|
آراء قلت : ذلك حق .... لكن أي مستقبل ? كل شيء يتغير .... وماأنجزته الأجيال السابقة للفقراء , لم يبق على حاله .... ولا البناء الذي فنيت الأعمار والنفوس من أجله ظل كما هو ....بل صار البساط يسحب من تحت أقدامنا ولم يبق منه إلا القليل وهو آىل كغيره إلى ما أصاب شبيهه ! إن ما بنته الأجيال السابقة جعلنا نأكل ممانزرع ونلبس مما ننتج , فمنحنا كفايتنا واستقلال قرارنا السياسي : ونخشى الآن من الوهن الذي يتسرب إلى ذلك البناء . إن التمسك الآن بالهوية القومية ....بات هو الآخر يعاني مثل غيره خاصة وأننا نسمع أحياناً عبرالفضائيات من يقول: الأمة اللبنانية , ومن يقول : الأمة الأردنية أو الأمة المصرية !! ....حتى ليغدو الكيان الواحد أمماً متعددة !! .... هذا زمان التبعثر والمصالح ....وزمن الانفلات من القيود ومن التعاضد والتلاحم فمابالك بالوحدة ?! بكل الغصات نقول لذلك الصديق : إن يدنا التي تمتد إلى قلوبنا للبحث عنها في هول هذه المفارقات صرنا الآن نخشى عليها هي الأخرى من التبعثر !! لقد رضعت أجيالنا منذ الصغر نسغ البحث عن الوحدة صفاً ومصيراً ومآلاً بل خلاصاً من ضعفنا الذي احتار العالم الغربي كيف يبعثره الآن أكثر مما هو مبعثر وكيف يضعفنا لينال من ثباتنا ويستغل خيرات أراضينا !!.... وماكان في الماضي القريب واقعاً مريراً -بعد الحرب العالمية الثانية - استمر بشكل ما في العصر الحاضر , ولكن بطريقة بورجوازية فيها قفازات أنيقة , ورتوش وديكورات لاحصر لها وبالأناقة وبالشوكة والسكين !!....وكانت تلك طريقتهم الوحشية للولوغ في دمائنا واستنزاف ثرواتنا : قُطراً قُطراً وقطرة قطرة !! و مايزيد الأسى أن بعضنا هو الذي يساعد تلك السكاكين بتمزيق لحومنا واحتلال أراضينا وأقطارنا وهو الذي عمل معهم واستزلم لهم ورحب بهم : جزارين وبأنياب من ذهب كي ينهشونا : نحن الضحية !!.... من سهّل دخول جحافلهم أرض الخليج وإلى العراق ?? ومن سكت عن مجازرهم ومجازر عملائهم في أرض فلسطين ?? ومن شجع جرائمهم المروعة في لبنان وأسكت أبواقهم عنها ?!.... ومن صمت عن مؤامرتهم الجديدة لتمزيق السودان والنيل من وحدته واستقلاله ?!.... انظروا إلينا ونحن نتفرج على مسرحيتهم الجديدة التي غدا فيها إقليم درافور , هو الشغل الشاغل والهم العالمي لأنه يطفو على بحيرة من النفط ومكامن الثروات الباطنية !! إذ لم يبق بلد غربي - تقريباً -إلا وتباكى على درافور وما ( حدث فيها من مجازر) بل ويدعو إلى اعتقال رئيسها ( السودان) من أجل المساكين الذين ماتوا في درافور بينما يموت سكان دول إفريقية كثيرة , من الجوع وسوء التغذية ( والغرب الأمريكي) يتباكى عليهم ويلقي فوائض أقماحه ومواده الغذائية في البحار حتى لاينخفض سعرها وتخسر شركاتهم !! إن عدوهم الأوحد هو كل عربي يتمسك بعروبته وبهويته القومية وبوحدة المصير ....فهم يلعبون معهم لعبة أخرى ( حضارية) فيها من القفازات السامة والابتسامات الصفراء مالايعد ويحصى !! وفيها من الوعيد والترهيب مالايمكن حصره . ولم يقتصر الأمر على ذلك ....فهم لايقطعون فقط أراضينا وأوصالنا ويحاولون أن يدمروا فورتنا القومية .... بل يدمرون تاريخنا وآثارنا وتراثنا الحضاري ليلغوا كل صلة لنا بماضينا العريق وعلاقته بالحضارة الإنسانية .... ويكفي مافعلوا بالعراق ابتداءً من نهب النفط وانتهاء بنهب متاحفه وآثاره التي تربطنا بالحضارة بل تشع على الحضارة منذ آلاف السنين قبل الميلاد ....ويحولون وحدة أرض العراق إلى دول وكانتونات تقاتل وتقتل بعضها ليتفرغوا هم إلى نهب جميع الثروات .... إننا نقتل بعضنا نيابة عنهم !! وفي فلسطين ذات الجراح الدامية التي لاتجف , جعلوا الإخوة يقتتلون ويبيحون دم بعضهم لينشغلوا عن عدوهم الأساسي (رأس الحربة الأمريكية في المنطقة ) كي يتفرغ الصهاينة لبناء الجدران العازلة والضواحي السكنية الجديدة!! إن مستقبلنا الذي يجب أن يكون هو في بعث الجذوة القومية وإيقادها والسعي إلى الهدف الأسمى بدل أهداف المصالح القطرية الضيقة .... ذلك لأن الأمم لاتحيا في الأفكار وحدها بل في ماتنفذه الجماهير وتجعله حقيقة بعد أن كان حلماً . ومع كل الرهانات البائسة القائمة على الأحلام والتخيل ....هنالك مقولة شهيرة تؤكد أن كل خرائط العالم التي فرضتها الحراب , هي مجرد أوراق بائسة تمزقها حراب الأقوياء !! وأمتنا تملك من القوة - لواتحدت - مايجعلها ترتب خرائطها وحقها كما تشاء .... |
|