تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


نتنياهو .. خطر داهم

هآرتس
ترجمة
الاثنين 11/8/2008
ترجمة :أ. أبو. هدبة

شخصية نتنياهو تظهر في بحر استطلاعات الرأي التي تغرق الدولة حيث يكافح السياسيون بكل قواهم لئلا يغرقوا فيه مثل راقص الباليه على وجه الماء.

الشخص الذي يقود حزبا من 12 عضو كنيست وسيء السمعة كرئيس وزراء خلال الفترة التي تولى فيها المنصب (3 سنوات و 18 يوما) يظهر في الاستطلاعات كمن يستطيع التغلب على كل مرشحي كاديما والعمل في الانتخابات من تسيبي ليفني مرورا بموفاز وحتى ايهود باراك .‏

صحيح ان الاستطلاعات كما يقول عنها شمعون بيرس, مثل العطر جيدة للشم وليس للشرب الا ان صعود نجم نتنياهو فيها مهما كان مؤقتا قد يبشر بقدوم هزة أرضية في الفترة القادمة‏

. اذا كان الأمر كذلك فمن الممكن أن تكون هذه المؤشرات وهمية هي الأخرى مثل المؤشرات الكثيرة التي تحتل عناوين الصحف عندنا ولكنها لم تتحقق على ارض الواقع.ما هو سر الشخص الذي فشل في منصبه كرئيس للوزراء ومني بهزيمة مريرة بعد ثلاث سنوات لدرجة تمكنه من الظهور فجأة في رأس قائمة الاستطلاعات متفوقا على باقي المرشحين? وفقا للمثل الشعبي الأعور بين العميان باشكاتب( يسجل في رصيده عدم ضلوعه في إخفاقات حكومة كاديما. وفي خضم الصراع الدائر هناك يظهر بيبي كأهون الشرين باعتباره طرفا خارجيا متحملا.‏

تاريخ اسرائيل السياسي يشير الى ان اليمين اكثر تسامحا مع قادته من اليسار. مناحيم بيغن خسر ثماني معارك انتخابية ولم تتم إقالته عن زعامة حزبه. وفي كامب ديفيد اعترف بحقوق الشعب الفلسطيني المشروعة وكان أول من أزال المستوطنات وثبت مبدأ الانسحاب في التسوية الدائمة مع دولة معادية يتم حتى آخر شبر من الأرض .‏

اليمين أعجب بشارون عندما شيد المستوطنات وكذلك عندما أزالها وانتزع منهم حلم ارض اسرائيل الكبرى . اما اليسار من الناحية الأخرى فيميل لتصفية كديما.‏

هو لا يتصف بالتسامح والولاء والاهتمام الموجود لدى اليمين. بيبي هزم في الانتخابات لأنه زرع الكراهية في صفوف الشعب ولسلوكه الشخصي كذلك. وبالمناسبة هو أيضا كان شغوفا بالسيجار الفاخر والحياة المترفة , الا أنهم استقبلوه بأذرع مفتوحة عندما عاد لليكود. اما باراك في المقابل فلا يغفرون له ولا يستقبلونه بأذرع مفتوحة مع عودته رافعا شعار لقد تغيرت في اليمين هناك اصطفاف حول القائد هم يعتبرون اليسار مذنبا وليس هو اما في اليسار فيقولون ان فشلت سقطت.‏

لدى بيبي كما أسلفنا ميزة على باراك لان جمهوره لا يغفر له. في اليمين لا يمكن ان تسمعوا ما يقولونه في العمل: )ان تعثر باراك في الاستطلاعات فسنستبدله من الذي سيحل محله? عمير بيرتس? رغم صعود نجم نتنياهو في الاستطلاعات الا انه لم يرتكب الأخطاء حتى الان.‏

خصوصا لأنه لا يتكلم. هو تعلم هذا الدرس من شارون , اذا كان الكلام من فضة فالسكوت من ذهب,نتنياهو يتربص بالتفاعلات الجارية في كاديما ويراقب بسبع أعين ما يحدث فيه.‏

هو لن ينضم لحكومة وحدة برئاسة ليفني او موفاز خصوصا. الأيام وحدها هي التي ستثبت لنا أن كان قد تغير ام لا.نتنياهو يسعى للتقدم في الانتخابات وليس لبناء ائتلاف كثير الأحزاب. ليس مهما من الذي سيترأس هذه الحكومة لان كل الوزراء أسهموا في الإخفاقات المتتالية التي ارتكبتها. الشعب يريد الانتخابات المبكرة لكل شعب اسرائيل اي ليس لعبة إعادة توزيع الأوراق داخل كاديما فقط.‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية