تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


ملحمة بطولية في الكفاح والصمود والدفاع عن الهوية

دمشق
سانا - الثورة
الصفحة الأولى
الأحد 15-2-2015
بإرادة لا تلين وعزم أكيد على التشبث بالحق والأرض حتى التحرير هب أهلنا بالجولان السوري المحتل في الرابع عشر من شباط عام 1982 موجهين للعدو الإسرائيلي الغاصب أبلغ الرسائل التي لا تقبل التأويل مفادها

«لا نخافك ولن نهابك مهما بلغ جبروتك وظلمك طالما اننا على حق وسنبقى نقاوم ونرفض الذل والهوان وإجراءاتك الجائرة حتى استعادة حقوقنا وارضنا المغتصبة بقوة الحق وارادة الصمود».‏

ولم يمض شهران على قرار الكنيست الإسرائيلي الجائر الصادر في الرابع عشر من كانون الاول عام 1981 والقاضي بضم أرض الجولان المحتل وتطبيق ما سمى «القوانين الإسرائيلية» حتى ثار أبناؤنا الجولانيون على ظلم الغاصب بإعلانهم الاضراب العام الشامل والمفتوح مؤكدين عروبة الجولان أرضا وشعبا وأنهم جزء لا يتجزأ من الوطن الأم سورية رافضين استلام ما سمي /الهوية الإسرائيلية/ ومشددين على اصرارهم على موقفهم المتمسك بهويتهم وبالعودة الى حضن الوطن الام سورية مهما طال الزمن.‏

وكانت سلطات الاحتلال مهدت لقرارها الجائر بضم الجولان وفرض ما سمي /هويتها/ غير الشرعية على ابنائه بتعمدها تغيير المناهج العربية السورية في مدارس الجولان واستبدالها بمناهج صهيونية ووضع شروط تعجيزية أمام دخول الطلاب السوريين إلى الجامعات العربية في فلسطين المحتلة.‏

فانتفاضة أهلنا في الجولان السوري المحتل باضرابهم الشامل والمفتوح شكلت تجسيدا عمليا لمقاومة الاحتلال وسياساته الجائرة بالضم والتهويد ومثلت ملحمة بطولية في الكفاح والصمود والتمسك بالموقف الوطني عندما حول أبناؤه بمختلف اعمارهم وفئاتهم الحجر والادوات الصغيرة إلى أقوى أسلحة دفاع عن الحق والأرض والممتلكات.‏

وأمام إرادة الأهل بالجولان عجزت محاولات سلطات الاحتلال الإسرائيلي رغم ممارساتها الجائرة عن فرض هويتها وإملاءاتها ما ابقى ذكرى تلك الانتفاضة صفحة مضيئة في صفحات المقاومات الحية للاحتلال ورفض الذل والهوان يسجلها ويحييها الشرفاء المقاومون ليعطوا للاجيال المثل والقدوة على إرادة المقاومة ولإكمال الطريق حتى التحرير والعودة.‏

وتضاف هذه الانتفاضة والاضراب البطولي لأبناء الجولان إلى سجل أبناء سورية النضالي ضد المحتلين والمستعمرين حيث تعددت مشاهد وبطولات الأهل في الجولان في معركتهم للدفاع عن هويتهم الوطنية الهوية العربية السورية حيث رمى المواطنون السوريون الجولانيون هوية الاحتلال تحت أقدامهم ورفضوها مباشرة بعدما وزعتها سلطات الاحتلال بالقوة ومزقوها ما أدى إلى انتصار الإرادة الوطنية كما أجبر أهلنا الصامدون بالجولان في الخامس والعشرين من شباط عام 1985 شمعون بيريز عندما كان رئيسا لوزراء العدو على الخروج من قرية مجدل شمس البطلة مطرودا خانعا على وقع المظاهرات العارمة التي عمت أحياء القرية والقرى الجولانية الاخرى كما سقط العديد من الشهداء وهم يذودون عن أرضهم وعرضهم وسطر دم الشهيدة غالية فرحات بأحرف من نور محطة نضالية على طريق التحرير.‏

ويشكل احتفال أهلنا الصامدين بالجولان المحتل في 14 شباط من كل عام بذكرى الاضراب الوطني الكبير دليلا قاطعا على مدى تجذر أبناء هذه الأرض السورية الأصيلة بوطنهم.‏

وتأتي البطولات التي يسطرها أبطال جيشنا الباسل الجيش العربي السوري في كل يوم في معركته ضد التنظيمات الإرهابية المسلحة أدوات الاحتلال الصهيوني وداعميه لتعطي أبناء الجولان المحتل منارة الأمل والمثل الحي لمعنى البطولة والتضحية والفداء في سبيل الوطن وكرامته وسيادته وحريته.‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية