تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


لا أحد أشد ضرراً من موفاز!!

ترجمة
الاثنين 11/8/2008
ترجمة: ليندا سكوتي

قال لي مسؤول إسرائيلي ذو منزلة رفيعة إن قوتنا لا تكمن بامتلاكنا للقنبلة النووية التي نخفيها في ديمونة( كما تقول المصادر الأجنبية) لأن كلاً من الإيرانيين والمصريين والسوريين باستطاعتهم الحصول على مثيلاتها ,

لكن المصدر الفعلي الاستراتيجي لقوتنا هو ما يسود من اعتقاد في الشرق الأوسط بأن اليهود هم من أكثر الشعوب دهاء ومكراً في العالم.لكن يبدو أن شاؤول موفاز سيتمكن من إلغاء تلك الخرافة التي سادت منذ زمن بعيد في حالة فوزه في انتخابات كاديما, وسيثبت لجيراننا بأن ذلك الاعتقاد سيأخذ بالانحسار يوماً بعد يوم, أما في حال كسبه لتأييد حزب العمل وتسلمه رئاسة الحكومة فإنه سيكشف للجميع ما تعانيه إسرائيل من تراجع كبير.‏

سبق لرئيس الحكومة أن عيّن موفاز وزيراً مسؤولاً عن الحوار الاستراتيجي مع الولايات المتحدة تعويضاً له عن وزارة الدفاع التي لم يسندها إليه لكنه لم يدر في خلده بأنه سيستغل هذا اللقب في الانتخابات الأولية.‏

بعد مرور أقل من شهر على المقابلة التي أجراها موفاز مع صحيفة يديعوت أحرنوت والتي أعلن بها أنه ليس ثمة خيار أمام إسرائيل إلا شن هجوم على إيران بموافقة من الولايات المتحدة, حتى لو قاد ذلك إلى ارتفاع كبير بأسعار النفط,وهو بقوله هذا كأنما يصب الزيت على النار للمرة الثانية حيث سبق له أن صرح في معهد الأبحاث بواشنطن بأن إيران تعمل على تحقيق تقدم سريع في برنامجها النووي,في الوقت الذي كانت الولايات المتحدة تسعى للتوصل إلى الاتفاق معها عبر القوات الدبلوماسية, واستطرد موفاز بالقول: إن على إسرائيل الاستعداد التام لتنفيذ المتاح من الخيارات بهدف الدفاع عن نفسها, ورفض الانتقادات التي وجهت إليه بسبب تصريحاته حول التأثير على سوق النفط بقوله إن وجود إسرائيل أكثر أهمية من ارتفاع أسعاره.‏

غداة انتخابات عام 1996 قال موشيه ايالون (الرئيس السابق للمخابرات العسكرية) إن إيران كانت تتمنى فوز بنيامين نتنياهو لأنها تعتقد بأن الليكود سيضرب صفحاً عن معاهدة أوسلو التي تعارضها كما تعارضها بعض الدول العربية وهي الآن ولذات الأسباب ترغب بفوز موفاز بانتخابات كاديما.‏

عندما شغل موفاز منصب رئاسة هيئة الأركان ثم وزارة الدفاع قام بأعمال تفوق ما قام به نتنياهو حيث قام بإسقاط دور العلمانيين المعتدلين في السلطة الفلسطينية, وإحكام قبضة المستوطنين على أراضي الفلسطينيين, وعمد إلى إفشال جهود باراك في تنسيق الانسحاب مع الحكومة اللبنانية, ما دعاه إلى تنفيذ انسحاب سريع أحادي الجانب في عام ,2000 الأمر الذي أفسح المجال لحزب الله بالسيطرة على الجنوب اللبناني, وكان لهذا الانسحاب السريع الأثر الكبير في نفوس الفلسطينيين الذين وجدوا أن العنف هو السبيل الوحيد للتخلص من الاحتلال, وهاهي حماس اليوم تتبنى ذات الأسلوب باعتباره الطريق الأقصر لتحقيق أهدافها عوضاً عن الأسلوب الدبلوماسي الذي تتبعه فتح.‏

في الأمس القريب أعلن موفاز عن معارضته الشديدة للدخول في مفاوضات مع الفلسطينيين بشأن التوصل إلى اتفاقية نهائية, وما لبث أن صرح بأنه يعتقد بضرورة التفاوض مع رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس ,الأمر الذين سيمكنه من محاربة الإرهاب المدعوم من قبل إيران.‏

منذ شهرين أعلن موفاز أن أهمية مرتفعات الجولان لا تنبع من قيمتها الاستراتيجية فحسب بل لكونها منطقة رائعة وأنه يفكر بالانتقال إليها مع عائلته, ويرى عدم التخلي عنها تحت أي ظرف من الظروف لأن الانسحاب منها سيؤدي إلى تواجد القوات الإيرانية على الحدود الإسرائيلية, وأكد على ضرورة عدم التخلي عنها مهما كانت العروض التي تقدمها سورية, لكنه في الاسبوع الماضي عاد عن أقواله تلك وصرح في واشنطن بأنه في حالة تسلمه موقع أولمرت فإنه سيجري مفاوضات مع سورية دون شروط مسبقة, وقد جاءت أقواله تلك استعداداً للانتخابات التي ستجري قريباً.‏

في ضوء ما نلاحظه من تناقض في الأقوال لن نجد مرشحاً واحداً لرئاسة الوزراء لديه خيار نشاطره الرأي فيه, حيث إن جميعهم لا يملكون مبادرة جديرة بالاهتمام يمكن بموجبها وضع حلول للمعضلات التي تجابهها علماً أنهم كانوا وزراء أو أعضاء الحكومة, وأنهم جميعاً قد جاؤوا للسلطة جراء انتقالهم من الليكود إلى حزب كاديما الذي شكله أرييل شارون في الوقت المناسب, وقد ساهموا بما لحق إسرائيل من فشل في حربها الثانية على لبنان . وفي مختلف الأحوال فإن واقع شاؤول موفاز يؤكد أنه ليست ثمة شخصية إسرائيلية في الوقت الحاضر يمكنها أن تلحق الضرر بإسرائيل أكثر منه.‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية