تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


السياحة الدينية.. أوابد تاريخية .. مناخ معتدل .. مناظر رائعة..

هنا جولاننا
الاثنين 11/8/2008
زهور رمضان

أخذت منطقة الجولان تبرز كمكان مهم للسياحة والاصطياف في سورية بعد مطلع الستينيات من القرن الماضي,نظراً لقربها من مدينة دمشق ولمناخها المعتدل ولمناظرها الرائعة حيث يمكن للسائح أن يطل من قمم جبل الشيخ الغربية على جنوب لبنان وشمال فلسطين وجنوب سورية ليشاهد منظراً قل مثيله في العالم

حيث تلتقي الأنهار بالبحيرات والسهول الخضراء بالجبال المكسوة بالغابات حتى ساحل البحر المتوسط وبإمكانه أن ينزل لبلدة بانياس فيتمتع بمشاهدة نبع بانياس ذي المياه الكريستالية الصحية الفريدة من نوعها في العالم وبمناظر الطبيعة الخلابة, حيث كان القيصر الروماني فيليب العربي يفضل قضاء استراحته في هذه البلدة التي كان اسمها آنذاك (قيصرية فيليبس).‏

وبإمكان السياح التوجه إلى الحمة حيث الينابيع المعدنية الشهيرة في العالم بسبب صفائها ودرجات حرارتها المتباينة وفوائدها العلاجية المتعددة.‏

وقد ركزت قوات الاحتلال الإسرائيلي ومنذ الأشهر الأولى لاحتلالها أرض الجولان على السيطرة على المعالم الأثرية المتواجدة في هضبة الجولان وجبل الشيخ وعكفت على سرقة معالم السياحة التي تشير إلى دلائل وجود الإنسان منذ العصور القديمة في هذه المنطقة والتي كان السياح يرتادونها للتعرف علىها ومعاينتها والتمتع بمناظرها.‏

وقد زخرت المواقع الأثرية في جبل الشيخ بالمعابد الرومانية القديمة مثل معبد الإله بعل في مدينة بانياس, وموقع رجم الهوى الذي لم يكشف سر بنائه الحجري بمثل هذه الضخامة حتى الآن حيث ينتشر في محيط مئة قبر وهناك بعض الكنائس القديمة التي يعود تاريخها للقرن الرابع الميلادي حيث شكلت الجولان القاعدة المسيحية, أي القاعدة التي انطلقت منها الدعوة المسيحية إلى المقاطعات المجاورة وبصورة خاصة باتجاه دمشق.‏

وعبر الجولان مرّ القديس (بولس) الرسول الأول للديانة المسيحية والذي يحكي الكتاب المقدس (الانجيل) قصته عندما كلمه السيد المسيح وقال له (اذهب إلى دمشق وهناك يقال لك ماذا تفعل).‏

ومن الجدير ذكره أن معظم أعاجيب السيد المسيح حدثت على الشاطىء الشرقي لبحيرة طبرية وخاصة في بيت صيدا, وفي منطقة بانياس.‏

وفي مدينة الكرسي التي زارها السيد المسيح ويقال إنه جمع الحواريين فيها وأنقذهم منها إلى النواحي وفيها موضع يقال إن الرسول المسيح جلس عليه ولهذا سمي بهذا الاسم حسب ما أورده ياقوت الحموي في كتابه.‏

وهناك إلى الشرق من قرية طرنجة شمال خان أرنبة ب7كم يقع ضريح الصحابي الجليل أبي ذر الغفاري الذي لقبه الرسول محمد ] ب (أبي الفقراء), ويقع ضمن غابة حراجية مؤلفة من أشجار الصنوبر والبلوط المعمرة.‏

ومن حيث السياحة البيئىة يزخز جبل الشيخ بموقعه الممتاز حيث يبلغ ارتفاع أعلى قمة فيه 2814 متراً وتغطيه الثلوج معظم أيام السنة فيمكن للسائح أن يتزلج على الجليد وأن يلعب بالثلج وقد استفادت إسرائيل من ذلك واستغلت الجبل الأبيض وحولته إلى منتجع سياحي يغدق عليها الأموال الطائلة.‏

وعملت إسرائىل بعد احتلالها للهضبة على استثمارها سياحياً فقامت بربط المناطق السياحية الأربع وهي جبل الشيخ حيث (الثلوج والتزلج على الجليد) ونبع بانياس حيث (المياه الكريستالية والكبريتية النادرة والمناظر الرائعة) وسواحل بحيرة طبرية للسباحة في المياه الدافئة تحت سطح البحر ومنتجع الحمة ذو المياه المعدنية الصحية بما هو موجود من مواقع أثرية في الهضبة وخاصة المواقع السياحية الدينية المسيحية التي جرت فيها معجزات السيد المسيح.وأهم هذه المعجزات:‏

1- معجزة الخبز والسمك التي حدثت في منطقة البطيحة (بيت صيدا) على الساحل الشرقي للبحيرة.‏

2- معجزة الأرغفة الخمسة حيث أطعم السيد المسيح خمسة آلاف جائع من خمسة أرغفة وسمكتين وكانت هذه القرية مسقط رأس عدد من تلامذة السيد المسيح منهم بطرس واندراوس.‏

3- وفي موقع الكرسي على شاطىء بحيرة طبرية عالج السيد المسيح الرجل الأعمى فأبصر النور من جديد.‏

4- وشفى في مدينة بانياس المرأة المصابة بمرض عضال وبرئت منه, ومن هناك صعد مع تلاميذه إلى قمة حرمون في جبل الشيخ.‏

ويروي المرشدون السياحيون كثيراً من القصص الممتعة من الموروث الديني والثقافي لهذه المنطقة, كما في بركة بولس في الحمة التي انبثق منها الماء العذب بجوار المياه الحارة ليروي الرسول بولس ظمأه, وقصة تشكل بحيرة مسعدة (بحيرة رام) التي كانت قرية غائرة في الأرض بسبب دعاء عجوز لم ينجده أحد من سكان هذه القرية من عاصفة ثلجية داهمته في أزقتها, والقصة التي حدثت في عين قنية حين رفضت الشابة الحسناء المتنكرة بلباس شاب مغازلة ابنة الملك فحكم عليها بالموت, وكان حزنه عظيماً عندما علم أنها متنكرة بلباس رجل.‏

- وثمة قصص أخرى تروى كأساطير منها قصة الحورية التي وقعت من رأس قمة جبل الشيخ وصوتها مازال مسموعاً حتى الآن في جروف الصخور الشاهقة المطلة على نبع بانياس وغيرها.‏

- ويروي المرشدون السياحيون المعارك الفاصلة في التاريخ القديم والتي تم خوضها على أرض الجولان ومنها معركة اليرموك التي حدثت عام /636/م وانتصر فيها القائد خالد بن الوليد على جيوش الفرنجة.‏

- ومن الجدير ذكره أن بابا الفاتيكان يوحنا بولس السادس قد زار قرية الكرسي عام 2000م ضمن زيارته لمنطقة الشرق الأوسط للحج إلى الأماكن التي يعتقد أن السيد المسيح قد مر أو أقام بها, وأقام البابا قداساً دينياً من أعلى التل الذي يقال إن السيد المسيح (ع) ألقى من فوقه موعظة الجبل وقد حضر هذا القداس مئة ألف شخص حضروا من جميع انحاء العالم.‏

- ومن الأساطير التي تذكر أن قلعة النمرود أو (قلعة الصبيبة) أي شديدة الانحدار نسبة للاودية المنحدرة, أما الاسم نمرود فقد جاء نسبة للنمرود بطل الصيد الاسطوري أو نفسه النمرود في قصة سيدنا ابراهيم والذي يعتقد أن الله قد عاقبه بنفس المكان.‏

ومما سبق يمكننا التأكد أن منطقة الجولان تعتبر كنزاً سياحياً لما لمواقعها السياحية من أهمية تاريخية ودينية ومصيرية للقضية العربية.‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية