تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


من الذاكرة الجولانية ..!!(علمين)

هنا جولاننا
الاثنين 11/8/2008
اسماعيل جرادات

كلنا يعرف جيداً أن للجولان تاريخاً قديماً عريقاً, هو جزء من تاريخ الوطن الأم سورية.. وقد توزعت اخبار تاريخ الجولان السياسي والحضاري منذ ايام فراعنة مصر, وملوك الشام, والرافدين,

فالمعلومات عن منطقة جنوبي دمشق, ومنها الجولان مبثوثة في تقارير الفراعنة عن حملاتهم على سورية, وفي الوثائق المسمارية التي تطلعنا على ما في المصادر الرافدية عن حركات الشعوب , واستقرارها في المنطقة (حركات الاموريين مثلا)..‏

من هذا التقديم لا بدّ لنا من ان نسلط الضوء على تلك الذاكرة الجولانية, التي قلنا فيها في العدد السابق, ان في الجولان آثاراً تدل على قدم تلك المنطقة التي هي جزء من الأرض السورية كما اشرنا سابقا..‏

واليوم سنسلط الضوء على منطقة بل قرية من قرى الجولان لنا فيها ذاكرة لن تغيب عن اذهاننا حيث رفاق الدرب والدراسة.. هي قرية (علمين) هذه القرية التي تقع في القطاع الأوسط, وتطل على جبال الجليل, وتبعد عن نهر الاردن أو ما يسمى نهر (الشريعة) نحو ثلاثة كيلو مترات على ابعد تقدير.. غالبية سكانها من ابناء عشيرة (الويسية) وعدد سكانها لا يتجاوز ال /500/ نسمة..‏

وقرية (علمين) لم تكن القرية الوحيدة التي يسكنها ابناء تلك العشيرة.. و(الويسية) نسبة الى (أويس القرني) احد الصحابة الاجلاء وهو مدفون في احدى قرى محافظة الرقة..‏

واقرباء هذه العشيرة الحقيقيون هم(البشاوات) الذين كانوا يقطنون في قريتي »عسلية) و»مجامع) في القطاع الأوسط من الجولان..‏

انا اذكر جيدا كيف كنا نعيش نحن وابناء هذه القرية القريبة من قريتنا التي اشرنا اليها في العدد السابق, بالمناسبة في قرية »علمين) نبع مياه ومسيح, وهذا النبع قريب للنبع الذي اشرنا اليه في »العدد السابق أيضا).. وكأي قرية من قرى الجولان حيث المياه متوفرة بشكل جيد جدا..‏

نعود لنقول: كنا جميعا كأسرة واحدة.. متحابين, متعاونين, الجميع يعيشون كأسرة واحدة, عند المساء يجتمعون عند بيت مختار القرية, الذي يعد احد وجهاء المنطقة..صداقاتنا مع ابناء قرية »علمين) كانت عميقة حيث كانت المدرسة الوحيدة التي تجمعنا من قرية »السنابر).. ولانغالي إذا قلنا أن قرى عديدة كانت في ذلك تفتقر للعديد من الخدمات وابسط تلك الخدمات الكهرباء والمدارس..‏

في قرية »علمين) اراض خصبة جدا, كان أهالي القرية يعتنون بزراعة القمح, والخضروات, يمر فيها طريق يربطها كما القرى الأخرى بالقنيطرة وصولا الى الجمرك فعلمين فقرية البطيحة التي تتربع على مقربة من بحيرة طبريا..‏

سكان هذه القرية كانوا ولا يزالون مثالا لمقاومة العدو الصهيوني , نظرا لقربهم كما قلنا من الحدود مع فلسطين المحتلة, فهم كانوا يرون المحتل بالعين المجردة, وعندما يروه يشتاقون لمقابلته, وهذا ما حدث فعلا عبر سنوات ما قبل احتلال الجولان, حيث التحق غالبية سكان تلك القرية كما القرى الحدودية الاخرى بما يسمى ب »الحرس الوطني) آنذاك, اضافة الى القوات المسلحة النظامية.. وقد شكل هذا »الحرس الوطني عنصر مفاجأة للعدو الصهيوني الذي كان يحاول الدخول الى ارض الجولان الحبيب, لكن صمود ومقاتلة هؤلاء الرجال ومعهم القوات النظامية كانت تحبط محاولات العدو الصهيوني.. واثناء العدوان الغادر في العام 1967 قاوم اهل هذه القرية كغيرهم من ابناء قرى الجولان قتال الأبطال دفاعا عن ارضهم وعرضهم, لأن الأرض بالنسبة لهم كما لغيرهم هي كل شيء, وهم اليوم يتوقون لليوم الذي تعود فيه قريتهم للوطن الأم سورية....‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية