|
دراسات وبغية التحريض على ضرب المنشآت النووية الإيرانية, رغم أن برنامجها مخصص للأغراض السلمية, تقاطر مسؤولو إسرائيل إلى واشنطن في الآونة الأخيرة, حيث جعلوا هذا الهدف بنداً أساسياً في محادثاتهم مع المسؤولين الأميركيين وخصوصاً مع رئيس حزب الحرب ديك تشيني نائب الرئيس الذي يجمع في مكتبه أكبر الحاقدين على العرب والمسلمين فغابي اشكنازي رئيس هيئة الأركان الصهيوني, الذي اجتمع مع رئيس هيئة الأركان المشتركة الأميركي مايك مولن ومستشار الأمن القومي ستيفن هادلي ضغط من أجل أن يشمل التقرير الجديد للاستخبارات الأميركية بشأن البرنامج النووي الإيراني ما يفيد أن طهران تطور برنامجاً نووياً عسكرياً, خلافاً للتقرير السابق الذي أكد أن إيران قد أوقفت برنامجها النووي العسكري في العام .2003 أما شاؤول موفاز وزير النقل الإسرائيلي المسؤول عن الحوار الاستراتيجي بين إسرائيل والولايات المتحدة, والذي يعتبر من أشد الداعين لضرب إيران ادعى أن طهران على وشك امتلاك القدرة العسكرية النووية وهي تتجه نحو تحقيق اختراق, مضيفاً أن امتلاك إيران للقوة النووية يمثل بالنسبة لإسرائيل تهديداً وجودياً, وهذا غير مقبول من وجهة نظر إسرائيل وحاول أيهود باراك وزير حرب العدو إقناع الإدارة الأميركية بعدم شطب الخيار العسكري ضد إيران. وكانت واشنطن قد نقلت في الأشهر الأخيرة إلى إسرائيل رسائل واضحة تقضي بأن الولايات المتحدة لا تدعم حالياً عملية عسكرية ضد إيران. وحسب مصادر رفيعة المستوى ستجد إسرائيل صعوبة كبيرة جداً في تنفيذ عملية عسكرية ضد إيران دون (ضوء أخضر) ومساعدة أميركية, بدورها شددت وزيرة الخارجية تسيبي على وجوب فرض عقوبات اليوم ضد طهران مع انقضاء المهلة المحددة لها لتقديم ردها على عرض الدول الغربية. وقالت لشبكة (سي.ان .ان) إنه من الواضح أن إيران تشكل خطراً ليس فقط على إسرائيل بل على العالم, وعلى الأسرة الدولية أن تتصرف على هذا الأساس محذرة من أن أي تردد من جانب الأسرة الدولية ستعتبره إيران دليل ضعف. وكان شاتباي شافيث رئيس الموساد السابق قد زعم أن إيران على بعد عام واحد من الحصول على القنبلة , والتي ستستخدمها ضد إسرائيل, هذا الادعاء كذبه نائب وزيرة الخارجية الأميركية نيكولاس بيرنز عندما صب ماءً بارداً على برنامج إيران النووي وقال: إن إيران لم تحقق بعد عملية تخصيب اليورانيوم وكنتيجة مباشرة لعقوبات الأمم المتحدة فإن قدرة إيران الحصول على تكنولوجيا أو مواد مهمة لبرنامجها الصاروخي قد عرقلت وأضاف: لا يزال على إيران امتلاك تكنولوجيا تحويل غاز اليورانيوم إلى وقود لاستخدامه في مفاعلات الطاقة ناهيك عن إنتاج اليورانيوم لقنبلة نووية. ولإعطاء التحريض الإسرائيلي بعداً أكبر تمكنت منظمة (إيباك) التي تعد من أقوى المنظمات الصهيونية في الولايات المتحدة من فرض قرار في مجلس النواب الأميركي يحمل الرقم 362 يقضي بمطالبة الرئيس جورج بوش البدء بحصار لمنع المستوردات الإيرانية من المنتجات البترولية أو فرض تفتيش دقيق على جميع الأشخاص والمركبات والسفن والطائرات والقطارات والشحنات الداخلة والمغادرة لإيران. فحاملا لواء القرار هما غاري أكيرمان , ومايك بنس المدفوعان من جماعة الضغط الصهيونية (إيباك) التي تتحرك بخطٍ موازٍ مع إسرائيل التي زار مسؤولها واشنطن في تموز الماضي للتحريض على إيران. التحريض على مهاجمة أو ضرب المنشآت النووية الإيرانية لم يكن وليد وقته وإنما يعود لعدة أشهر خلت, في كتابه ( إسرائيل وصراع الحضارات يذكر جوناثان كوك أن مؤتمر هرتليا الأخير اختلف عن سابقيه في نقطتين الأولى: دعوة شخصيات من خارج إسرائيل من ضمنهم مسؤولون سابقون وحاليون من السياسيين والمفكرين وصناع القرار والنقطة الثانية: إن المؤتمر خصص لمناقشة ما يسمى بالخطر الإيراني, وقد اتفق الجميع على أن إيران على وشك امتلاك أسلحة نووية والهدف هو تدمير إسرائيل وربما العالم بأسره. بكلمات أخرى كانت إسرائيل والولايات المتحدة قلقتين من أنهما ربما لم تعودا قادرتين بمفردهما على رسم سياسة الشرق الأوسط. لقد تمكنت الحملة الدعائية الصهيونية ضد إيران في أصوات مختلفة من الجهاز الحاكم والمؤسسة العسكرية, فعلى سبيل المثال قال الجنرال المتقاعد دانييل ليشيم: إنه ينبغي استدراج إيران إلى مغامرة عسكرية للحصول على مبرر للرد عسكرياً بشكل شامل. بمعنى آخر كانت إسرائيل تخشى أن تصبح إيران منافساً عسكرياً حقيقياً لها بحيث تفقد مكانها كقوة وحيدة ترسم خريطة الشرق الأوسط. ومنذ التسعينيات كانت إسرائيل تحث الولايات المتحدة للهجوم على إيران وكان أرييل شارون يأمل أن يشكل غزو العراق نموذجاً لغزو إيران. |
|