميق في مخططات القوى الاستعمارية التي استهدفت سورية من خلال تحالف إسرائيل مع فرنسا وأميركا ونظام آل سعود وتآمرهم مع النظام التركي وإفلاس هذا المخطط مقابل صمود سورية والمناعة الأسطورية لشعبها وقيادتها وبطولات الجيش العربي السوري، مشيراً إلى مواقف الشعوب الأوروبية وصحوة الكثير من مسؤوليها وتغيير سياساتهم بهدف استيعاب وامتصاص ردّ الفعل الدولي على الدور التركي والأوروبي والأميركي الهدّام في تأجيج الأزمة في سورية.‏

وقال المقداد في مقال له لصحيفة البناء اللبنانية الصادرة أمس إن سورية كشفت منذ الأيام الأولى لاندلاع الحرب الإرهابية عليها بدعم إسرائيلي وأميركي وسعودي وأوروبي أهداف هذه القوى ورسمت استراتيجيتها لمواجهة هذه الحرب، مبيناً أن سياسات قادة هذه الدول الاستعمارية قصيرة النظر والحاقدة في كثير من الأحيان أصبحت أكثر تصهيناً من بعض صهاينة إسرائيل.‏

وأضاف المقداد لا نذيع سرّاً إذا قلنا إن التحالف التركي والفرنسي والسعودي مع الإرهابيين لم يفاجئنا كثيراً فالنظام التركي لم يخف ايديولوجيته الدينية وولاءه للتنظيم الدولي للإخوان المسلمين طيلة السنوات التي حاول أردوغان وداود أوغلو أن يعطيا الانطباع فيها بأنهما يراعيان مصالح الشعب السوري ورغبتهما بتعزيز العلاقات السورية التركية.‏

وتابع المقداد أما فرنسا وقياداتها التي أضاعت بوصلة العقل والتفكير فإن سياسات قادتها الاستعمارية وقصيرة النظر والحاقدة في كثير من الأحيان أو بالأحرى التي أصبحت أكثر تصهيناً من بعض صهاينة إسرائيل فإن ما أطلق عليه البعض سياسة احتواء سورية أيام حكم جاك شيراك 1995-2007، أو خلفه نيكولاي ساركوزي 2007-2011، فقد وصلت جميعها إلى حائط مسدود وبالنتيجة إلى الفشل الذريع.‏

وأوضح المقداد الهجمة الغربية السعودية القطرية تترنح الآن على يد أبطال الجيش العربي السوري والتفاف الشعب السوري خلف استراتيجيات قيادته لحاضر ومستقبل الشعب السوري وأن ما عزّز نجاح النهج السوري في إفشال الهجمة هو تفهم السوريين وقطاعات واسعة من الرأي العام العربي والعالمي وصناع الرأي العام لصحة منطلقات السياسة السورية وتأكيدها على أن الإرهاب الذي عانت منه سورية منذ الساعات الأولى لاندلاع الأعمال الإرهابية فيها في شهر آذار عام 2011 وحتى الآن سيمتد إلى دول المنطقة وما وراءها.‏

ولفت المقداد إلى وجود انقلاب نسبي في الموقف الدولي حول الأزمة في سورية مؤخراً والذي يقود إلى هذا الاستنتاج هو الانهيار العملي والأخلاقي العميق في مخططات القوى التي استهدفت سورية وظهور إفلاس جلي من قبل أصحاب المخطط مقابل صمود سورية ومناعتها الأسطورية.‏

وقال المقداد: إن ما ينقله الكثير إلينا من المسؤولين الأوروبيين حول ما يدور في اجتماعاتهم سواء أكان على مستوى القمة أم مستوى وزراء الخارجية جعل الصورة تظهر بوضوح من خلال ما نسمعه عن عزل المواقف المتشددة لبلدان داخل الاتحاد الأوروبي مثل الموقفين الفرنسي والبريطاني مقابل أصوات تعكس عقلانية الرؤية والتحليل لدى عدد كبير من ممثلي الدول الأخرى موضحاً أن الكلام الكثير الذي تحفل به الوثائق الصادرة عن هذه الاجتماعات يعكس عملياً قناعة هؤلاء بأن مواقفهم السابقة حول سورية كانت حبلى بالأخطاء والتناقض وقصر النظر.‏

وأشار المقداد إلى الضغوط التي مارسها السياسيون الأوروبيون على الأجهزة الأمنية الأوروبية وإلزامها بتنفيذ مؤامرات واعتماد إجراءات تتناقض مع مصالح الشعوب الأوروبية لتلبية سياسات نابعة من أبعاد شخصية تخدم أجندات انتخابية أو شعبوية على المدى القصير إلا أنها تضرّ بمصالح هذه البلدان على المدى المتوسط وعلى المدى البعيد.‏

وأوضح المقداد أن الفضيحة الكبرى المعلنة هي تهريب تركيا للإرهابية الفرنسية حياة بو مدين عبر الحدود التركية إلى سورية قبيل ارتكاب جريمة باريس مبيناً أنه لم يعد ممكناً بالنسبة للدول الأوروبية إنكار الدور الإرهابي الذي مارسه نظام رجب طيب أردوغان في تمرير عشرات الآلاف من الإرهابيين إلى سورية وهو ما ذكرته المستشارة الالمانية أنغيلا ميركل من أن تركيا تمثل محطة ترانزيت لتدفق مقاتلي داعش إلى العراق وسورية وإعلان رئيس الوزراء الفرنسي مانويل فالس من أن هناك ما يقارب 1900 شخص تم تحديد هويتهم سواء كانوا فرنسيين أم مقيمين في فرنسا على علاقة بالشبكات الإرهابية.‏

وبين المقداد أن ما يثبت تواطؤ فرنسا سياسيين وأمنيين مع الإرهاب هو أنهم أغمضوا أعينهم عن الإرهاب والإرهابيين طيلة أربع سنوات، لافتاً إلى اعترافات الناطق باسم الخارجية التركية المدعو تانجو بيلفيج حول عدد المقاتلين الأجانب المحتمل عبورهم إلى سورية وتسجيل زيادة تقدر بنحو ألفي شخص منذ الأسبوع الفائت وحتى الآن ووجود قرابة 15 ألف مقاتل أجنبي في سورية مشيراً إلى اعترافات بعض من تمّ اعتقاله في تركيا بأنه كان ينقل السلاح إلى الإرهابيين بالتعاون مع الاستخبارات التركية قبل بدء الأزمة فيها وقال إن تتالي الاعترافات التركية وغيرها لا يعني أن يد العدالة لن تطولهم.‏

وختم المقداد مقاله بالقول: إن الإرهاب واسرائيل اسم واحد لما تشهده منطقتنا من دمار ومعاناة وما تحالف إسرائيل المكشوف مع جبهة النصرة وما يسمى الجيش الحرّ والتشكيلات المتأسلمة الأخرى إلا أعمال إرهابية أصبحت عارية لن تغطيها أشجار التوت وأوراقها في كل العالم.‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية