تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


دمشق تحتفي بالرواية العربية.. هل تخرج من ثوبها .. التقليدي..!?

دمشق عاصمة الثقافة
الاثنين 11/8/2008
مانيا معروف

احتضنت الأمانة العامة لاحتفالية دمشق عاصمة الثقافة (ملتقى الرواية العربية -تحولات السرد الروائي ) من 3-6 آب وكانت الجلسات على مدى أربعة أيام حيث شهدت الجلسات عددا من المحاور الهامة كانت على الشكل التالي 1- تحولات الشكل في التجربة الروائية العربية 2- اللغة الروائية وتحولاتها 3- الكتابة الجديدة : قطيعة أم نص مغاير.

هذه المحاور قدمت ضمن عدد من الجلسات قدمتها مجموعة كبيرة من الأسماء الهامة في مجال الرواية العربية .. لهم بصماتهم الواضحة فيها .. الرواية العربية بكل تجلياتها .. ما لها وما عليها .. من سلبيات وإيجابيات .. حل تغير السرد الروائي على صعيدي الشكل واللغة الروائية في إحدى الجلسات وهي تحت عنوان (الكتابة قطيعة أم نص مغاير ) وكانت على مدى يومين في استعراض سريع لما جاء في هذه الجلسات وهو طبعا يحتاج لأكثر من ذلك .. وقفنا على أهم ما جاء في هذه المداخلات لكل من : الحبيب السالمي وهو روائي تونسي له العديد من الروايات منها : عشاق بيه ,أسرار عبدالله وروائع ماري كلير ,أما مداخلته فقد حملت عنوان (الإصغاء إلى اللحظة الراهنة) وبرأيه أن الإجابة على سؤال كبير / هل الرواية العربية الجديدة قطيعة أم تجاوز نحو نص مغاير / صعب وبحاجة إلى الكثير من الدقة .. لأن طرحه كان مبكرا .. (فالرواية العربية لا زالت في حالة مغامرة .. وطرح كلمة أو فكرة( الجديدة ) ويقصد الرواية هو أيضا سؤال هام فهي جديدة بالنسبة لماذا ? وكما يقول السالمي : ليست هناك كتابة جديدة بالمطلق .. وكل رواية جيدة هي جديدة بمعنى ما .. وأتى على مثال لروايات نجيب محفوظ التي تظل جديدة بشكل مارغم مرور الزمن .. إذا كان المقصود بالجديدة - الحديثة وعلى الرغم من الروايات تبدو قديمة فنجيب محفوظ هو من أكثر الروائيين العرب حداثة .. ومن هذا المثال حاول السالمي ربط مفهوم الحداثة والقدرة على التقاط ما يميز لحظة الكتابة .‏

الرواية الجديدة : الاستسهال أم الرغبة في التجاوز !! : كانت المحور الذي قدمته منصورة عز الدين وهي كاتبة مصرية بدأت بنشر قصصها القصيرة في الصحف والمجلات المصرية والعربية في العشرين من عمرها .. صدرت مجموعتها القصصية الأولى (ضوء مهتز ) من دار ميريت عام 2001 وترجمت نصوص منها إلى عدة لغات أوروبية وروايتها متاهة مريم عام 2004 تقول الكاتبة : أي كتابة لا تكشف المأزق الوجودي للإنسان في هذا العالم ,ولا تحاول فك متاهة النفس الإنسانية هي عبارة عن كلمات ملساء مرصوصة بجوار بعضها البعض لدغدغة المشاعر ..‏

أما عن رأيها بالكتابة الجيدة والشروط التي يجب أن تحققها لتكون ناجحة فتقول : الكتابة الجيدة هي تلك التي تطرح أسئلة شائكة وتكون على تماس مباشر مع المسكوت عنه بالمعنى الأشمل .. الكتابة هي التي تسعى لإقلاق القارىء واستفزازه .. وهز يقينه الثابت .. الرواية هي نوع أدبي ضد اليقيني والمستقر .. وترى أن اللغة خوانة بطبيعتها والعمل الجيد هو الذي يخون صاحبه ويخلق لنفسه وجودا قائما بذاته .. بحيث ينفتح على تأويلات جديدة مع كل قارىء ..‏

تلفت عز الدين في حديثها عن الرواية الجديدة لموقع الرواية في مصر وكم تكتنفها حالة من الالتباس .. وتبدي استغرابها من وضع جميع الروائيين في سلة واحدة لمجرد تواجدهم بصدفة بحتة في جيل واحد .. وترى أن وراء ذلك هو التوق الشديد لتجاوز الواقع إما عبر مزجه بالغرائبي أو السخرية الشديدة منه , أو التعامل معه بمطلق الحياد أو رميه في وجه القارىء بكل تناقضاته .. دون فلترة .. الكتابة الجديدة تتسم بالتجرؤ على المسلمات السياسية والدينية والاجتماعية .. ولفتت لخطر يهدد الكتاب الجدد في مصر وهو الإصرار على التعامل معهم باعتبارهم كتلة واحدة متماثلة تكتب نصا واحدا .‏

محمد برادة قدم مداخلته بعنوان / الكتابة الجديدة : مفهوم القطيعة عبر ستة نصوص / والكاتب مواليد الرباط 1938 من أعماله فضاءات روائية - مثل صيف لن يتكرر -لعبة النسيان - رسائل الورد والرماد - الرواية ذاكرة مفتوحة.‏

يرى د. برادة أن التجديد يتم في مختلف مجالات الحياة .. والتجديد لا يعني بالضرورة أفضل مما سبق ويجب أن نحرره ونسعى إلى تمثله عندما نقول التجديد لا نستطيع أن نحمله مفهوما إيجابيا لأنه يتصل بموقع من سيصدر الأمر عندما نربط مسألة التجديد بالقطيعة,القطيعة لا يمكن أن تتم إلا في إطار من النسبية وغالبا ما تكون زحزحة للإشكالية من مكان لآخر .. قدم د. برادة في مداخلته قراءة لمجموعة من النصوص التي صدرت في العقد الأخير لروائيين ينتمون إلى أقطار عربية مختلفة .. في وقفة على ماتتضمنه من تجديد و قطيعة مقارنة باتجاهات سابقة لها في الزمان والسياق .‏

اكتشاف المسافة‏

قدم منتصر القفاش مداخلته بعنوان / اكتشاف المسافة / والقفاش من مصر خريج كلية الآداب وهو مدير تحرير لسلسلة الكتاب الأول بالمجلس الأعلى للثقافة .. له عدة أعمال قصصية وروائية : نسيج الأشياء - السرائر -تصريح بالغياب - شخص غير مقصود - أن ترى الآن - مسألة وقت.‏

يرى القفاش بأن كل روائي له أسرة أدبية ينتمي إليها ترتكز أساسا على روايات قرأها ,أما اكتشاف المسافة فالمقصود ما يحدث كثيرا عندما نتحدث عن الرواية الجديدةسرعان ما يقال لنا : هذا كان من قبل أو طرح .. اكتشاف المسافة التي يحاول أن يقطعها المبدع .. والبداية في الرواية برأي القفاش لم تعد لها بداية بعينها يستطيع أن يطمئن إليها وهولا يضمر هذا بل يصرح أنه لا يملك هذه الرواية , بل وأحيانا يقدم أكثر من بداية ,هذه السمة تكشف أن الراوي لم يعد يستطيع أن يكون مالك زمام الأمر .. هذا الراوي في حالة عمل مستمر وفي مفترق طرق والمفترق ليس حالة ,بل تجارب تتيح الكثير من الاحتمالات التي يحاول عرضها .. عندما أقول يصعب تحديد دافع لهذه الشخصيات ,فأنا أراها في حالة تقمص ,تتقمص حالات بقصد التجريب على صفات تحاول أن تعيشها وأحيانا يسمي هذه اللحظات المجازية . ويرى القفاش بأن رواية السيرة الذاتية يحاول الروائي من خلالها البحث عن مشاهد من حياته وأيضا عن حكايته وما تعنيه السيرة الذاتية لا يملك فيها إلا ومضات .. لحظات قد تكون متصارعة لكن لا يملك تصوراً لهذه السيرة الذاتية ..‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية